معد عيسى
شهدنا قبل فترة قصيرة غضب سكان حي المزة الدمشقي بعد قطع أشجار حديقة الجلاء بدعوى الاستثمار الخاص ، وبالأمس فوجئ أهالي طرطوس بقطع الشجرتين العملاقتين قرب الصالة الرياضية في المدينة، ما يجمع بين الأمرين تجاهل عدم موافقة وزارة الزراعة كجهة معنية بمنح موافقات القطع .
استسهال عملية قطع الأشجار وتجاهل الجهة المعنية بمنح موافقات القطع أمر مقلق لنواحي تجاوز القوانين وتجاهل الرؤية البصرية لجمالية المدن و أهمية الأشجار بيئياً .
اذا كانت الجرأة بهذا الشكل على الأشجار الخضراء في قلب المدن فكيف سيكون مصير الأشجار المحروقة نتيجة الحرائق التي اجتاحت مساحات واسعة من جبالنا وغاباتتا ؟
قد يقلل البعض أو يسخر من التحذير من قطع الأشجار المحروقة ولكن الأمر بمنتهى الخطورة ويجب أن يخضع لدراسات جغرافية وزمنية قبل البدء بقطع اي شجرة .
عمليات القطع يجب أن تبدأ من جوار المناطق الماهولة بحيث يتم القطع و مباشرة يتم زراعة غراس جديدة من انواع مناسبة كالغار والخروب والسماق بحيث تشكل حزاماً نارياً للمناطق الماهولة و تكون مصدراً داعماً لدخل السكان المجاورين ، كما أن البدء بتلك المناطق ضروري لمنع الاعتداء على الأراضي المحروقة .
بعد المناطق المجاورة يتم استهداف المناطق الأبعد وهنا يجب أن يتم التعامل بحذر مع المناطق المنحدرة لأن القطع للأشجار المحروقة سيتسبب بانجراف كبير للتربة وانكشاف الصخور وحدوث انهيارات أقل اخطارها تصحر المكان .
اخر مكان يتم التوجه إليه لقطع الأشجار المحروقة هي المناطق ذات التنوع الكبير في الغطاء الحراجي لأن هذه المواقع غالبا تعيد ترميم نفسها ولا تحتاج لإعادة ترميم على عكس غابات الصنوبر التي تندثر بشكل كامل .
قبل عامين كشفت عملية التقليم الجائر للأشجار في شوارع المدن وحدائقها وجود شبكات تجارة بالأخشاب وحطب التدفئة وهذا قد يتكرر هذا العام بظل الاستسهال و الجرأة التي نشهدها في التطاول على الأشجار التي كلف زراعتها ورعايتها مبالغ كبيرة جداً .
ما أصعب حياة المقطوع من شجرة فما حالنا إن فقدنا الشجرة كلها ؟
(أخبار سوريا الوطن2-الثورة)
syriahomenews أخبار سورية الوطن
