مازال وقع مأساة انفجار الغواصة تيتان يؤثر على العديدين ممن تابعوا القصة من بدايتها وحتى النهاية التي لم تسطر بعد، حيث إن المفاجآت مازالت تتكشف يوماً بعد يوم في محاولة لفك غموض المأساة ومعرفة الطريقة التي قضى بها الأثرياء الخمسة داخل الغواصة خلال رحلتهم الاستكشافية إلى حطام السفية الغارقة تيتانيك في قاع المحيط الأطلسي.
وقال خفر السواحل الأميركي، الأربعاء، إنه جرى انتشال حطام الغواصة السياحية التي تحطمت بسبب انفجار داخلي (انبجار) أودى بحياة ركابها الخمسة وما يعتقد في أنها بقايا بشرية ونقلهما إلى اليابسة من أجل الفحص. وقامت السفينة “هورايزون أركتيك” التي تحمل علم كندا بنقل حطام الغواصة تيتان، إلى ميناء في سان جونز بإقليم نيوفاوندلاند على بعد حوالي 644 كيلومترا إلى الشمال من موقع الحادث.
وفي آخر فصول المأساة، فجّر خبير قانوني مفاجأة من العيار الثقيل حول القضية، وذلك خلال حديثه مع شبكة “فوكس نيوز” Fox News الأميركية.
وكشف ريتشارد داينارد، الخبير القانوني والأستاذ في كلية الحقوق بـ”جامعة نورث إيسترو”، أن عائلات الأثرياء الخمسة الذين لقوا مصرعهم في الغواصة تيتان الأسبوع الماضي ليس لديهم حق في إقامة دعوى قضائية ضد شركة “أوشن جيت” المنظمة للرحلات الاستكشافية إلى حطام تيتانيك.
“لا قضية على الإطلاق”
وتطرق داينارد إلى التقاضي الاستراتيجي، مؤكداً أنه لا يعتقد “أن لديهم قضية على الإطلاق، كانوا يعرفون مخاطر الرحلة، ولا توجد أمامهم فرصة لرفع دعوى”.
وقارن داينارد الوضع بشركات السجائر، مدعيا أن شركة “أوشن جيت” صرحت بمخاطر الرحلة منذ البداية، بما في ذلك وضع كلمة “الموت” ثلاث مرات في الصفحة الأولى من العقد.
وأوضح داينار أن شركات السجائر تخبر الناس لسنوات بمخاطر التدخين، مضيفًا أن المديرين التنفيذيين لشركة السجائر يعرضون عملاءهم للخطر، وأشار إلى أن مؤسس شركة “أوشن جيت” نفسه، لقي حتفه أيضا في الغواصة.
ووفقًا لداينار، لن تكون الدعوى قابلة للتطبيق إلا إذا ثبت أن الركاب تعرضوا للاحتيال أو إذا كان من الممكن إثبات أن مؤسس الشركة كان يتصرف بتهور.
وأشار الخبير القانوني إلى أن رئيس الشركة انضم إلى الرحلة بسبب إجراءات الأمان التي اتخذها: “فعل ذلك وتوفي في الحادث، لذلك أعتقد أنه من الصعب جدًا القول إن الشركة تصرفت بتهور”.
وقال داينارد أيضًا إن العائلات قد تجد صعوبة في العثور على محامين يتولون القضية، مؤكداً أن المحامين لا يرفعون دعاوى قضائية ما لم يعتقدوا أن هناك فرصة للفوز بالدعوى القضائية لتحصيل الأضرار بالفعل.
وأضاف داينارد أن الشركة ستتعرض لانتكاسة بعد الحادث بسبب عدم استعداد السياح المستقبليين للمخاطرة، مضيفاً أنه إذا قاموا بتكرار عروض الرحلة فلن يُقبل عليها أحد، مشيرا إلى أن المشتركين في الرحلة دفعوا 250 ألف دولار لكل شخص.
وأوضح داينارد: “مثلهم مثل أي محترف آخر، فإن المحامين يريدون الحصول على رواتبهم، والطريقة التي يتم بها دفع رواتب محامي المدعين هي في رسوم الطوارئ، مما يعني جزءًا بسيطًا من الأموال التي يتم استردادها إذا فاز المدعون بالفعل واستردوا الأموال من المدعى عليه، وإذا لم يكن هناك أموال، فببساطة لا يوجد سبب للقيام بذلك سيكون مضيعة للوقت المهني والمال بلا جدوى”.
يُذكر أن الغواصة تيتان انفجرت يوم 18 يونيو الماضي، وقتل على متنها 5 ركاب هم الملياردير البريطاني هيميش هاردينج، 58 عاما، ورجل الأعمال المشهور من أصل باكستاني شاهزاده داود، 48 عاما، وابنه سليمان البالغ من العمر 19 عاما، والاثنان مواطنان بريطانيان، إضافة إلى المستكشف الفرنسي بول هنري نارجوليت، 77 عاما، والمؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “أوشن جيت إكسبيديشنز” راش ستوكتن.
وبعد مرور قرابة الأسبوعين على اختفاء الغواصة تيتان خلال رحلة “اللاعودة” بقاع المحيط الأطلسي، أعلنت شركة “أوشن جيت إكسبيديشنز” عن رحلات لاستكشاف سفينة تيتانيك.
فما زالت الشركة تعلن عن رحلات إلى حطام سفينة تيتانيك الغارقة عبر موقعها على الإنترنت، إذ كشف الإعلان عن بعثتين إلى سفينة تيتانيك في عام 2024 خلال الفترة ما بين 12 إلى 20 يونيو، والثانية بداية من 21 حتى 29 يونيو بتكلفة 250 ألف دولار للفرد.
وأضافت الشركة أن سعر الرحلة يشمل غطسًا واحدًا، وأماكن إقامة خاصة، تعلم التدريبات المطلوبة خلال الرحلة، بالإضافة إلى معدات الرحلة الاستكشافية، ووجبات الطعام على متن الغواصة، قائلة خلال الإعلان: “سوف تتعرف على الحياة على متن سفينة في رحلة على بعد 400 ميل بحري من موقع حطام سفينة تيتانيك.. استمتع بساعات من استكشاف الحطام وحقل الحطام قبل الصعود إلى السطح لمدة ساعتين”.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم