آخر الأخبار
الرئيسية » عربي و دولي » مفاوضات غزّة «في الثلاجة»: نتنياهو لا يستعجل الصفقة

مفاوضات غزّة «في الثلاجة»: نتنياهو لا يستعجل الصفقة

 

 

خرج مئات الآلاف من المستوطنين الإسرائيليين، مساء أمس، في تظاهرات واسعة شملت مختلف المناطق في الأراضي المحتلة، استجابة لدعوة «عائلات الأسرى» الإسرائيليين في قطاع غزة، وذلك للمطالبة بإبرام صفقة تبادل تُعيد من تبقّى من الأسرى وتؤدّي إلى وقف الحرب.

 

وترافقت التظاهرات التي اتّخذت طابعاً تصعيدياً جديداً، مع إغلاقات لطرق رئيسية، فيما شهد «ميدان الرهائن» وشوارع في تل أبيب تجمّعات ضخمة قدّرتها وسائل إعلام عبرية بمئات الآلاف، الذين وصل بعضهم إلى مطعم في مدينة القدس المحتلة، كان يجلس فيه رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وعدد من وزرائه خلال مأدبة احتفالية، وهاجموهم قائلين إنهم «يحتفلون بينما الرهائن جوعى».

 

وفي المقابل، أظهرت الحكومة تجاهلاً متعمّداً لمطالب المتظاهرين، إذ عقدت جلسة للمجلس الوزاري المصغّر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، عصر أمس، من دون أن تتطرّق إلى موضوع التفاوض أو الحرب في غزة، بل اكتفت بإحاطة إقليمية عامة. وأفادت «القناة 12» بأن الجلسة لم تستمر أكثر من ساعتين، وتخلّلها خروج عدد من الوزراء لتناول الطعام، في حين غاب عنها وزراء بارزون مثل جدعون ساعر وإيتمار بن غفير وميري ريغيف وبتسلئيل سموتريتش ورون ديرمر.

 

ونُقل عن أحد الوزراء قوله: «لا أفهم لماذا استدعونا إلى هذا النقاش غير الضروري»، ما يعكس حالة اللامبالاة في أوساط حكومة الاحتلال. وفي السياق نفسه، أكّدت «القناة 14» أن نتنياهو تعمّد إنهاء الجلسة مبكّراً لإتاحة المجال أمام الوزراء للمشاركة في فعالية استيطانية في الضفة الغربية. وفي خلال تلك الفعالية نفسها، قال نتنياهو: «نحن في طريقنا إلى النصر في غزة»، مشيراً الى أن «الحرب بدأت في غزة وستنتهي في غزة… لن نترك وحوش حماس هناك».

 

وفي خضمّ هذا التصعيد، وعلى الرغم من زيارة وفد مصري إلى إسرائيل قبل أيام، فإن مسؤولاً إسرائيلياً رفيعاً أوضح لقناة «كان» أن الوفد كان «من مستوى متدنٍّ»، مؤكداً أنه «لا يوجد أي تقدّم فعلي في المفاوضات». وأشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية «لن تناقش حتى اقتراح الوسطاء»، وهو ما أكّده أيضاً مسؤول في مكتب نتنياهو، أعلن أن «العملية العسكرية الواسعة ستبدأ قريباً».

 

وعلى خلفية ما تقدّم، وجّهت الدوحة انتقادات لاذعة إلى سلوك تل أبيب، إذ قال المتحدّث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، إن إسرائيل لم تقدّم أي ردّ رسمي حتى الآن على المقترح الأخير، الذي وافقت عليه «حماس». وأضاف: «الردّ غير الرسمي هو مزيد من التصعيد، والقتل، واستهداف المدنيين». وشدّد على أن «الكرة الآن في ملعب إسرائيل التي يبدو أنها لا تريد التوصّل إلى اتفاق».

 

ثمّة انقسام مهني داخل الجيش بين مؤيّدين لـ«صفقة جزئية» فورية، وآخرين يسعون لـ«صفقة شاملة» لاحقة

 

 

أما داخل إسرائيل، فرأى رئيس الأركان الأسبق، وعضو «الكابينت» السابق، غادي آيزنكوت، أن نتنياهو يتهرّب من التوصّل إلى صفقة، على الرغم من أن «الأغلبية في الشعب والكنيست والحكومة» تؤيّدها. وأضاف أن رئيس الحكومة «يقفز من مبادرة إلى أخرى، ولا ينصت إلى الرأي العام، في ظل خوف داخل الائتلاف من فقدان المناصب». وبدوره، اعتبر ‌‏زعيم المعارضة، يائير لابيد، أن اجتماع «الكابينت» من دون مناقشة صفقة الرهائن «وصمة عار».

 

على المستوى العسكري، وبينما يستعدّ جيش الاحتلال لعملية برية في غزة في غضون حوالي ثلاثة أسابيع، يتم خلالها إجلاء مئات الآلاف من السكان إلى مدن خيام، قبل أن يتم إطلاق عملية جوية وهجوم بري بموافقة الحكومة المصغّرة، بحسب «القناة 14»، كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن انقسام حادّ داخل القيادة العليا للجيش، بين تيّار يدعو إلى إتمام «صفقة جزئية» في المرحلة الحالية، وآخر يصرّ على التقدّم نحو صفقة شاملة تتضمّن إطلاق سراح جميع الأسرى وإنهاء حكم «حماس» في غزة. ويقود هذا الأخير مجموعة من الجنرالات والضباط الكبار في الميدان، ترى أن صفقة جزئية ستمنح «حماس» فرصة لـ«التعافي»، وتُفقد الاحتلال الزخم الذي راكمه عسكرياً، كما تُقوّض إمكانية السيطرة الكاملة على القطاع.

 

على أن رئيس أركان الجيش، آيال زامير، يسعى إلى «الجمع بين الضغط العسكري والمفاوضات»، عبر «خطة تدريجية» تبدأ بإخلاء المدنيين من مدينة غزة، ثم تنفيذ عمليات عسكرية متصاعدة، على أن يتم استهداف المناطق التي لا يُعتقد بوجود أسرى فيها. وتهدف هذه الخطة إلى تقليل الخسائر في صفوف الجنود، والمحافظة على حياة الأسرى، مع العمل على استعادة جزء من «الشرعية الدولية» المفقودة، عبر إدخال مساعدات إنسانية وتخفيف استنزاف قوات الاحتياط.

 

لكنّ المعارضين لتلك الخطة يعتبرون أنها «بطيئة وغير فعّالة»، ولن تحقق الأهداف المرجوّة، فيما تدفع في اتجاه استمرار الحرب لفترة أطول. ويزعم هؤلاء أن السيطرة على نصف مدينة غزة قد تحقّقت فعلياً، وأن الجيش جاهز لإتمام السيطرة الكاملة، وبالتالي لا مبرّر لأي تأخير، خاصة أن المعلومات الاستخباراتية تشير إلى أن «حماس» تأخذ تهديد الاحتلال على محمل الجدّ، وتسعى لتفاديه بأي وسيلة.

 

وأمام هذا الانقسام، يبدو أن نتنياهو يراهن على التيار العسكري الداعم لخيار «الحسم»، مستنداً إلى تقديرات استخباراتية ترى أن «حماس» لا تزال تعتبر الأسرى ورقتها الأخيرة، ولن تتخلّى عنهم، ما يتيح للجيش تنفيذ خطط تدريجية لاستعادة السيطرة الكاملة على القطاع، وتحقيق أهداف الحرب كما يراها نتنياهو وحلفاؤه في اليمين.

 

 

 

أخبار سوريا الوطن-الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

برّاك وأورتاغوس في بيروت يمارسان الخُدَع نفسها | إسرائيل: نزع السلاح أوّلاً… وبلا ضمانات

    المكتوب يُقرأ من بيان مكتب رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو. هذا تماماً ما ينطبق على مسرحية مفاوضات الترتيبات الأمنية وفصولها المُستحدثة، والتي تمثّلت ...