عبير صيموعة
يواجه معمل الأحذية في السويداء واقعاً إنتاجياً مزرياً يهدد بالتوقف عن الإنتاج في حال لم يتم تدارك الصعوبات والمنغصات التي تواجه العملية الإنتاجية حيث أكد العمال في شكواهم لـ«الوطن» عدم قدرتهم على الوصول إلى عملهم يومياً بسبب أجور النقل المرتفعة وخاصة أن الأغلبية العظمى منهم من خارج المدينة جراء عدم تأمين نقل جماعي.
وأشاروا إلى تعطل الآلات ضمن خطوط العمل وعدم القدرة على صيانتها وهو الأمر الذي أدى إلى إشكالية حقيقية في العملية الإنتاجية وانعكس سلباً على الحوافز المرتبطة أصلاً بكمية الإنتاج التي انخفضت بالضرورة جراء معاناتهم مع تلك الآلات فضلاً عن نوعية المواد الأولية المؤمنة من (خيوط وجلود ومواد لاصقة) والتي أدت إلى إرجاع بعض الجهات لكميات من الأحذية المنتجة لإعادة تصنيعها من جديد ما فاقم ضغط العمل بسبب نقص اليد العاملة من جهة وأدى إلى حرمانهم من حوافزهم الإنتاجية من جهة ثانية جراء تحميل تكاليف الكميات المرجعة على تلك الحوافز.
مدير المعمل حسام أبو سعدة أكد لـ«الوطن» أنه ضمن الإمكانيات المتوافرة من الكادر العمالي أو الفني أو الإداري وتوافر المواد الأولية فإن الإنتاج يعتبر مقبولاً بالحد الأدنى وذلك يعود لعدد من المعوقات التي اعترضت العمل وخاصة خلال الأشهر القليلة الماضية وأهمها النقص بالكادر العمالي الإنتاجي الذي عجزت إدارة المعمل عن تأمينه لعدم وجود حصة لوزارة الصناعة من المسابقة المركزية التي تم إعلانها خلال السنة الماضية إضافة إلى نقص كبير بالكادر الفني الذي كان يضم أكثر من 30 فنياً ضمن صالة المعمل واقتصاره حاليا على وجود ثلاثة عناصر فنية فقط لتغطية صالة الإنتاج وانحصار عملهم ضمن آلات الخياطة فقط دون باقي الآلات ما أدى إلى توقف آلات كثيرة لعدم القدرة على صيانتها.
ولفت إلى أن النقص بجميع مفاصل العمل إلى اضطرار الإدارة إلى نقل عمال الإنتاج بين الخطوط للحيلولة من دون توقف العمل ضمنها وعدم التسبب في شلل خطوط الإنتاج.
وأوضح أن الإشكالية الأكبر تكمن في عدم تأمين النقل الجماعي للعمال والذي أدى إلى عدم قدرة كثير من العمال على الوصول إلى عملهم جراء أجور النقل المرتفعة.
ورصدت «الوطن» خلال جولتها ضمن صالة الإنتاج وصول 20 عاملاً فقط إلى العمل من أصل 180 عاملاً إضافة إلى رصدها لآلاف الأزواج من الأحذية المتراكمة على شكل تلال ضمن صالة الإنتاج والتي عزاها أبو سعدة إلى تعطل آلة الخياطة الجانبية للأحذية لأكثر من 20 يوماً، الأمر الذي أدى إلى تجميع تلك الأزواج ريثما يتم إصلاحها وإعادة حركة الإنتاج إلى وتيرتها المطلوبة.
أما ما يتعلق بحوافز العمال فقد أوضح أبو سعدة بالقول: إن القضية تعود إلى ارتباط تلك الحوافز بتنفيذ الخطة الإنتاجية الموضوعة من قبل الإدارة العامة والتي وضعت على أساس عدد العمال وعدد الآلات على خطوط الإنتاج والتي لا تتوافق حالياً مع عدد العمال الحقيقي ضمن المعمل كما أنها لا تتوافق مع طاقة الآلات الإنتاجية العاملة بشكل فعلي ضمن الخطوط والتي تعاني من قدمها وعدم القدرة على صيانتها لعدم وجود الخبرات الفنية اللازمة لضمان استمرار العمل، علماً أنه تم التواصل مع مكتب التطوير لتعديل الخطة إضافة إلى أن الحوافز يتم وضعها ضمن نظام خاص بها وأن إرجاع كمية من الأحذية المنتجة من الجهات المتعاقد معها لإعادة تصنيعها بسبب نوعية اللاصق المعتمد في تصنيعها كان سبباً في حسم جزء من تلك الحوافز.
وبعد جولة على معمل الأحذية من اتحاد عمال السويداء والمكتب الاقتصادي أشار رئيس مكتب العمال والاقتصاد في فرع الحزب حسن الأطرش لـ«الوطن» أن نقل العاملين هو الإشكالية الأساسية التي يعاني منها المعمل والذي أدى إلى توقف جزئي في عمل خطوط الإنتاج نتيجة عدم وجود نقل جماعي يضمن وصول العمال إلى عملهم والتي حالت أجور النقل في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة من تحقيق ذلك، إضافة إلى توقف عدد من الآلات في خطوط الإنتاج جراء الأعطال المتلاحقة والذي يعود إلى تسرب الفنيين، مؤكداً أنه سيتم التواصل مع الإدارة العامة في دمشق لمعرفة كيفية المساعدة والآلية التي يمكن تقديمها للخروج من الواقع المزري الذي وصل إليه المعمل والذي كان يعتبر من المعامل الرائدة على مستوى القطر مع الحرص على إعادة عجلة العمل بالمستوى المطلوب والذي يتطلب استنفار جميع الجهات المعنية بالقضية على مستوى المحافظة وعلى مستوى الإدارة العامة لتذليل كل عائق يقف أمام سير عمل المعمل بشكل صحيح وبما يلبي طموح المعمل وطموح العاملين ضمنه.
سيرياهوم نيوز 1-الوطن