شهدت أسعار الدروس الخصوصية في العاصمة دمشق ارتفاعاً غير معقول لتتجاوز أجرة الساعة الخصوصية أحياناً الـ18 ألف ليرة لطلاب الشهادة الثانوية، وذلك تبعاً للمنطقة وللأستاذ مدرس المادة.
أهالي طلاب أوضحوا في حديثهم لـ«الوطن» أن أجور الساعات تتفاوت بين منطقة وأخرى ففي ضاحية قدسيا ومشروع دمر تتجاوز العشرة آلاف على حين أنه وعلى بعد مسافة قصيرة في مساكن العرين تتراوح أجرة الساعة بين ألفين إلى خمسة آلاف، مشيرين إلى ما يواجهونه من معاناة في التواصل مع المدرسين لحجز موعد نظراً لانشغالهم الشديد والازدحام الكبير عليهم، ما يضطرهم في بعض الأحيان إلى التوسط لدى معارفهم لتحديد موعد لدى بعض المدرسين المشهورين.
بعض الأهالي عللوا إصرارهم على تسجيل أبنائهم عند مدرسين معينين بالقول: «بجيب علامة تامة»؟ منوهين بوجود دورات للحصول على علامة السؤال كاملة!
الدورات المكثفة في المعاهد الخاصة لم تكن أفضل حالاً إذ بلغ متوسط القسط للتسجيل في الدورة نحو 50 ألف ليرة للطالب عن كل مادة، وذلك يخضع أيضاً لمكان المعهد والأستاذ مدرس المادة.
بعض الأهالي حملوا المسؤولية لوزارة التربية في اضطرارهم لتكبد مبالغ كبيرة من أجل دروس أولادهم الخاصة وذلك لعدم توافق حجم المناهج مع مدة الدراسة خلال الفصلين الدراسيين، مؤكدين أن المنهاج المدرسي يحتاج على الأقل إلى تسعة أشهر حتى يتسنى للطالب تلقيه بصورة صحيحة ناهيك عن تراجع مستوى التدريس في المدارس العامة، مضيفين: حتى الدارسون في المدارس الخاصة يتلقون دروساً خصوصية!
وأشار بعض الأهل إلى اضطرارهم إضافة لتسجيل أبنائهم الدارسين في المدارس العامة لتسجيلهم في معاهد خاصة حتى يتاح لهم الحصول على شرح جيد للمنهاج!!
وزير التربية دارم طباع كشف لـ«الوطن» أنه يتم العمل على عدة إجراءات للحد من الدروس الخصوصية، مشيراً إلى إجراء دورات استلحاق في جميع المحافظات ممولة بالكامل لطلاب الشهادتين الثانوية والتعليم الأساسي، إضافة للعمل على رفع قيمة الساعات للمكلفين، كما يتم العمل قدر الإمكان على إجراءات حتى لا يعود النظام الامتحاني يسبب الرعب للطلاب.
طباع أشار إلى أن الضابطة العدلية في مديريات التربية تلاحق من يقوم بإعطاء دروس خاصة في منزله، مضيفاً: ويتم التغاضي عن بعض الحالات في حال اقتصر الإعطاء على طالب واحد، من منحى إنساني، ولكن في حال كان هناك عدد من الطلاب يتم اتخاذ إجراءات بحقه وفرض غرامة كبيرة بحقه.
الوزير حمل المسؤولية لبعض الأهل بإعطاء أبنائهم دروساً خصوصية، معتبراً أنها أصبحت موضة يتباهون بها، مؤكداً ضرورة أن يهتم الأولياء بمتابعة دراسة أولادهم على مدار العام كما يهتمون بحصولهم على درجات مرتفعة في الامتحان، معتبراً أن ذلك أفضل من أن يعتمدوا على الدروس الخصوصية.
وعن وجود نقص في بعض الاختصاصات التدريسية في بعض المدارس رغم اقتراب العام من نهايته، أكد طباع العمل على حل هذا الموضوع قدر الإمكان، وقال: ما يصلني أعالجه بشكل فوري، وتم إبلاغ مديري التربية بأن أي موجه لديه نقص في المدارس بالمدرسين سوف يتم إعفاؤه. مؤكداً أن هذه الحالات في الفصل الدراسي الثاني باتت قليلة جداً.
سيرياهوم نيوز 6 – الوطن