يبدو أن الحرب الطاحنة المستمرة على قطاع غزة لليوم الـ345 على التوالي، ليست هي فقط الهدف الرئيسي الموجود ضمن أجندة المُخطط الإسرائيلي الجديد للمنطقة، بل هناك الكثير من الأهداف التي لا يزال لم يحن بعد موعد الإعلان علنها وطرحها، رغم وجود الكثير من المؤشرات تؤكد أن القادم لن يكون كما السابق مطلقًا.
تمسك رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بالحرب على غزة وعرقلته كل المبادرات التي طرحت حتى هذه اللحظة، واستمراره في التمسك بأهدافه التي وضعها منذ اليوم الأول للحرب رغم كل الضغوطات الامريكية والعربية والدولية وحتى الداخلية، يؤكد أن هناك شيء يُطبخ ليس لفلسطين وحدها بل للمنطقة العربية بأكملها.
تفاصيل هذه الطبخة السرية بدأت تتسرب تدريجيًا وتخرج رائحتها بعد أن نضجت تقريبًا، فكشفت المستور وما يحاك للمنطقة وكذلك المصير الجديد لبعض الدول العربية التي تقاوم “بما تملك” وتدافع عن فلسطين وقضيتها، وترفض ما يجري بغزة من مجازر وإبادة.
مفاجأة من العيار الثقيل ان صح تسميتها، فجرها شاس فريمان السفير الأميركي السابق في السعودية، حين حذر علانية من المطامع التوسعية لـ إسرائيل في المنقطة العربية.
وقال إن الأيديولوجية الدينية للمتشددين من اليهود توجب على إسرائيل التوسع خارج فلسطين لتهيمن على دول أخرى بالشرق الأوسط، وأضاف فريمان -في تصريحات صحفيَّة، نشرت له على “الجزيرة”، أن إسرائيل تسعى للسيطرة التدريجية على مساحة أكبر من الشرق الأوسط، متابعًا حديثه “في النهاية إسرائيل لديها هدف ليس فقط تفريغ فلسطين من الفلسطينيين، ولكن أيضا الهيمنة على منطقتها”، مؤكدًا أن هناك شارة عسكرية يرتديها بعض الأشخاص في قوات الدفاع الإسرائيلية “تظهر إسرائيل الكبرى التي تشمل أجزاء من مصر وشمال السعودية وكل الأردن وسوريا ولبنان وحتى الفرات في العراق، أي أجزاء من العراق”.
وأوضح الدبلوماسي الأميركي أنه بالنسبة للصهاينة الدينيين، فهذه الأرض وعد الله بها اليهود.
وفي وقت سابق، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن “الوقوف ضد إرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل واجب إسلامي وإيماني بالنسبة لنا كما أنه قضية وطنية”، ولفت الرئيس أردوغان إلى أن “الأراضي الفلسطينية تتعرض للاحتلال شبرا شبرا من قبل الصهاينة، منذ انسحاب الدولة العثمانية من هناك عام 1918″، وتابع: ما يحدث في غزة ليس حربا بين إسرائيل وفلسطين، بل صراع بين الصهيونية التوسعية والمسلمين المدافعين عن وطنهم”.
الرئيس التركي لمح كذلك لهذا المخطط حين حذر من أن “إسرائيل لن تتوقف (في غزة)، بل ستحتل رام الله أيضا إن استمرت بهذا الشكل، وستضع مناطق أخرى نصب عينيها إلى أن يأتي الدور على دول أخرى في المنطقة مثل لبنان وسوريا”.
وأردف: “سيطمعون في أراضي وطننا بين (نهري) دجلة والفرات، ويعلنون صراحة من خلال الخرائط التي يلتقطون الصور أمامها، أنهم لن يكتفوا بغزة”، مشيرًا في هذا الإطار إلى أن هذا ما يدفعه للقول إن “حماس تقاوم باسم المسلمين، وتدافع ليس عن غزة فحسب، بل عن الأراضي الإسلامية وعن تركيا أيضا”.
وشدد الرئيس أردوغان على ضرورة “تيقظ الدول الإسلامية في مثل هذه الفترة الحرجة، وإدراك الخطر المحدق وتعزيز التعاون فيما بينها”، مضيفًا “الخطوات التي ننتخذها (في علاقاتنا) مع مصر وسوريا، تهدف لتأسيس محور تضامن ضد التهديد التوسعي المتزايد”. و
ودعا الرئيس التركي جميع الدول الإسلامية إلى اتخاذ “موقف مناهض للاحتلال الإسرائيلي الذي من غير المعروف الحد الذي سيقف عنده”. واستطرد قائلا: الخطوة الوحيدة التي ستوقف الغطرسة والبلطجة وإرهاب الدولة الإسرائيلي هي تحالف الدول الإسلامية”.
وأمام هذا المخطط الخطير.. يبقى التساؤل يبحث عن إجابة.. ماذا تملك الدول العربية لصده؟ وهل غزة هي أول الطريق لحلم نتنياهو الكبير؟ وماذا عن مصر والأردن؟
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم