آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » ممثلون يتألّقون في رمضان ويتفرَّدون بالشخصية اللافتة

ممثلون يتألّقون في رمضان ويتفرَّدون بالشخصية اللافتة

فاطمة عبد الله

 

أسماءٌ تبرُز بالاختلاف والتجدُّد وهجران النسخ القديمة، تستوقفُ المُشاهد. في كلّ موسم رمضاني، تلمع اكتشافات. بعضٌ يُقدّم جمال الأدوار، وبعضٌ يتفرَّد بصنف الشخصية وإتقان أدائها. والمتفرّدون قوالبهم صبُّوها بخصوصية، حمَّلوها اجتهادهم، وأضافوا منهم إليها. حضورهم لا يقلّل من آخرين يؤدّون بمهارة ويُقنعون. إقناعُهم أيضاً تألُّق، لإيصالهم روح الشخصية. لكنَّ الفارق أحياناً بأصناف الأدوار وما تتطلَّبه. فالممثل الجيّد يُقدّم المطلوب المُقنع، وتحت هذه الخانة يُصنَّف كثيرون. غياب أسماء عن المذكورين أدناه ليس تقليلاً لشأن المُقتدِرين، المؤدّين أدوارهم بكلّ ما فيهم، والمميَّزين بما يُعطون. فمَن تشملهم السطور يشدّون الأنظار بنوع الدور وجمال أدائه.

 

سينتيا كرم في صدارة المتألّقين هذا الموسم (الشركة المُنتجة)

سينتيا كرم في صدارة المتألّقين هذا الموسم (الشركة المُنتجة)

سينتيا كرم المتفوّقة

 

في صدارة المتألّقين هذا الموسم، ومكتوبها يُقرأ من كلماته الأولى، الممثلة اللبنانية سينتيا كرم، ابنة خشبة المسرح. تُقدّم في مسلسل «بالدم» شخصية «عدلا» بكل ما تعنيه الخبرة التمثيلية. لم تنحرف مليمتراً واحداً عن سياقها. أضافت وأغنت.

 

تطلُّ بدور خارج القوالب الجاهزة؛ تعجنه بأدواتها، وتُخرج منه ما يحلو انتظاره. ففي المسلسل (كتابة نادين جابر وإخراج فيليب أسمر)، تُقدّم القلب الكبير المقيم بجوار عقل متواضع. شخصية مُركَّبة تليق بموهبتها. مجالُها ليس فحسب ما يقوله لسانُها، وإنما أيضاً ما يُحرّك مشاعرها. تُتقن الإقناع بقسوة البساطة في عالم يضجُّ بعويل الذئاب. تلتهمها وتظنُّ الأسنان قبلة. وتنهشها وتبتسم للنهش. نرى بأمّ العين صوت تحطُّم قلبها. ونسمع الدم يسيل! مُقنعة في قَلْب الحاستَيْن، فنلمح وَقْع التشظّي ونُصغي إلى النزيف!

 

لا مبالغة بِعدِّها نجمة رمضان، وإنْ في العادة لا يصحُّ استعجال الأحكام. على مواقع التواصل، انتشارٌ كثيفٌ لصورها وتفنُّنٌ في مديحها. الورق أنصفها، فتردُّ له جَميله. والكاميرا ميَّزتها، وتبدو بحجم التميُّز. لباسُها، شَعرها «المنكوش»، ثرثراتها الفوضوية، هوسها بالكواكب والأبراج، وقلبُها… سيطرة تامة على التفاصيل. تُبيّن أنّ الحبّ الصافي لا يمنحه أيّ كان. وحدها القلوب العظيمة تفعل. تلك التي تتجاوز الأشكال وحُكم النظرة والتعريف، ولا تدركها إلا قلّة. وسام فارس بشخصية «مروان»، وجعُها المرتَقب، وخيبتُها الكبرى، يتفوّق أيضاً.

 

لكاريس بشار قدرة على تقديم أفضل ما في الدور (لقطة من «تحت سابع أرض»)

لكاريس بشار قدرة على تقديم أفضل ما في الدور (لقطة من «تحت سابع أرض»)

كاريس بشار… الفارق

 

للممثلة السورية كاريس بشار قدرة على تقديم أفضل ما في الدور. تطلّ في «تحت سابع أرض» (كتابة عمر أبو سعدة وإخراج سامر البرقاوي) بشخصية تجمع المتناقضات، فتدرك كيفية خَلْق التوازن الذهبي بينها. في الأمومة تتبدَّل إلى الأم. وفي المراوغة تُراوغ. لا تكون موجاً راكداً طوال الوقت. فأحياناً تهدُر وأحياناً تطفو. وأحياناً تغنّي وتشرُد وتغمز للحبّ مُتلقّيةً إشاراته الأولى.

 

 

ذِكرُ كاريس بشار يوجِبُ ذِكرَ تيم حسن. في المسلسل، يُمرّران الطابة أحدهما للآخر. وكلاهما فنان في الرمي والتسديد. معاً، يرفعان العادي إلى مُنتَظر، ويُحلّيان المُشاهدة.

 

 

هذه الفنانة تبرع في صنع الفارق والإمساك بالدور. شخصية «بلقيس» أكثر من حالة. تاجرة في سوق «البالية»، ومُزوِّرة عملة، وأمٌ، وقلب لم يُغلق بابه. شخصية حتى الآن مُنطلقة، مساحتها عريضة، وصوتها واصل. بطولتها ليست في كونها تُمثّل الدور الرئيسي، وإنما في إجادته وإعطائه كلَّها.

 

 

نادين تحسين بيك وملهم بشر… بسمة الموسم

 

في مسلسل «نسمات أيلول»، تتألّق الشخصيات. وبين المتألّقين، تبرُز الممثلة السورية نادين تحسين بيك والممثل السوري ملهم بشر. الأولى بشخصية «رلى» والثاني بدور «نورس». الجديد ليس إتقانهما المطلوب منهما، فغالباً يمتهنان الإقناع. إلحاقهما بهذه السطور مردّه حضورهما المختلف عن درامية المشهد المعتاد. فلمّا وُضعا في موقف كوميدي، أجاداه تماماً. ذلك ينطبق على صباح الجزائري أيضاً في المسلسل (كتابة علي معين صالح وإخراج رشا شربتجي). فشخصيتها تُخرجها مما قدَّمت ولم يكن أفضل الأدوار.

 

 

وإذا كان الجميع كوميدياً على طريقته، فإنّ نادين تحسين بيك خفيفة جداً في قراءة المواقف والتفاعل معها. تجيدها كأنها من طبيعتها. وإذا كان ملهم بشر يفوقها «سخرية» لكونه المُسبِّب الأول للاستهزاء والآخرون متلقّين له، فإنهما معاً يُشكّلان ثنائية من دون أي إشارة حتى الآن إلى ذلك، وانسجاماً كاريزماتياً ولو تبيَّن أنه مناكفة وشَدّ حبال. المسلسل خطوة إلى الأمام لجميع أبطاله.

 

 

حلا رجب ونانسي خوري: دوران لافتان

 

تطلّ الممثلة السورية حلا رجب في مسلسل «السبع»، والممثلة السورية نانسي خوري في مسلسل «البطل». من الأسماء التي يبدو أنها تُقدّم جديداً. الدَوْران يحملان لمسة. فشخصية حلا رجب تصبغها لمسة كوميديا؛ لسانُها جزء من أدائها، فتتكلّم بسرعة وتُشمِّع الخيط وتُدوزن الوتر على طريقتها. هذا الوجه المُعلَن يُخفي وجهاً آخر يجعلها شخصيتَيْن في شخصية. يبدو أنها لن تمرَّ في «السبع» (كتابة سيف رضا حامد وإخراج فادي سليم) كأنها لم تكُن.

 

 

شخصية خوري على النقيض: كئيبة، منطوية (حتى الآن)، وموجوعة. إطلالتها ببحَّة الصوت في الحلقات الأولى من «البطل» (كتابة رامي كوسا وإخراج الليث حجو)، منحها نقطة إضافية. تَطوُّر الدور سيُبيّن ما هو أبعد من مجرّد الانطباعات الأولى.

 

أعلاه خياراتٌ مما نشاهد في مسلسلات لبنان وسوريا. يبقى بسام كوسا في «البطل» وأمل عرفة في «السبع» أستاذَيْن.

 

 

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١_الشرق الأوسط

x

‎قد يُعجبك أيضاً

«ولاد الشمس» يواجهون ظلم الحياة والمجتمع

      – إحنا ولاد مين؟ – أنتوا ولاد الشمس تبدأ حكاية مسلسل «ولاد الشمس» (قناة CBC) بهذه الجملة مع سرد تعريفي عن الشخصيات، ...