آخر الأخبار
الرئيسية » الزراعة و البيئة » مــرة أخــــرى.. الزراعات التحميلية محرومة من سماد اليوريا في طرطوس … والنتيجة سوق سوداء

مــرة أخــــرى.. الزراعات التحميلية محرومة من سماد اليوريا في طرطوس … والنتيجة سوق سوداء

رغم كل التصريحات والشعارات بأهمية القطاع الزراعي، وأنه سيتم العمل على دعمه وتوفير مستلزماته، لم يحصد فلاحنا من تلك التصريحات والشعارات سوى الخيبة والوعود المعسولة التي ذهبت أدراج الرياح، فلا دُعمَ فلاحنا، ولاوفرت له مستلزمات الإنتاج الزراعي.
وفي الحديث عن السماد والذي يشكل أساساً لاغنى عنه في أي زراعة تبرز جملة من المعاناة بعد جعل الأولوية في توزيعه لمزارعي القمح وحرمان بقية المحاصيل منه، إضافة لفقدان أنواع من الأسمدة ولجوء معظم فلاحينا لشرائها من السوق السوداء ومعاناتهم من أسعارها الكاوية.
الأولوية لمزارعي القمح
أحاديث ذات شجون نقلها لـ ( الثورة ) مزارعو محافظة طرطوس بخصوص توزيع السماد حيث قال المهندس الزراعي حسين أحمد وهو مزارع من منطقة سهل عكار : جميع الزراعات في منطقتنا من بطاطا وخضار وحمضيات تحتاج الى الأسمدة، والتي لاغنى عنها في العملية الزراعية كالأسمدة الفوسفورية والبوتاسية والآزوتية، ولكننا لم نتمكن من استجرارها من المصرف الزراعي رغم رفع سعرها بشكل مضاعف، وذلك نتيجة إعطاء الأولوية بتوزيع السماد وللعام الثاني لمزارعي القمح حصراً، حيث تم توزيع كمية من سماد السوبر فوسفات، ولكن بعد فوات الأوان، فمن المعروف أنه ينبغي رش السماد مع هطول المطر أو قبل هطول المطر بفترة قصيرة جداً، كما وزعوا دفعة من السماد الآزوتي وبانتظار الدفعة الثانية، أما سماد البوتاس وهو مهم جداً للحمضيات والبطاطا فهو غير متوافر منذ عام ٢٠١٧، الأمر الذي يضطرنا لتأمينه هو وباقي أنواع الأسمدة من السوق السوداء وبأسعار باهظة جدا ترهق كاهلنا، حيث يباع السوبر فوسفات بحوالي ١٢٥ ألف ليرة للكيس الواحد واليوريا بـ ٣٠٠ ألف ليرة، أما سماد البوتاس فيباع بسعر نصف مليون ليرة.

وأشار الى أن عدم صرف وتأمين الأسمدة من المصارف الزراعية لأغلب الفلاحين، تلك الفئة المظلومة وغير المدعومة على الإطلاق من الجهات المعنية رغم دورها الكبير في الانتاج الزراعي جعلها تلجأ للاقتراض أملاً بتجاوز المحنة واستمرار الإنتاج وعدم توقفه، ولكن إلى متى ذلك مع الغلاء الفاحش الذي شمل كافة مستلزمات العملية الزراعية، دون أن تتحرك الجهات المعنية وتنقذ الزراعة التي تحتضر في ساحلنا عموماً وفي سهل عكار خصوصاً.
تأخر توزيع الأسمدة وفقدان البوتاس
وناشد الجهات المعنية بضرورة تأمين الاسمدة لزراعات سهل عكار المعروفة بكميات وبسعر مناسبين وفي وقت مناسب قبل زراعة أي محصول، حيث إن عملية التسميد مرتبطة بعمر النبات والطقس، ولذا يجب تأمين كامل كمية الاسمدة قبل الزراعة، إضافة لتوفير السماد البوتاسي المفقود منذ ستة أعوام وبسعر مناسب، ولاسيما أن ظواهر النقص الشديد من هذا السماد قد أثرت بشكل واضح على أشجار الحمضيات والبطاطا، وجودة ثمارها وفي معدل إنتاجها.
تلاعب بالتوزيع
عدد من المزارعين والمهندسين الزراعين من أبناء مدينة الدريكيش أشاروا الى حرمان أشجار الزيتون من السماد الآزوتي ، رغم المناشدات الكثيرة منذ العام الماضي، ولتتكرر المأساة هذا العام، بحجة أن الأولوية في توزيع السماد للقمح.
وذكروا أنهم ليسوا ضد ذلك القرار، ولكن ليس بهذا الاسلوب المتبع والمجحف بحق باقي المحاصيل الزراعية، فهم يجبرون المزارع أن يكذب ويدعي أنه يزرع القمح كي يحصل على السماد ويسمد به أشجار الزيتون وباقي الزراعات.
منوهين إلى أنه إذا كانوا فعلاً يخصصون سماد اليوريا للقمح المزروع سليخ أي في الأراضي غير المشجرة.
السؤال الذي يطرح : كيف توزع هذه الكميات الضخمة من هذا السماد في مناطق محافظة طرطوس وجميع اراضيها مشجرة إما بالزيتون أوالتفاح أوالحمضيات، والسؤال الأهم من أين مصادر سماد اليوريا المتوفر في السوق السوداء؟
وأضافوا : كل مايجري هو بيئة مناسبة للتلاعب بتوزيع سماد اليوريا، والادعاء أنهم وزعوه إلى القمح المزروع بالاراضي السليخ، فإذا كانوا جادين فليتفضلوا ويوضحوا لنا كم هي مساحة السليخ بكل منطقة مع أسماء اصحابها مع كمية السماد التي وزعت لكل فلاح، ويعلنوا ذلك علناً مع القوائم التفصيلية التي توضح ذلك، موضحين أن الاراضي السليخ نادرة في محافظة طرطوس، وقد تكون متوفرة في السهل، هذا اذا كانت غير مخصصة للخضار.
غيرمريحة ومكلفة
من جهته المزارع محمود حامد ذكر أن السماد متوفر لمزارعي القمح في المصارف الزراعية، ولكن أسلوب وطريقة تسليمه غير مريحة ومكلفة، لافتاً الى أنه ليس للمصرف علاقة بالتسليم وتحديد الكمية اللازمة لدونم القمح، فالتعليمات كما سمعنا تأتي من وزارة الزراعة بتسليم السماد الآزوتي على دفعتين، حيث تبلغ حصة دونم قمح من السماد الآزوتي 10 كغ تعطى على دفعتين، وهذه مشكلة نعاني منها حيث نتحمل أجور النقل وصرف محروقات.


