ريم جبيلي
صراعٌ مستمرّ تعيشه معظم السيّدات وهنّ يحاولن التوفيق بين واجباتهنّ ومسؤولياتهنّ تجاه أعباء البيت وتلبية متطلبات الأسرة والأبناء، وبين تحقيق النجاح والتميّز وإثبات الذّات في تحمّل أعباء المهنة ومتطلبات العمل، أيّاً كان وفي مختلف المجالات. السيّدات المديرات اللواتي يجمعن بين إدارَتي الأسرة والعمل، كيف يوفّقن بينهما؟ وما أسس توليفة النجاح والتميز والإبداع بهما معاً؟ وأسئلة عدّة أجابتنا عنها الزميلة الإعلامية ومديرة إذاعة أمواج السيدة لبابة يونس، صاحبة الحضور الآسر الذي تحتلّ به قلوبنا عبر إطلالاتها المتميزة، وحدثتنا عن تجربَتي الأمومة، والعمل الإعلامي في السطور الآتية: من أكبر التحديات التي تواجه المرأة الأم والعاملة هو القدرة على التنسيق والتوفيق بين العمل والبيت في محاولة للنجاح بالمجالين كونهما يشكلان أهم أركان وجود وحضور المرأة في الحياة والمجتمع، بما تحققه لأسرتها وعملها وذاتها. تجربتي في هذا المجال أعتبرها تجربة شائكة وعشتها بكل تفاصيلها متحدّية كل الظروف، خاصة أنّي كنت بعيدة عن أهلي ولم يكن عندي من يساعدني بالأولاد إلا زوجي، وبفترات متقطعة أهل الزوج. وكان في الدرجة الأولى التفاهم مع الزوج أهم عوامل النجاح عندما يكون إيجابياً ومتعاوناً.. وتضيف: في الدرجة الثانية هو دوري في تقديم النموذج المتفاني الذي يقوم بمسؤولياته تجاه البيت والزوج، فأنا يساعدني زوجي عندما يراني مندفعة لإنجاز ما أقوم به في البيت كما في العمل، وأحقق توازناً منطقياً بينهما، وهذا تطلّب مني إدارة وقت ببراعة.. أستغل كل دقيقة لإنجاز أعمالي.. الاستيقاظ المبكر مفتاح النجاح، أقوم بكل ما يمكن عمله في البيت وللأولاد.. ثم أذهب للعمل وأعطي كل اهتمامي وعقلي للعمل، خاصة وأنّ عملنا ذو طبيعة فكرية فنية المتجدد والمتغير دائماً، وأعتبره عملاً يحتاج إلى ذهن صاف وتركيز وتحضير.. إلخ. إلى جانب الظهور كمذيعة له متطلباته من الراحة في الوجه واللباس والمكياج وإلخ.. كل هذا كنت أنجزه والحمد لله ومازلت وبتوفيق ونجاح نتيجة إدارة الوقت الصحيحة ومساعدة الزوج ومساندته، وشغفي وحبّي للعمل بالدرجة الأولى هو الدافع لبذل كل جهد في سبيله. وتتابع السيدة يونس: إلا أني أستطيع الاعتراف أيضاً أن ذلك تم على حساب حياتي الاجتماعية والترفيهية فأنا قضيت سنوات طويلة بين العمل والبيت، والجانب الترفيهي شبه معدوم.. زياراتي الاجتماعية تقتصر على الواجبات الضرورية، و الجلسات النسائية مع الجارات مثلاً نادرة.. لأن وقتي لا يسمح، وأحمد الله أن عملي له جانب اجتماعي عوّضني عن هذا النقص. وبالنهاية يمكنني القول: بعد أكثر من ثلاثين عاماً في العمل إنّي حققت إنجازاً مهمّاً في أسرتي وأولادي.. لديّ شاب طبيب أسنان، وابنتي تدرس الطب البشري ولا أزال في عملي أعمل بحبّ وشغف وتوفيق من الله وبالإرادة والعزيمة والصبر.
(سيرياهوم نيوز-الوحدة4-2-2022)