syriahomenews أخبار سورية الوطن
المهندس نضال رشيد بكور
في مطلع عام 2026
لا نقف عند تبدّل تقويمٍ زمنيّ
بل عند تحوّلٍ في معنى الزمن نفسه.
عامٌ بدأ بعد أن سقط نظامٌ لم يكن دولة
بل ظلّها
ولم يكن حُكماً
بل خوفاً منظّماً
ولم يكن استقراراً
بل تأجيلاً دائماً للانفجار.
اليوم وقد تحررت البلاد والعباد لا نحتفل بانتصار فئة على فئة
بل بانتصار الإنسان السوري على منطق الإلغاء
وانتصار الوطن على فكرة الامتلاك
وانتصار المستقبل على أسْر الماضي.
الحكم الجديد ليس امتداداً لأسماء ولا ثأراً من طوائف
بل عقدٌ أخلاقيّ جديد جوهره أن الدولة وُجدت لخدمة الإنسان لا استخدامه
وأن الشرعية لا تُورَّث ولا تُفرض
بل تُكتسب بالعدل والمساءلة والرضا العام.
أما إلى أبناء الأقليات فنقول بوضوحٍ لا لبس فيه:
إن الخوف الذي زُرع في قلوبكم لعقود لم يكن حمايةً لكم
بل كان قيداً ربط مصيركم بمصير نظامٍ جعل منكم دروعاً
ثم ترككم في مهبّ العاصفة.
لقد آن الأوان أن يُفك هذا الارتباط القسري بين الطائفة والسلطة
وبين الهوية والخطيئة السياسية
الدولة الجديدة لا تطلب منكم الذوبان
ولا الاعتذار عن وجودكم
ولا الصمت
بل تطلب فقط ما تطلبه من الجميع :
الانتماء إلى القانون ، لا إلى الامتياز
وإلى المواطنة ، لا إلى الحماية الزائفة
وإلى المستقبل ، لا إلى ذاكرة الخوف.
اعلموا أن الأكثرية حين تكون عادلة لا تُهدِّد
وأن العدالة حين تحكم لا تسأل عن عددٍ ولا عن مذهب.
فالخطر الحقيقي على الأقليات لم يكن يوماً في الحرية
بل في الاستبداد الذي يبيعها وهمَ الأمان مقابل عزلتها
هذا العام الجديد ليس صفحة بيضاء
بل صفحة كُتبت بحبرٍ ثقيل من التضحيات
ومسؤوليتنا جميعاً أن لا نعيد تلويثها بالكراهية
ولا بتوريث الأحقاد
ولا بإحياء خطاب النجاة الفردية على حساب المصير المشترك
سوريا الجديدة لا تُبنى بالغلبة
بل بالحكمة
ولا بالصوت الأعلى
بل بالحق الأوضح
ولا بطمأنة الأقليات بالكلمات
بل بحمايتهم بالقانون،كما تُحمى الأكثرية تماماً.
في عام 2026
نمدّ أيدينا لا لننسى
بل لنتجاوز
لا لنتنازل عن العدالة
بل لنحرّرها من الانتقام
ولا لنبني دولة المنتصر بل دولة الجميع
كل عام وسوريا أقرب إلى نفسها
وأبعد عن خوفها
وأصدق مع تاريخها
31/12/2025
(أخبار سوريا الوطن)
