مالك صقور
في المثل الشعبي : ” من عنترك يا عنتر ؟! يجيب عنتر : ما في حدا يردني ” . وهذا هو حال الشرق الأوسط ، مع “إسرائيل “- الكيان الصهيوني الغاصب المغتصب . إذ لا يوجد من يردعه، على الرغم ، من كل محاولات محور المقاومة ، ووحدة الساحات ، وجبهات الإسناد . فبعد وقف إطلاق النار مع حزب الله ، وفي غزة ( وافق حاكم الكيان مكرهاً ، على وقف إطلاق النار لأسباب قاهرة ، منها( تبادل الأسرى ، تحت ضغط الشارع الإسرائيلي ) . لكن لم يتقيد بوعده ، فبقي يخرق هذا الاتفاق ، في غزة وفي الجنوب اللبناني . وفي الوقت نفسه ، صعّد عدوانه على سورية ، واحتل مساحات كبيرة وأراض جديدة ، واستأنف عدوانه على غزة والضفة الغربية ، خاصة في جنين وفي القدس ، وهدم البيوت على ساكينيها
ماعدا استفزازات المستوطنين المتعصبين للمصلين في الأقصى .
لقد ضرب حاكم الكيان الصهيوني رقماً قياسياً في الإجرام والمذابح والإبادة الجماعية في فلسطين ، ضارباً عرض الحائط بقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ، وغير مكترث بمظاهرات شعبه ، ولا بمظاهرات عمت شوارع مدن أوروبا ، معلنة التضامن مع شعب فلسطين ، وتدين المجازر والمحارق التي ينفذها جيش الاحتلال الصهيوني في فلسطين وغزة . جاداً في تحقيق ما يسمى ( الشرق الأوسط الجديد ) ،أي تقسيم المقسّم وتفتيت المفتّت ، وتحويل المنطقة إلى دويلات وكنتونات ، كي تبقى إسرائيل هي الدولة الكبيرة المهيمنة بترسانتها النووية والحربية ، ولكي تحقق حلمها بالتوسع وتنفذ شعارها : ” حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل ” .!! وعلى أطلال سورية الكبرى مشروع الزعيم أنطون سعادة ، ستقيم “إسرائيل الكبرى “. ممهدة لذلك بشق طريق ينطلق من الجولان المحتل ويمر عبر محافظة القنيطرة ودرعا والسويداء ، ويستمر شمالاً عبر بادية الشام في محافظة حمص ، مروراً بالتنف ، حتى يصل إلى مدينة البوكمال حيث الفرات .. ولا توجد عوائق أمام هذا المشروع الضخم لأن في التنف قاعدة أميريكة ،وفي شرق الفرات لن يمانع الكرد . ولهذا الممر ميزات كبيرة : إقتصادية ، وأمنية ، واستراتيجية .. – إقتصادية : يعني سيتم نقل النفط من المناطق التي تسيطر عليها القوات الكردية من غير أن يمر في سورية ولا ينقل عبر موانئها ، إنما إلى موانئ ” إسرائيل ” كما يريد الأكراد ، وسيسهل التبادل التجاري بين الكيان وبين الدول الجديدة وفق مخطط الشرق الأوسط الجديد ، وأيضاً مع تركيا وأذربيجان حيث يوجد بينهما وبين إسرائيل علاقات تجارية واسعة ،كما أن إسرائيل تفكر مستقبلاً بجر مياه الفرات إليها . لأن الصراع القادم سيكون على المياه العذبة .
أما من الناحية الأمنية : فإن هذا الطريق سيقطع أوصال بلاد الشام ، ويتم تفتيتها ، ويجعل لامنافس لإسرائيل في المنطقة . والأهم بالنسبة لإسرائيل أنه يقطع الطريق على إيران وصلته بحزب الله . وسيقطع أيضاً طريق الحرير العظيم ، القادم من الصين ، والذي استبدل بالحزام والطريق . كما سيمكن إسرائيل من المفاوضات عند مد خط الغاز من قطر إلى تركيا فحتما سيقطع ممر داؤود هذا ، ولهذا سيكون لإسرائيل حصة . وكل هذا يمهد أيضا لمرور خط الحرير الإميريكي إلى تل أبيب ومن تل أبيب إلى الهند ..
فهل سيتحقق هذا المشروع ؟! وهل ستبقى “إسرائيل ” تعربد وتفعل ماتشاء ؟!
أم ستصدق النبواءات التي تجزم وتؤكد بزوال إسرائيل ..
إن غداً لناظره قريب ..
(موقع أخبار سوريا الوطن-١)