آخر الأخبار
الرئيسية » صحة و نصائح وفوائد » مقاومة الإنسولين لدى النساء… دور غير متوقّع لفنجان القهوة

مقاومة الإنسولين لدى النساء… دور غير متوقّع لفنجان القهوة

عند الإصابة بمقاومة الإنسولين أو السكري من النوع الثاني، يكون الجسم في حالة التهابية مزمنة ويعاني من ارتفاع نسبة الجذور الحرّة للأوكسجين

في عالم يزداد فيه الاعتماد على فنجان القهوة صباحًا كبداية ليوم حافل، بدأت الأبحاث تتجاوز حدود النكهة والمنبّهات لتغوص في التأثيرات الصحيّة العميقة لهذا المشروب اليومي. من بين هذه الأبحاث، تبرز دراسة كورية حديثة تربط ما بين استهلاك القهوة ومقاومة الإنسولين، وهي حالة تمهّد للإصابة بالسكريّ من النوع الثاني، وتؤثر بشكل مباشر على الصحة الأيضيّة لملايين البشر حول العالم.

فهل يمكن لفنجان القهوة أن يكون أكثر من مجرد وسيلة للاستيقاظ؟ هل يحمل في مكوناته سرًا لمواجهة أحد أبرز اضطرابات العصر؟

توضح ماغي تمراز، الاختصاصيّة في التغذئية،  لـ”النهار” أن الدراسة الكورية شملت 7453 مشاركًا تتراوح أعمارهم ما بين 19 و64 عامًا، وهدفت إلى دراسة تأثير شرب القهوة السوداء الخالية من الإضافات مثل الكريمة أو الحليب أو السكّر.

بحسب تمراز، بيّنت النتائج أن من يشرب كوبين أو أكثر من القهوة السوداء يوميًا، يكون أقلّ عرضة لمقاومة الإنسولين، خصوصًا النساء.

لكنها تؤكد أن هذه الدراسة ليست من نوع الدراسات التتبعية الطولية (Prospective Study)، مما يعني أن هناك عوامل أخرى قد تكون أثرت على النتائج، رغم محاولة الباحثين ضبط العوامل المتداخلة (Confounding Factors).

وتضيف أن النظام الغذائي العام، ولا سيما النظام الغذائي المتوسطي (Mediterranean Diet) الغنيّ بالخضراوات والفواكه والمكسّرات والبذور، يؤدي دورًا كبيرًا في تقليل مقاومة الإنسولين، وهو ما قد يكون ساهم في النتائج التي أظهرتها الدراسة الكورية.

تشير تمراز إلى دراسة أخرى تدعم نتائج الدراسة الكورية، وتبين أن القهوة السوداء تقلّل من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني. ولشرح السبب، توضح بأن القهوة تحتوي على مركبات البوليفينول (Polyphenols)، وتحديدًا 355 ملغ في كل 180 ملل من القهوة، وهي كمية تساوي ضعف ما تحتويه الكمية نفسها من الشاي الأخضر المعروف بفوائده الصحيّة.

وتتابع أن أهم البوليفينولات في القهوة هما حمض الكلوروجينيك (Chlorogenic Acid)، وحمض الكافئيك (Caffeic Acid)، وكلاهما يتمتع بخصائص مضادة للالتهاب (Anti-inflammatory) ومضادة للأكسدة (Antioxidant).

عند الإصابة بمقاومة الإنسولين أو السكري من النوع الثاني، يكون الجسم في حالة التهابية مزمنة ويعاني من ارتفاع نسبة الجذور الحرة للأوكسجين (Free Radicals). وهنا يأتي دور البوليفينولات الموجودة في القهوة، التي تساعد على خفض الالتهاب ومقاومة الأكسدة.

وتضيف تمراز أن الكافيين الموجود في القهوة يعمل على منع مستقبلات الأدينوسين (Adenosine Receptors)، التي تقوم عادة بتخفيض الجزيئات النشطة للأوكسجين (Reactive Oxygen Species)، وهي من العوامل التي تساهم في الالتهاب. لذلك، تؤكد أن عدداً من المركبات في القهوة قد يكون وراء هذا التأثير المفيد على مقاومة الإنسولين.

أما عن السبب وراء استفادة النساء أكثر من الرجال، فتشير تمراز إلى احتمالين:
1. الهرمونات الأنثوية، وتحديدًا هرمون الإستروجين (Estrogen)، ترفع من مستوى إنتاج بروتين الجلوبولين الرابط للهرمونات الجنسية (Sex Hormone-Binding Globulin)، والذي له علاقة مباشرة بخطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني. وبالتالي، فإن تأثير القهوة السوداء في مقاومة الإنسولين قد يكون مرتبطًا بالتغيرات الهرمونية لدى النساء.

2. الاحتمال الثاني يعود إلى نمط الحياة المختلف، إذ إن الرجال يدخنون ويشربون الكحول أكثر من النساء، وهما عاملان قد يقللان من فاعلية النظام الغذائي أو القهوة في التأثير على الإنسولين. لذلك، تظهر النتائج الإيجابية للقهوة بشكل أوضح عند النساء.

تشدّد ماغي تمراز على أن الفوائد الصحية المرتبطة بالقهوة تظهر فقط عندما يجري شربها مرّتين أو أكثر يوميًا، ومن دون أيّ إضافات مثل السكر أو الكريمة أو الحليب.

 

 

 

 

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _النهار اللبنانية

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الصحة تصدر تعميماً لتأمين الخدمات الصحية خلال فترة عيد الأضحى المبارك

    أصدرت وزارة الصحة اليوم تعميماً إلى مديريات الصحة بالمحافظات بما يخص تأمين الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية اللازمة للمواطنين، خلال فترة عيد الأضحى المبارك. ...