وأضاف: زرعت 20 دونماً من القمح استلمت في الدفعة الأولى 100كغ، اي 2 عبوة سعة 50كغ، أماالدفعة الثانية فكانت بعد شهر، أيضا 2 عبوة سعة 50 كغ، الأمر الذي كبدنا تكاليف زائدة وهذا فقط للفلاح الذي تنظيمه الزراعي افرادي، أما التنظيم التعاوني فيتم الاستلام عن طريق رئيس الجمعية في القريه نفسها، وبالنسبة للسماد سوبر فوسفات فيتم تسليمه من الدفعة الأولى كامل الكمية، حيث تبلغ حصة سماد سوبر فوسفات 10 كغ للدونم.
أسعار كاوية في السوداء
وأشار المزارع حامد الى أن أسعار الأسمدة قد تضاعفت عن العام الماضي بشكل كبير، حيث بلغ سعر عبوة سعة50 كغ يوريا آزوت 150000 ليرة لعام 2023 علماً أنه كان سعرها 70000 ليرة عام 2022، وسعر سوبر فوسفات في العام الماضي ٥٨٠٠٠ ليرة وأصبح خلال العام الحالي ١٠٢٥٠٠ ليرة.
في حين بلغ سعر يوريا آزوت في السوق السوداء 300 ألف ليرة وسوبر فوسفات بين 110000-130000 ليرة.
ويتابع المزارع حامد: وبالنسبة للزراعات الأخرى كمحصول البطاطا مثلاً محروم من الأسمدة، ويتم شراؤها من السوق الحرة (من التجار في السوق) أيضا الكوسا والبقدونس لايصرف لها أسمدة، والفلاح مغامر بشرائها لعدم معرفته بمصدرها ومدى جودتها من ضررها، ولكنه مجبر على ذلك.
ولهذا كله نتمنى النظر بدعم الفلاحين بالاسمدة وخصوصاً البطاطا ومعاملتها مثل القمح فهي غذاء مهم للمواطن، وتأمين الاسمدة والمازوت والمستلزمات التي يحتاجها الفلاحون في الزراعة، كي يستمروا في أرضهم وزراعتهم، وإلا سيهجروها، وهذا الأمر سينعكس سلباً على الاقتصاد الوطني مع مطالبتنا بضرورة رفع سعر القمح المنتج، وإلا سيكون هناك تراجع في زراعته.
التحميلية محرومة
أما مزارعو صافيتا التي تشتهر بزراعة الزيتون، والذين بناء على التعليمات والتشجيع لزراعة القمح قاموا بزراعته ولكنهم لم يحصلوا على السماد هذا العام ولا العام الماضي بحجة أن الزراعة تحميلية على أشجار الزيتون، لافتين الى أنه تم فقط هذا العام توزيع سماد اليوريا لمالكي التنظيم الزراعي ( أرض سليخ ) بواقع ١٥ كغ لكل دونم، وعلى دفعتين، الدفعة الأولى ربع الكمية، والثانية نصف الكمية.
لمن حُرقت أراضيهم
وطالبوا بتوزيع السماد على القرى والجمعيات التي تعرضت أراضيهم للحريق وأصبحت ( سليخ ) واعتماد الكشف الحسي على هذه الأراضي كما في ( بتعلوس _ سبة _ كفر جوايا _ عيناتا _ الجرينات ) وإنهاء معاناة فلاحي الزيتون وبقية المحاصيل، وكذلك الزراعة التحميلية على القمح، وذلك من خلال توزيع الأسمدة اللازمة لهم عن طريق المصارف الزراعية بعيداً عن الأسعار الكاوية في السوق السوداء، وضماناً لاستمرارهم في العملية الزراعية مصدر عيشهم الوحيد.
توقف توزيع الدفعة الأولى
من جهته هيثم سليمان رئيس الرابطة الفلاحية في القدموس أكد أن الاسمدة المتوفرة في فروع المصرف الزراعي هي السوبر ..متوفر لكل المحاصيل، ويبلغ سعره 102500 ليرة من ارض المصرف، الآزوت 46 سعر الكيس 150000ليرة، وقد تم توزيع 4 كغ آزوت أو معادلها من النترات لكل دونم قمح حصرًا.
أما النترات 26.5 فهو متوفر بنسب غير كافية في المصرف ويعدل مع الآزوت 46، ويوزع للقمح حصراً.


