قال مسؤول كبير بالأمم المتحدة اليوم الجمعة إن محادثات وقف إطلاق النار في السودان ستُستأنف خلال يوم أو اثنين، وأضاف أن تغيرا طرأ على مواقف الطرفين المتحاربين مما قد يجعلهما أكثر استعدادا للالتزام بأي اتفاق مستقبلي.
وتوصل طرفا الصراع في السودان في وقت متأخر أمس الخميس لاتفاق أولي لحماية المدنيين والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية بعد محادثات على مدى أسبوع في السعودية لكن الاتفاق لم يشمل التزاما بالسلام واستمر القتال اليوم الجمعة.
وقال فولكر بيرتس ممثل الأمم المتحدة الخاص للسودان إنه تحدث مع أحد الجانبين بعد التوصل للاتفاق وتلقى تطمينات باستعدادهما لمواصلة التفاوض.
وأضاف لمؤتمر صحفي في جنيف عبر اتصال بالفيديو من بورتسودان “نتوقع استئناف تلك المحادثات المتعلقة بوقف إطلاق النار اليوم أو غدا. لا يفترض نظريا أن يستغرق الاتفاق على شروط وقف إطلاق النار وقتا طويلا”.
وأسفر القتال المستمر منذ منتصف أبريل نيسان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية عن مقتل المئات وإصابة الآلاف وتعطيل وصول المساعدات ودفع السكان للهرب خارج البلاد بعدما حول أحياء سكنية في الخرطوم إلى ساحات حرب.
وقال بيرتس إن اتفاقات وقف إطلاق النار السابقة لم تصمد بسبب شعور كل من الطرفين بقدرته على تحقيق النصر، لكنه أضاف أنه لاحظ تغيرا في موقفيهما.
وقال “أدرك الطرفان أنه حتى لو استطاعا تحقيق النصر فإنه لن يكون نصرا سريعا، وأن وقوع حرب طويلة وممتدة سيدمر البلاد بالكامل وحينها لن يتبقى ما يمكنهما الفوز به.
“يمكن أن تخسر البلاد حتى إذا فزت بالمعركة”.
من جهته، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، اليوم الجمعة، أن إعلان جدة والاتفاق الذي تم التوقيع عليه في إطاره، بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”، هو بمثابة “خطوة أولى”.
وقال في تغريدة له عبر تويتر: “جمعت مدينة جدة ممثلي القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع في مبادرة لحل الأزمة. المحادثات التي تمت وإعلان الالتزام بحماية المدنيين يأتي كخطوة أولى، وستتبعها خطوات أخرى”.
وأضاف الوزير السعودي: “والأهم هو الالتزام بما تم الاتفاق عليه”، مؤكدًا أن “المملكة ستعمل حتى يعود الأمن والاستقرار للسودان وشعبه الشقيق”.
وشهدت مدينة جدة السعودية في وقت مبكر من اليوم الجمعة، الإعلان عن توقيع اتفاق مبادئ بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”، للعمل على محاولة إنهاء الصراع الدائر في السودان منذ منتصف أبريل.
وكانت وزارة الخارجية السعودية قد أشارت في بيان لها، في وقت سابق، إلى أن محادثات جدة ستركز على التوصل إلى وقف لإطلاق النار قرابة 10 أيام، وأن الإجراءات الأمنية المرافقة ستشمل آلية لمراقبة وقف إطلاق النار مدعومة من الولايات المتحدة والسعودية والمجتمع الدولي.
ويعقد وفدا الجيش وقوات الدعم السريع اجتماعات منذ أيام برعاية الولايات المتحدة والسعودية في مدينة جدة.
وتهدف المفاوضات بين الجانبين للوصول إلى هدنة حقيقية والسماح بوصول عمال الإغاثة وإمداداتها بعد أن أخفقت إعلانات متكررة عن وقف إطلاق النار في وقف القتال الأمر الذي جعل الملايين محاصرين في منازلهم ومناطقهم.
من جهتها أعربت وزارة الخارجية عن ترحيب دولة الكويت بإعلان جدة الصادر عن المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة بشأن توقيع ممثلي القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على إعلان الالتزام بحماية المدنيين في السودان وتسهيل العمل الإنساني لتلبية الاحتياجات الطارئة للمدنيين وتمكين إيصال المساعدات الإنسانية بأمان وإلى الخطوات التدريجية اللاحقة التي تطرق لها الإعلان.
وثمنت الوزارة في بيان صحفي اليوم الجمعة الجهود المقدرة والمستمرة التي تقوم بها السعودية والولايات المتحدة في تشجيع وحث الأطراف السودانية على الجلوس إلى طاولة المحادثات والتي أسفرت بالتوقيع على هذا الإلتزام المهم الهادف إلى حماية أمن المدنيين وسلامتهم.
كما تشيد الوزارة بمضامين هذا الإعلان والترتيبات اللاحقة التي تضمنها من إيجاد آلية لوقف دائم للأعمال العدائية بما يسهم في إخراج السودان من أزمته الحالية.
وجددت الوزارة موقف دولة الكويت الداعي إلى ضرورة الوقف الفوري للقتال والأعمال العدائية والاستمرار في الحوار بين الأطراف السودانية؛ بغية تجاوز الخلافات والتوصل لحل دائم وشامل للأزمة الحالية بما يحفظ للسودان أمنه واستقراره وسلامة أراضيه.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم