آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » مفهوم “العيب والواجب” في المجتمع السوري بعد الثورة (2)

مفهوم “العيب والواجب” في المجتمع السوري بعد الثورة (2)

 

المهندس نضال رشيد بكور

 

في المجتمعات المحافظة مثل المجتمع السوري كانت مفاهيم مثل *العيب والواجب* تشكل الضوابط الأخلاقية والاجتماعية ، وتلعب دوراً أكبر من القانون نفسه.
*العيب* كان أقوى من العقوبة
*الواجب* كان أصدق من أي تعميم رسمي لكن السنوات الأخيرة خاصة بعد الحرب والانهيار الاقتصادي جعلت هذه المفاهيم تتغير وربما تتآكل أو يُعاد تعريفها
*ما الذي حصل*؟
حين يجوع الناس ، تنهار المنظومات الأخلاقية القديمة ، لا لأنهم أصبحوا سيئين بل لأن الأولويات تتغير
الفتاة التي تعمل لتُعيل أهلها
بات البعض ينظر إليها نظرة شك ، رغم أنها تقوم بواجب إنساني …
الابن الذي هاجر وترك والديه ، لم يعد عاقاً كما في السابق
بل مجبراً
الرجل الذي لا يستطيع زيارة أقاربه أو حضور جنازة ، لا يُلام كما كان من قبل
وهنا يظهر دور النظام البائد :
ما فعله النظام دون أن يصرّح ، هو تفكيك البنية الأخلاقية للمجتمع ، ثم الادعاء أنه يحميها …
ركّز على مظهر *العيب* ( اللباس ، الكلام ، السلوك الخارجي )
وتجاهل جوهر *العيب* الحقيقي: الظلم ، الكذب ، النفاق ، الفساد …
ضخّم *الواجب* تجاه الدولة ، والقائد ، والجهات المختصة
بينما قلّل من قيمة الواجب الحقيقي تجاه الناس ، تجاه الحق ، تجاه الوطن ..

في سوريا ، أصبح من *العيب* أن تنتقد الظلم ومن *الواجب* أن تصفق له …
اليوم ، نحن أمام لحظة إعادة تعريف :
هل العيب هو أن تتحدث عن معاناتك ، أم أن تصمت خوفاً؟
هل الواجب هو أن تكرّر ما يُملى عليك ، أم أن تكون صادقاً مع نفسك والناس؟
هل السترة الحقيقية أن تخفي الحقيقة ، أم أن ترفع صوتك بالكرامة؟
ما نحتاجه ليس التخلص من مفاهيم العيب والواجب
بل تحريرها من التزييف السياسي والاجتماعي الذي فُرض علينا لعقود …
هل لاحظتَ تغيّر هذه المفاهيم في محيطك؟
هل ترى أننا نعيد اكتشاف *الواجب والعيب* بمعناهما الأصيل؟
أم أننا دخلنا مرحلة الفوضى الأخلاقية؟
وللحديث تتمة
(موقع اخبار سوريا الوطن-٢)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

براقش..والحرب على إيران

  مالك صقور جاءني صوته من وراء المحيطات سعيداً ، وسألني : ألم تفرح بقصف ” إسرائيل ” ؟ . قلت له : كانت الفرحة ...