أكد مصدر طبي إسرائيلي الثلاثاء مقتل أربعة أشخاص وإصابة أربعة آخرين في هجوم بإطلاق النار قرب مستوطنة إسرائيلية في الضفة الغربية، وذلك غداة استشهاد سبعة فلسطينيين.
وقالت خدمة إسعاف نجمة داوود الحمراء الإسرائيلية في بيان “تأكدت وفاة أربعة أشخاص وهناك أربعة جرحى آخرين، أحدهم مصاب بجروح خطرة” في هجوم بإطلاق النار قرب مستوطنة عيلي جنوب نابلس في شمال الضفة الغربية المحتلة.
ولم تتمكن خدمة الإسعاف من تأكيد جنسيات القتلى بعد اتصال وكالة فرانس برس بها.
ووصف وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت الهجوم بأنه “إرهابي” مؤكدا على “بذل كافة الجهود لاعتقال المهاجمين”. وقال غالانت إن اجتماعا بين القادة الأمنيين الإسرائيليين سيعقد الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي (15,00 ت غ).
أما الجيش الإسرائيلي فأشار في بيان إلى أن المهاجمين وصلوا في سيارة إلى محطة وقود مجاورة لمستوطنة عيلي “وأطلقوا النار على المدنيين”.
وأكد الجيش “تحييد أحدهم” وأنه يطارد آخرين.
من جهتها، اعتبرت حركتا “حماس” و”الجهاد الإسلامي” الفلسطينيتين، الثلاثاء، أن العملية تأتي “ردا على عدوان الاحتلال الإسرائيلي”.
وقال عبد اللطيف القانوع، الناطق باسم الحركة، في بيان، إن “العملية البطولية تأتي رداً على عدوان الاحتلال، أمس الإثنين، على مدينة جنين”.
وأضاف القانوع: “نبارك عملية إطلاق النار ونحيي المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية”.
بدوره، قال طارق سلمي، المتحدث باسم حركة “الجهاد الإسلامي”: “نبارك العملية الفدائية بالضفة ونعتبرها ردا طبيعيا على جرائم الاحتلال المتصاعدة بحق الشعب الفلسطيني”.
وأضاف: “العملية الفدائية البطولية تندرج في سياق ممارسة الحق المشروع في الدفاع عن النفس”.
– استشهاد 7 فلسطينيين –
يأتي الهجوم غداة استشهاد شاب فلسطيني في جنوب الضفة الغربية وستة آخرين خلال عملية عسكرية للجيش الإسرائيلي في مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة.
واغتالت القوات الإسرائيلية الشاب الفلسطيني ليل الاثنين الثلاثاء قرب مدينة بيت لحم في جنوب الضفة الغربية المحتلة، على ما ذكر الجيش الإسرائيلي ووزارة الصحة الفلسطينية.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية “استشهاد الشاب زكريا محمد زكريا الزعول (20 عاماً) برصاص الاحتلال الحي في الرأس، في بلدة حوسان”.
ونعت حركة الجهاد الاسلامي “شهيدها المجاهد زكريا محمـد الزعول (20عاما)” موضحة أنه شيع الليلة الماضية.
وقال الجيش الاسرائيلي في بيان أن “مشتبها به ألقى قنابل حارقة باتجاه جنود إسرائيليين كانوا يقومون بعمليات روتينية” في بلدة حوسان. وأضاف البيان أن “الجنود ردوا بالنيران الحية وتم تحديد إصابة”.
وذكرت وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية (وفا) أن “مواجهات جرت بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال الاسرائيلي التي أطلقت الذخيرة الحية واستخدمت الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية”.
في هذه الأثناء، ارتفعت حصيلة العملية العسكرية العنيفة التي شنها الجيش الإسرائيلي في مدينة جنين الاثنين وتخللتها اشتباكات إلى ستة شهداء فلسطينيين بينهم فتى.
وأصيب فيها أكثر من 90 فلسطينيا الى جانب ثمانية عناصر من قوات الأمن الإسرائيليين.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية “استشهاد أمجد عارف فياض جعص (48 عاماً) متأثراً بجروحٍ حرجة أصيب بها برصاص الاحتلال الحي في البطن، ليرتفع عدد شهداء عدوان الاحتلال على جنين، أمس الإثنين إلى ستة شهداء”.
