مهند سليمان
لم تمنع المسافة الطويلة بين المنزل والمعهد الطالب المكفوف معاذ فحيصان من حضور جلسات التعليم المهني في معهد التربية الخاصة للمكفوفين بدمشق.
فحيصان الذي يقطن في الغوطة الشرقية يدرس مع 160 طالباً في المعهد يوضح في تصريحه لـ سانا مدى سعادته بتعلم مهنة التريكو لتكون مصدر رزق له في المستقبل وليتمكن من الاعتماد على نفسه وتعبئة وقت الفراغ لديه.
ويتحدث الطالب عبد الهادي حسابا الذي يتدرب على صنع الإكسسوارات عن طموحه المستقبلي بأن يعمل بالتمثيل بالرغم من إعاقته مشيراً إلى أن تعلم حرفة هو أمر سهل إن وجدت الإرادة والإصرار حيث يعبر عن سعادته بإنجاز مجموعة من قطع النسيج وأشجار الزينة خلال فترة التدريب الماضية.
ويضم المعهد قسمين حسب مديرته ندى أبو الشامات القسم الأول تعليمي حتى 18 عاماً والثاني للتدريب المهني من عمر 15 إلى 35 عاماً مشيرة إلى أن مدة التدريب على المهن تصل لعامين يحصل الطالب بعدها على شهادة في المهنة تؤهله لدخول سوق العمل.
وأضافت أبو الشامات: إن الطلاب يتلقون تعليمهم وفق منهاج وزارة التربية الذي يطبع بطريقة “برايل” إضافة إلى مجموعة من البرامج الحاسوبية السماعية التي تساعد المدرسين في إيصال المعلومات بطريقة أسرع لافتة إلى أن المعهد يقوم بتأمين مجموعة من الخدمات للطلاب منها تأمين المواصلات لهم.
ولفتت المعلمة نجد حيدر التي تدرب الطلاب على حرفة التريكو إلى أن تعليم الأشخاص ذوي الإعاقة مهناً يدوية يحتاج إلى تبسيط الطرق عبر استخدام أسلوب اللمس والعد لتنفيذ القطع النسيجية ومشاركة الطلاب في تنفيذ أفكار للأشكال التي يرغبون بها.
من جهتها بينت المدربة على حرفة الإكسسوارات صبا العلي أن التجاوب كبير من قبل الطلاب أثناء تنفيذ الدروس ويظهرون رغبة كبيرة في التعلم مضيفة: إن المنتجات التي يصنعوها يتم عرضها في مجموعة من المعارض بهدف مساعدتهم وتشجيعهم في تطوير أنفسهم.
ونوه عدد من أهالي الطلاب بأهمية أن يتعلم أبناؤهم مهنة يمكن أن تكون مصدر رزق لهم في المستقبل حيث قالت نور الفاهمي والدة أحد الطلاب: إنه من الضروري تعليم الأشخاص الذين يعانون من هذه الإعاقة حرفة لتعبئة أوقات الفراغ لديهم وايصال رسالة لهم أنهم قادرون على أن يكونوا أشخاصاً منتجين في المجتمع.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا