syriahomenews أخبار سورية الوطن
“لدينا تاريخ عميق، من الأزياء التراثية إلى الفنون والموسيقى، وهذه الصورة يجب أن تصل للعالم”
بمجرد أن يُذكر اسم فلسطين في مسابقة عالمية مثل ملكة جمال الكون، فإن ذلك يُعتبر حدثاً استثنائياً، فكيف إذا ترافق مع مشاركة أوّل ملكة جمال فلسطين، نادين أيوب، التي تستعد خلال أشهر قليلة لرفع اسم بلدها على منصة دولية كبرى.
نادين التي توّجت ملكة جمال فلسطين عام 2022، ترى في هذه الخطوة رسالة وطنية قبل أن تكون لقباً جمالياً. وتقول في مقابلة خاصة مع “النهار”: “شعرتُ بفخر كبير عندما أعلنت الخبر، ولم يكن الأمر مجرد مشاركة شخصية بل مسؤولية أن أمثّل شعبي وبلدي فلسطين والوطن العربي بصورة جميلة وحقيقية، وأن أُظهر للعالم أن ثقافتنا ليست فقط معاناة، بل هي فن وجمال وموسيقى وتاريخ عريق”.
المفارقة أن أيوب لم تخطّط يوماً لأن تكون ملكة جمال. فهي درست في الخارج، وتخصصت في مجالات الصحة والتغذية وعلم النفس، وعملت مع جمعيات تعنى بالأطفال وذوي الحاجات الخاصة. وتوضح: “لم يكن هدفي أن أصبح ملكة جمال. كنت أركّز على دراستي، واهتممت بالعمل مع النساء والأطفال. لكن عندما عدت إلى فلسطين شعرت أن لديّ رسالة أكبر. ومن خلال مشاركتي في عرض أزياء في إيطاليا جاءتني الفرصة، إذ رأى القائمون أنني أملك الحضور والصوت لأمثل فلسطين في مسابقات الجمال الكبرى”.
وتشير نادين إلى أنّ قبولها خوض هذه التجربة لم يكن بدافع شخصي بقدر ما هو وطني: “قلتُ لنفسي إن هذه ليست فرصة لي وحدي، بل لبلدي أيضاً. أردتُ أن أقدّم صورة مختلفة عن فلسطين، صورة مليئة بالثقافة والجمال، وهذا ما شجعني على المضي قدماً”.
رسالة أكبر من التاج
ترى أيوب أنّ العنوان العريض لمشاركتها يتمثل في إبراز الهوية الثقافية الفلسطينية والعربية. وتقول: “رسالتي أن أُظهر للعالم أننا لسنا فقط معاناة. نحن نملك ثقافة وجمالاً وموهبة. لدينا تاريخ عميق، من الأزياء التراثية إلى الفنون والموسيقى، وهذه الصورة يجب أن تصل للعالم”.
وقد انعكس هذا التوجه في اختياراتها الدقيقة، بدءاً من إطلالتها بالزيّ الفلسطيني المطرز بتوقيع مصممة الأزياء الفلسطينية هبة زغلول، وصولاً إلى تحضيراتها للمسابقة العالمية. وتوضح: “أسست مع فريق مؤسسة ملكة جمال فلسطين لنمنح النساء منصة للتعبير عن أنفسهن. فكل امرأة فلسطينية هي ملكة جمال في نظرنا”.
الجمال يبدأ من الداخل
رغم التحديات وضغوط معايير الجمال العالمية، تؤمن نادين بأنّ القوّة تكمن في التوازن بين الشكل الخارجي والجوهر الداخلي. وتقول: “أعتبر أنّ الجمال يبدأ بالصحة، من الأكل الصحي إلى النوم والرياضة والتفكير الإيجابي. منذ الرابعة عشرة وأنا أمارس الرياضة، وهذا ساعدني على الحفاظ على نفسيتي. كما أنني أحب الكتابة والخطابة والشعر، أمر يساعدني على التعبير بثقة على المسرح”.
الاستدامة كهوية عربية
بعيداً من الألقاب، تعتز أيوب بـ”أكاديمية أوليف غرين” (OGA) في دبي، التي تسخّر الذكاء الاصطناعي لدعم قضايا الاستدامة وتمكين صنّاع المحتوى من التأثير الإيجابي بيئياً واجتماعياً. وتشرح: “الاستدامة ليست موضة عابرة بالنسبة إليّ، بل جزء أصيل من هويّتنا كعرب. نحن أبناء الأرض والزراعة، من شجر الزيتون إلى الأدب والفنون. أريد أن أمزج بين المستقبل الذي يحمله الذكاء الاصطناعي، والحفاظ على هذه الهوية الأصيلة”.
تحديات ورسالة دعم
تدرك نادين أنّ الطريق أمامها ليس سهلاً، وأبرز تحدٍّ تواجهه هو تحقيق التوازن بين حياتها الشخصية وواجباتها كملكة جمال، إضافة إلى التوقعات الكبيرة الملقاة على عاتق المرأة العربية والفلسطينية. لكنها تبقى واثقة ومتمسكة برسالتها.
وتوجّه كلمة شكر إلى الداعمين لها: “من دون دعم الناس يصبح الأمر صعباً. الطاقة الإيجابية التي أستمدها من الجميع هي التي جعلت العالم يعرف فلسطين كأرض ثقافة وجمال، لا كأرض معاناة فقط. أشكر كل من يدعمني، وإن شاء الله سنرفع اسم فلسطين عالياً ونكون عند حسن ظنّكم”.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _النهار اللبنانية