وتم تشييع جثمان جعص في موكب كبير من مدينة نابلس حتى جنين، وسط هتافات ندد فيها المشاركون “بجرائم الاحتلال”. ولُفّ راسه بالكوفية الفلسطينية وجثمانه بالعلم الفلسطيني.
واستشهد ابنه وسيم جعص (22 عاما) برصاص الجيش الاسرائيلي في عملية عسكرية في جنين في 25 كانون ثاني/يناير من العام الجاري قتل فيها ثمانية فلسطينيين آخرين.
وشهدت العملية العسكرية الاثنين إطلاق صواريخ من مروحيات إسرائيلية وهو تكتيك لم تشهده الضفة الغربية منذ سنوات طويلة بحسب مسؤول أمني فلسطيني.
وقالت القوات الإسرائيلية إنها دخلت جنين لاعتقال اثنين من “المطلوبين” أحدهما ينتمي لحركة حماس والآخر لحركة الجهاد الإسلامي.
تجري هذه الأحداث في الضفة الغربية في ظل جمود مفاوضات عملية السلام مع تدهور الوضع الأمني وعمليات التوغل الإسرائيلية المتكررة في المخيمات والقرى والمدن الفلسطينية لتتحول إلى مواجهات مع السكان.
يعيش في الضفة الغربية من دون القدس الشرقية، نحو 2,9 مليون فلسطيني، بالإضافة إلى أكثر من نصف مليون مستوطن يهودي في مستوطنات تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي.
منذ مطلع كانون الثاني/يناير، استشهد ما لا يقل عن 166 فلسطينيا، وقتل عشرون إسرائيلياً وأوكرانية وإيطالي في مواجهات وعمليات عسكرية وهجمات، حسب حصيلة لوكالة فرانس برس تستند إلى مصادر رسمية إسرائيلية وفلسطينية.
وتشمل هذه الأرقام مقاتلين ومدنيين بينهم قصّر من الجانب الفلسطيني. أما في الجانب الإسرائيلي فغالبية القتلى مدنيون.
تحتل إسرائيل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية منذ العام 1967.
يذكر أنّ قوات الاحتلال وقعت، يوم أمس، في كمين مخطط له في جنين، وقد تضمن تفعيل عبوات ناسفة وإطلاق نار، ما أدّى إلى إصابة 7 جنود إسرائيليين، بحسب الإعلام الإسرائيلي.
وكشفت ” سرايا القدس” في بيان حول العملية أن اعتراف الاحتلال بإصابة 7 من جنوده بعضهم جراحه خطرة، “هو هروب من الاعتراف بحقيقة ما جرى من إصابات متعددة وأكيدة”.
وأمس الاثنين، دعا وزير المال الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش،، إلى شن عملية عسكرية واسعة، شمالي الضفة الغربية، بعد إصابة جنود إسرائيليين لدى تفجير عبوة ناسفة في عربتهم العسكرية، في مخيم جنين.
وقال الوزير الإسرائيلي، في تغريدة عبر حسابه على “تويتر”: “آن الأوان لشن عملية واسعة للقضاء على أوكار الإرهاب في شمال السامرة، واستعادة الردع والأمن في المنطقة، بدلا من عمليات الملاقيط”، في إشارة لعمليات عسكرية إسرائيلية محدودة داخل الضفة لاعتقال مطلوبين فلسطينيين، والتي تتخللها عادة عمليات اغتيال ومواجهات مسلحة.
وتابع سموتريتش: “لقد حان الوقت لإدخال القوات الجوية وقوات المدرعات (إلى الضفة الغربية) وحماية أرواح محاربينا”.
ومن جهته دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، اليوم الثلاثاء، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، إلى إطلاق عملية عسكرية واسعة في الضفة الغربية، عقب مقتل 4 إسرائيليين إثر عملية إطلاق نار في مستوطنة “عيلي”.
القدس – سبوتنيك. وقال بن غفير عقب وصوله إلى موقع عملية إطلاق النار: “أدعو نتنياهو وغالانت لشن عملية عسكرية واسعة في الضفة الغربية”.
وتابع: “المستوطنون باتوا صيدا للمسلحين الفلسطينيين وهذا يجب أن ينتهي”.
وأضاف بن غفير: “يجب استخدام القصف الجوي وهدم المنازل وفرض الحواجز على المدن الفلسطينية ومنع حرية حركة الفلسطينيين وإقرار قانون الإعدام بحق منفذي العمليات”.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم