طرطوس- محمد محمود
بعد ثمانية أشهر على افتتاحها الرسمي في 2022/5/19 نجحت المكتبة الأهلية في قرية الجرويه في ريف منطقة صافيتا من محافظة طرطوس أن تكون جزءاً من محاولات كثيرة جهدت بها الفعاليات الأدبية والثقافية في المحافظة لاستعادة جمهور القراءة، وسحبهم قدر الإمكان من مواقع التواصل الاجتماعي، وعوالم القراءة الافتراضية، ليؤكدوا حقيقة مفادها أن الورق لم يمت، وما زالت له تلك النكهة الخاصة التي يستلذ بها محبو القراءة، ويحققون من خلالها شغفهم بالقراءة، والمطالعة لصفحات الكتب المتنوعة التي تضمها المكتبة، لتكون تلك المكتبة المجانية في القرية أشبه بقاعة لمركز ثقافي مصغر، يستضيف نشاطات ثقافية وأدبية متنوعة.
وعن تجربة إنشاء المكتبة وتزويدها بالكتب يتحدث الكاتب عبد اللطيف عباس شعبان، ابن قرية الجرويه وهو المبادر لهذه الفكرة وداعمها، عن تجربته لمجلة “البعث الأسبوعية” بالقول: من الأشياء الجميلة التي تركت السرور في نفسي أنني كنت المبادر الأول والمتابع الشغوف لإحداث تلك المكتبة الأهلية في قريتي إلى أن أصبحت واقعاً قائماً متميزاً في الريف السوري، وأنوي اليوم التبرع لها بكتب جديدة، حيث كنت قد قدمت لرفوفها في يوم الافتتاح /1000/ كتاب وسأتابع، فمكتبتي المنزلية غزيرة بالكتب وعندما أضعها في المكتبة العامة، ستكون في متناول المجتمع الأهلي والأبناء والأحفاد ومنهم أبنائي وأحفادي، مشيراً: لأهمية المكتبة كمورد ثقافي لأبناء القرية والقرى المحيطة مشيراً إلى أنها مفتوحة لكل من يرغب من محبي القراءة ومتذوقي الثقافة، ومضيفاً: الشكر الكبير لجميع من تعاونوا معنا لإحداث هذه المكتبة بدءاً من اتحاد الكتاب العرب ممثلاً برئيس فرع اتحاد الكتاب العرب في طرطوس الأديب منذر عيسى ومنظمة الاتحاد العام للفلاحين ممثلة بالجمعية الفلاحية التعاونية في قرية الجرويه إذ أن المكتبة تقع في الطابق الثاني من بناء عائدة ملكيته للجمعية والتأييد الكبير الذي لمسته من قيادتي الحزبية في حزب البعث العربي الاشتراكي، والتقدير العالي لي من جميع من يقدرون مقولة القائد الخالد “الثقافة هي الحاجة العليا للبشرية”.
كما بين شعبان أنه ورغم مساحة المكتبة الصغيرة التي تقدر بمئة متر مربع إلا أنها أصبحت تضم حتى الآن حوالي /6000/ كتاب مقدمة من اتحاد الكتاب العرب ووزارة الثقافة ودار طلاس للنشر وعدد من الأدباء والشعراء والمثقفين موزعة في خزائن خشبية من النوع الجيد ومنبر خطابه وكراسي وطاولات مقدمة من الجمعية الفلاحية التعاونية في القرية وجمعية السبيل الخيرية وجمعية البتول للخدمات الإنسانية ومتبرعين آخرين، حيث تسهم اليوم بتغطية أوقات فراغ الشباب وسكان القرية، ويتم مطالعة مكانية فيها وإعارة بعض الكتب، وشكلنا نادي ثقافي للشباب ونقيم نشاط ثقافي أدبي في السبت الأول والثالث من كل شهر فالهدف اليوم أن نعمل جميعاً على ارتقاء المجتمع، ودعم أهل العلم والأدب والثقافة، عبر مراكز إشعاع حضاري كهذه المكتبات التي تعمل بجد على تحقيق التنمية المستدامة ونقل الشباب من العالم الافتراضي إلى عالم الواقع فافتتاح المكتبة في القرية حدث لاقى الاستحسان والقبول من الأهالي الذين أكدوا أهميتها بالنسبة لهم حيث أصبح بإمكانهم قراءة الكتب الورقية بكل أنواع العلوم.
وختم شعبان: المكتبة قيد التوسع المتتابع وتدار من لجنة إشراف وأمين مكتبة وممثل عن اتحاد الكتاب العرب دون أجور مقابلة ومن المجمع عليه أنها مكتبة أهلية متميزة ولها أهمية كبيرة في نشر الثقافة التي تسهم بالتوعية وصقل الشخصية ونشر القيم والأخلاق السامية، فهي تسهم في تعميم الأفكار الثقافية في منطقتها، وتعيد للقراءة ألقها الذي تفقده.
(سيرياهوم نيوز1-البعث)