المهندس نضال رشيد بكور
في المجتمعات المحافظة مثل المجتمع السوري كانت مفاهيم مثل *العيب والواجب* تشكل الضوابط الأخلاقية والاجتماعية ، وتلعب دوراً أكبر من القانون نفسه.
*العيب* كان أقوى من العقوبة
*الواجب* كان أصدق من أي تعميم رسمي لكن السنوات الأخيرة خاصة بعد الحرب والانهيار الاقتصادي جعلت هذه المفاهيم تتغير وربما تتآكل أو يُعاد تعريفها
*ما الذي حصل*؟
حين يجوع الناس ، تنهار المنظومات الأخلاقية القديمة ، لا لأنهم أصبحوا سيئين بل لأن الأولويات تتغير
الفتاة التي تعمل لتُعيل أهلها
بات البعض ينظر إليها نظرة شك ، رغم أنها تقوم بواجب إنساني …
الابن الذي هاجر وترك والديه ، لم يعد عاقاً كما في السابق
بل مجبراً
الرجل الذي لا يستطيع زيارة أقاربه أو حضور جنازة ، لا يُلام كما كان من قبل
وهنا يظهر دور النظام البائد :
ما فعله النظام دون أن يصرّح ، هو تفكيك البنية الأخلاقية للمجتمع ، ثم الادعاء أنه يحميها …
ركّز على مظهر *العيب* ( اللباس ، الكلام ، السلوك الخارجي )
وتجاهل جوهر *العيب* الحقيقي: الظلم ، الكذب ، النفاق ، الفساد …
ضخّم *الواجب* تجاه الدولة ، والقائد ، والجهات المختصة
بينما قلّل من قيمة الواجب الحقيقي تجاه الناس ، تجاه الحق ، تجاه الوطن ..
في سوريا ، أصبح من *العيب* أن تنتقد الظلم ومن *الواجب* أن تصفق له …
اليوم ، نحن أمام لحظة إعادة تعريف :
هل العيب هو أن تتحدث عن معاناتك ، أم أن تصمت خوفاً؟
هل الواجب هو أن تكرّر ما يُملى عليك ، أم أن تكون صادقاً مع نفسك والناس؟
هل السترة الحقيقية أن تخفي الحقيقة ، أم أن ترفع صوتك بالكرامة؟
ما نحتاجه ليس التخلص من مفاهيم العيب والواجب
بل تحريرها من التزييف السياسي والاجتماعي الذي فُرض علينا لعقود …
هل لاحظتَ تغيّر هذه المفاهيم في محيطك؟
هل ترى أننا نعيد اكتشاف *الواجب والعيب* بمعناهما الأصيل؟
أم أننا دخلنا مرحلة الفوضى الأخلاقية؟
وللحديث تتمة
(موقع اخبار سوريا الوطن-٢)