سامر ضاحي
لم أتمكن أمس من متابعة المؤتمر الصحفي الذي خُصص لعرض تقرير لجنة التحقيق وتقصي الحقائق بشأن أحداث الساحل في آذار الماضي، لكنني سجلت بعض الملاحظات والتساؤلات التي خطرت لي اليوم كناشط مدني خسر أقرباء وأصدقاء في تلك الأحداث ويأمل بالحفاظ على موضوعيته:
1- مكان نشر التقرير: أتساءل أين يمكن للجمهور الاطلاع على التقرير الكامل؟ قد يسمح وجوده بشكل علني لأهالي الضحايا وغيرهم من المعنيين بمراجعته والتأكد من شموليته وعدم إغفال أي من الضحايا، سواء من المدنيين أو العسكريين.
2- الوثائق الرسمية المرتبطة بالوفيات: هل يتيح التقرير لأهالي الضحايا الحصول على وثائق وفاة تعكس بشكل دقيق أسباب الوفاة كما وردت في التحقيق؟ أم أن هناك احتمال أن تُسجَّل بالطريقة السورية (احتشاء عضلة قلبية)، مما قد يؤدي إلى تناقض بين التقرير وبين السجلات الرسمية؟
3- نطاق التحقيق الزمني: بحسب مرسوم تشكيل اللجنة، يفترض أن تقتصر ولايتها على أحداث يوم 6 آذار 2025. فهل التزم التقرير بذلك؟ وإذا لم يكن كذلك، فهل شمل أيضاً أحداث الأيام التالية؟ هذا يفتح احتمالين:
….. إما أن الضحايا المذكورين في التقرير سقطوا جميعاً في ذلك اليوم، مما يطرح سؤالاً عن مصير تحقيقات الأيام التالية!.
…… أو أن اللجنة توسعت في تحقيقاتها لتشمل “أسبوع الدم” كاملاً، وهو ما قد يُعد تجاوزاً لصلاحياتها القانونية ما لم تكن حصلت على تفويض إضافي!.
4- المنهجية والمهنية: لم ألاحظ وجود أي تعليقات تناقش بشكل واضح طريقة عمل اللجنة أو المنهج الذي اتبعته في تحقيقاتها. معظم التعليقات التي اطلعت عليها كانت ذات طابع سياسي، بما في ذلك تصريحات اللجنة، ولم أجد تحليلاً قانونياً مفصلاً من المتخصصين حول مدى مهنية ما صدر عنها.
5-أداء الصحفيين: بما أنني لم أتمكن من متابعة المؤتمر الصحفي، لا أعلم إن كانت الأسئلة المطروحة من الصحفيين قد تناولت الجوانب المنهجية والمهنية لعمل اللجنة. ربما أكون مخطئاً، وآمل أن يكون هناك من أثار هذه النقاط.
6- تمثيل الضحايا: لا أعلم إن كان هناك حضور لأحد من أهالي الضحايا في المؤتمر الصحفي؟ لأن وجود ممثلين عنهم يعزز الشعور بحيادية اللجنة واستقلاليتها.
7-موقف المنظمات الحقوقية: لم أطلع حتى الآن على أي موقف أو تعليق من منظمات المجتمع المدني السوري المعنية بحقوق الإنسان والعدالة، او المهتمة بملف العدالة الانتقالية، تجاه ما صدر عن اللجنة. وجهة نظرهم قد تكون مفيدة جداً.
8-لا أدري إن أوصى التقرير بحق ذوي الضحايا المشمولين بالتقرير الاستناد إليه لفتح دور تعزية رمزية بعدما حرموا من هذا الحق في آذار، ومنهم من لم يتمكن من دفن ضحيته بالطريقة اللائقة
أرجو من كان لديه جواباً على أي نقطة مما سبق وردت في المؤتمر الصحفي أن يؤكدها بالتعليقات وبروابط متاحة.
(اخبار سوريا الوطن 2-صفحة الكاتب)