مبيناً أنه تم هذا العام توزيع جزء من الدفعة الأولى التى كان من المفترض أن يستمر تسليمها حتى نهاية كانون الثاني، حيث كان قرار توقيف البيع للدفعة الأولى مفاجئاً للجمعيات الفلاحية.
ولفت سليمان الى أنه حتى تاريخه لم تتوفر الكميات الكافية لتمويل محصول القمح ، حيث حاجة الدونم 12كغ وقد تم استلام 4 كغ أو ما يعادلها من النترات، فيما الحاجة المتبقية 8 كغ، أي ضعفي الكميات المستلمة، مع الاشارة لعدم تمويل أية محاصيل أخرى، موضحاً أن أمور التمويل بالأسمدة مع حالة التقنين كانت العام الماضي أفضل من هذا الموسم.
سبب التأخير
رئيس الرابطة الفلاحية بطرطوس نسيم نعمان قال : يعاني فلاحو طرطوس من معوقات كثيرة على رأسها موضوع نقص الاسمدة الازوتية، حيث تعليمات المصارف الزراعية بالمحافظة تنص على توزيع 22 كغ من الاسمدة لكل دونم سليخ مروي على دفعتين كل دفعة 11 كغ.
ولكن الذي حدث _ والكلام لرئيس الرابطة الفلاحية بطرطوس _ أن الوقت قد داهم الاخوة الفلاحين، ولم يحصل سوى جزء منهم على الدفعة الاولى لأسباب تتعلق بإجراء التنظيم الزراعي الذي يصدر عن الوحدة الارشادية التي تُطابق بوثائق تتعلق بملكية الأرض، منوهاً أن هذه الوثائق لا تتوفر لدى جميع المزارعين كون هناك مساحات كبيرة مازالت على الشيوع ولا يوجد فيها وثائق ملكية.
معوق آخر
وأوضح أنه وبسبب ضيق المساحات التي يملكها الفلاحون لم تتمكن الجمعيات الفلاحية من توزيع الكميات التي تقل عن وحدة البيع(كيس 50كغ)، فقسمة وحدة البيع أدت لوجود ارباك وخلل أديا إلى التأخير بالحصول على الاسمدة، كما أن بعض المصارف ترفض توزيع الدفعة الأولى بحجة أن الوقت المخصص لها انتهى، وتؤكد أن الكمية التي ستوزع فقط 6 كغ للاراضي السليخ المروي و3 كغ للمساحات السليخ بعل وبذلك كل إدارة مصرف تتصرف وفق مايتوفر لديها، كما ان هذه المصارف أيضاً ترفض توزيع اي سماد آزوتي لبقية المحاصيل مثل الزراعات المحمية واشجار الحمضيات أو الزيتون على الرغم من أن هذه الزراعات تتميز بها محافظة طرطوس وهي محاصيل استراتيجية بالمحافظة، مبيناً أن اسعار الأسمدة الآزوتية بالسوق السوداء يزيد عن 300 ألف ليرة للكيس الواحد وليس لدى الفلاح قدرة على شرائها.
معادلة سمادية
ولنقل شكاوى الفلاحين ومعرفة الأسمدة التي وزعت وانواعها وأسعارها وآلية توزيعها تواصلنا مع مدير المصرف الزراعي في طرطوس المهندس قصي عبد اللطيف والذي أفاد بأن المصرف يقوم بتوزيع السماد بناء على تناظيم زراعية صادرة عن دوائر الزراعة، وبموجب المعادلة السمادية الموجودة بجدول الاحتياج.
ولفت الى أن القطاع الخاص يحصل على الأسمدة مباشرة من المصرف، أما القطاع التعاوني ( الجمعيات ) فيتم تسليم الأسمدة الخاصة بالأعضاء التعاونيين إلى لجنة المادة / ١٧ / التي تقوم بدورها بتوزيع السماد على الأعضاء التعاونيين.
الأولى للقمح
وبخصوص الكميات الموزعة من الأسمدة وأنواعها أوضح عبد اللطيف أنه بلغت الكميات الموزعة للدفعة الأولى لغاية ١١ / ١ / ٢٠٢٣ كمايلي : سوبر فوسفات ١٢٢،٨ طن ، يوريا ٤٦ % : ٩، ٤٨ طن ، نترات الامونيوم ٢٦ % : ٦ ،٣٣ طن ، وهذه الكميات مخصصة لمحصول القمح .
وبين أنه بتاريخ ١١ / ١ / ٢٠٢٣ تم إيقاف الدفعة الأولى من الأسمدة الآزوتية مع بدء توزيع الدفعة الثانية .
لباقي المزروعات
وأكد عبد اللطيف أن الآزوت يوزع على القمح بمعدل نصف الاحتياج، فيما السوبر فوسفات يوزع على كافة المزروعات بكامل الاحتياج حيث كانت الكميات الموزعة كالتالي : سوبر فوسفات : ٢٥ ، ٢٢٧ طن.
أما اليوريا فبلغت الكميات الموزعة منه ٤، ١٣٥ طن ، ونترات الأمونيوم ٣٥ ، ١٢ طن .
فيما يتعلق بمادة سلفات البوتاس المفقودة منذ عام ٢٠١٧ ذكر بأنها لاتصنع محلياً، وإنما يتم استيرادها من الخارج .
وحول أسعار الأسمدة من المصرف أفاد هي : السوبر فوسفات ١٠٢٥٠٠ ليرة للكيس ، اليوريا : ١٥٠٠٠٠ ليرة للكيس ، نترات الأمونيوم ٢٦ % : ٨٢٥٠٠ ليرة للكيس .
رد زراعة طرطوس !
وبخصوص مطالب الفلاحين في القرى التي تعرضت أراضيهم للحريق لاعتبارها أراضي سليخ من أجل توزيع السماد له وكذلك شكوى الفلاحين بأن اجراءات التنظيم الزراعي أخّرت عملية استلامهم للسماد هذا العام اكتفى رئيس دائرة التخطيط والتعاون في مديرية زراعة طرطوس المهندس أسعد سليمان بالرد عليها قائلاً: بأن توزيع السماد يتم اعتماداً على التنظيم الزراعي سواء عن طريق الثبوتيات من أجل التنظيم أو عن طريق الكشف الحسي، مؤكداً أنه لايتم تزويدهم بالسماد إلا استناداً على التنظيم الزراعي، مطالباً الفلاحين ورؤساء الجمعيات الفلاحية في القرى بمراجعة الوحدات الارشادية التابعين لها، وتقديم الثبوتيات التي تتيح لهم الحصول على التنظيم، وخاصة لمحصول القمح، وضرورة أخذ صورة عنه للمصرف الزراعي التابعين له، حتى يتمكن من تزويدهم بمادة السماد لمحصول القمح.

سيرياهوم نيوز 4_الثورة
x

‎قد يُعجبك أيضاً

على هامش قمة المناخ.. مباحثات سورية عراقية لتعزيز العمل والتنسيق في ‏مجال حماية البيئة‏

تركزت لقاءات وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس لؤي خريطة على هامش مشاركته في أعمال الدورة التاسعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية ‏الأمم ‏المتحدة الإطارية لتغير المناخ ...