أحمد بلال:
تنتظر المدينة الرياضية في مدينة بانياس من يعيد تأهيلها ووضعها في الاستثمار، وقد صرفت عليها ملايين الليرات السورية منذ أكثر من أربعة عقود، ولم توضع في الاستثمار بل تعرضت للسرقة، إضافة إلى تأثير العوامل الجوية لقربها من البحر والإهمال الكبير من الجهات المعنية لهذه المنشأة المهمة.
الحديث عن المدينة الرياضية ومصيرها المجهول يراود أذهان الجماهير الرياضية في منطقة بانياس، ولا يكاد يخلو مؤتمر سنوي لأي ناد من دون التطرق إلى الحديث عن هذه المدينة، وسط تساؤلات عدة عن مصيرها القادم وملايينها المهدورة.
موقع استراتيجي
بدأ العمل في المدينة الرياضية بمدينة بانياس ضمن إطار تجهيز ملاعب ومنشآت دورة المتوسط العاشرة في اللاذقية 1987، وقد منحها موقعها الجغرافي أهمية مضاعفة، إذ يفصلها عن شاطئ البحر الكورنيش البحري فقط، هذا من جانب وموقعها المتوسط بين محافظتي طرطوس واللاذقية زاد من أهميتها من جانب آخر، ويطلق عليها المدينة المهجورة أو كما يصفها الكثير بالمدينة المنسية.
ألعاب مختلفة
تقدر مساحة المدينة الرياضية في بانياس بـ80 ألف متر مربع، حيث تشمل خمس رياضات وتضم ملعباً لكرة القدم بمدرجات كاملة تتسع لحوالي 30 ألف متفرج، إضافة إلى المرافق والصالات التابعة للملعب المخصصة لتدريب الألعاب الفردية، وهناك صالة رياضية مغلقة متعددة الاستعمالات لرياضات السلة واليد والطائرة وكرة المضرب.
غياب الحراسة
لكن هذه المنشأة التي صرفت عليها ملايين الليرات منذ عقود لم يتم حمايتها بل تركت من دون تعيين حراس لها وفق عقود سنوية ولحماية ما تبقى منها من السرقة؟
لا دور للجنة التنفيذية
رئيس اللجنة التنفيذية للاتحاد الرياضي في طرطوس عماد حماد أكد أن المدينة الرياضية في بانياس تتبع مباشرة للمكتب التنفيذي في دمشق، وهو الجهة الوحيدة المخولة وصاحب الكلمة الأولى والأخيرة في النظر بمصيرها وإصدار القرار بشأن المدينة الرياضية، ونفى نفياً قاطعاً أي دور للجنة التنفيذية في المحافظة بهذا الصدد.
وبيّن حماد أن هذا الموضوع تم طرحه سابقاً أمام أعضاء المكتب التنفيذي وعدد من الشخصيات الرياضية خلال مؤتمر اللجنة التنفيذية في وقت سابق.
100 مليار ليرة
رئيس الاتحاد الرياضي العام فراس معلا أكد لـ«تشرين» أن موضوع المدينة الرياضية في بانياس لم يندرج ضمن خطة عام 2024 وأنه من الممكن أن يكون ضمن خطة العام القادم حسب الميزانية.
ولفت معلا إلى أن إعادة تأهيل المدينة ستكون عبر مراحل وقد تستغرق سنتين، وأرجع ذلك للتكلفة الباهظة والمرتفعة إذ تقارب مئة مليار.
وعود سابقة
أكد رئيس نادي بانياس الرياضي الأسبق زياد قسام أنه خلال مداخلته في المؤتمر السنوي للجنة التنفيذية في طرطوس سنة 2021 طالب بإنشاء ملعب صناعي داخل المدينة الرياضية عوضاً عن ملعبها، وحسب ما أكده فإن هذه الفكرة كانت لها أصداء إيجابية، ووعد بإنشائها في العام الذي يليه 2022، وبتكلفة تقديرية تصل إلى 800 مليون ليرة سورية وسط اعتراض عدد من الرياضيين في محافظة طرطوس الذين طالبوا بإنشاء ملعب صناعي في مدينة طرطوس بدلاً من مدينة بانياس، وكشف أيضاً أنه فوجئ عندما شطب هذا الطلب من محضر الاجتماع وسط استفسارات عديدة عن الأسباب الكامنة وراء ذلك.
آراء محقة
رئيس نادي (الدي) الرياضي يونس معلا أكد أن إعادة تأهيل وصيانة المدينة الرياضية مطلب رياضي وجماهيري أولاً وأخيراً، وعزا ذلك إلى دورها الكبير والفعال خاصة على مستوى الأندية الرياضية التي تعاني بشدة من ملاعب سيئة أو معدومة، لافتاً إلى أن نادي (الدي) يملك ملعباً ترابياً ذا أبعاد غير نظامية، لذلك تعذر عليهم المشاركة في المسابقات المحلية، ولفت أيضاً إلى أنه تم إيقاف رياضة ألعاب القوى في النادي لعدم توفر بنى تحتية مساعدة، وأن كل هذه الصعوبات ستزول في حال افتتحت المدينة الرياضية في بانياس.
بدوره رئيس نادي العنازة الرياضي مهران عاقل بيّن أن أندية بانياس بشكل عام تفتقر بشدة إلى المقومات الرئيسية للنجاح من ملاعب جيدة وصالات تدريب خاصة بالألعاب الفردية، وأن أغلب الملاعب الموجودة حالياً غير صالحة للتدريب صيفاً وشتاء، وأمل بأن تبصر المدينة الرياضية النور قريباً جداً لرفع مستوى الفرق والأندية معاً.
من جانبه أشار رئيس نادي بانياس الرياضي جورج إلياس إلى أن النادي بحاجة ماسة جداً يوماً بعد يوم إلى ملعب خاص، لافتاً إلى أن المدينة الرياضية لا تخدم فقط أندية الساحل وإنما يمكن الاستفادة منها من منتخباتنا الوطنية في رياضات شتى.
أخيراً
ألا تستحق مدينة بانياس وأنديتها الثمانية المنتشرة بين الريف والمدينة ملعباً معتمداً من اتحاد اللعبة؟ وهل تم توجيه الدعوة للمسؤولين عن هذه المدينة من لجنة الملاعب أسوة بباقي المسؤولين عن المدن الرياضية في المحافظات الأخرى لزيارتها والاطلاع على واقعها المزري، واللافت أن الزيارة الأخيرة للمسؤولين الرياضيين إلى هذه المدينة سجلت منذ أعوام خلت؟
سيرياهوم نيوز١_تشرين