حلب- خالد زنكلو
مجدداً عمد النظام التركي إلى ذر الرماد في عيون المجتمع الدولي باستعادة ٣٠٠ مرتزق سوري يعملون لمصلحته من ليبيا إلى المناطق التي يحتلها شمال وشمال شرق حلب كدفعة أولى من المرتزقة الذين يغادرون ليبيا، مدعياً أنه استجاب للجهود الدولية الرامية إلى إقفال ملف المرتزقة في ليبيا، في وقت أنهى تحضيراته بتجهيز عدد مماثل من هؤلاء المرتزقة لإرسالهم إلى ليبيا في عملية تبديل روتينية يجريها بين الفينة والأخرى.
وقالت مصادر معارضة مطلعة على عملية إرسال المرتزقة السوريين عن طريق النظام التركي إلى ليبيا لـ«الوطن»: إن نظام رجب طيب أردوغان استبق عملية استعادة هؤلاء الإرهابيين قبل يوم واحد من اجتماع اللجنة العسكرية المشتركة (٥+ ٥) مع المبعوث الأممي يان كوبيتش وبحضور أطراف دولية فاعلة في الأزمة الليبية أمس الأربعاء بجنيف لبحث خطة ترحيل المرتزقة من الأراضي الليبية، التي وضعتها اللجنة، على مدار ٣ أيام، وبما يوحي بأنه يدعم حظوظ الحل التي تعثرت طويلاً بسبب ممارسات النظام التركي وتدخله السافر في ليبيا.
وبينت المصادر أنه وبالفعل وصل المرتزقة الـ٣٠٠، الذين أجلتهم من ليبيا طائرة تركية إلى مطار غازي عنتاب التركي ثم نقلتهم أمس الأربعاء شاحنات عسكرية تابعة لجيش الاحتلال التركي عبر معبر باب السلامة في إعزاز إلى داخل المناطق المحتلة بريفي حلب الشمالي والشمالي الشرقي.
وأكدت المصادر أن الاستخبارات التركية طلبت قبل أسبوعين من الميليشيات التي تمولها في المناطق المحتلة بأرياف حلب، وخصوصاً ميليشيا فرقة «السلطان سليمان شاه» التي يتزعمها الإرهابي محمد الجاسم، تجهيز عدد مماثل من المرتزقة لإرسالهم إلى ليبيا لتعويض العدد المرحل منهم منها، ولفتت إلى أن نظام أردوغان خفّض الأجر الشهري للمرتزق إلى ١٠٠٠ دولار فقط، لا ينال منها سوى النصف بسبب قضايا الفساد التي تلف العملية، خصوصاً من متزعمي المرتزقة الذين يرشحون الأسماء.
وتوقعت أن يرسل النظام التركي الدفعة الجديدة من المرتزقة إلى ليبيا، لتبديل الأسماء المنسحبة منها، نهاية الأسبوع المقبل بعد أن تهدأ الأضواء التي وضعت ليبيا راهناً تحت مجهر الدول الراغبة بإيجاد حل للأزمة الليبية التي تسبب أردوغان بتأجيجها من خلال إرساله آلاف المرتزقة إلى الأراضي الليبية التي تضم حالياً نحو ٧٠٠٠ منهم.
يأتي ذلك في وقت كشفت فيه صحيفة «سفوبودنايا بريسا» الروسية، عن سعى كبار الجنرالات المسؤولين عن العمليات العسكرية التركية في سورية إلى الاستقالة وسط تصاعد التوترات في إدلب، الأمر الذي يثير تساؤلات حول سياسة أنقرة في سورية.
واستندت الصحيفة الروسية إلى ما جاء في مجلة المونيتور «نبض تركيا»، التي قالت إنه «يبدو للوهلة الأولى أن الأمر أشبه بالتطهير الذي جرى على خلفية «الانقلاب»، عندما تم اعتقال مئات الضباط واستقالة نحو 120 طياراً مقاتلاً، ولكن الاستقالة الجماعية لكبار الضباط الآن لا ترتبط بمحاولة الاستيلاء على السلطة، حيث جاءت طلبات الاستقالة المفاجئة من جنرالات ذوي خبرة واسعة ومؤهلين لترقيتهم، وهذا أمر غير مألوف في التقاليد العميقة الجذور للجيش التركي.
وحسب «نبض تركيا»، كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طلب من نظيره التركي إزالة ستة مواقع للجنود الأتراك وإلا فسوف يواجهون فيها موتاً محققاً، والحديث هنا يدور عن المنطقة الواقعة بين إدلب وسراقب شرق المحافظة، الأمر الذي سيمهد الطريق لقوات الجيش العربي السوري لتحرير إدلب في وقت لاحق، وهذه الخطوة تعني حسب الصحيفة أن موسكو لم تعد ترى حاجة إلى التعاون مع تركيا في إدلب.
ولفتت الصحيفة إلى أنه بعد عودة أردوغان لم يتغير الوضع بخصوص الاستقالة الجماعية لكبار الضباط الأتراك، وهو ما يعني، بشكل غير مباشر، أن الطرفين لم يتفقا، وقالت: «الهجوم السوري على إدلب مؤجل في أحسن الأحوال، وكذلك سحق الجيش التركي في سورية، ويبدو أن هذا صحيح، لأن استقالة الجنرالات والعقداء يمكن تفسيرها كمحاولة لحماية النفس من ملاحقة قضائية على الهزيمة القادمة»
(سيرياهوم نيوز-وكالات-الوطن)