مناشدات بالابتعاد عن مطار كابول بعد وقوع انفجار.. وطالبان تسعى لطمأنة الأفغان.. وألمانيا تُحَذِّر أن تهديدات تنظيم الدولة الإسلامية تُعرقل الإجلاء من كابول

 أعلن جون كيربي المتحدث باسم البنتاجون الأمريكي اليوم الخميس في تغريدة على تويتر أن انفجارا وقع خارج مطار كابول بأفغانستان.

وقال كيربي إن “الخسائر البشرية لم تتضح في الوقت الحالي” وأضاف أنه سيتم تقديم تفاصيل إضافية في أقرب وقت ممكن.

وتزايدت في الأيام الأخيرة التحذيرات من وقوع هجمات إرهابية حول مطار كابول، حيث لا يزال الكثير من الأشخاص يأملون في إجلائهم من أفغانستان.

وحثت الولايات المتحدة وحلفاؤها اليوم الخميس الناس على الابتعاد عن مطار كابول بسبب تهديد محتمل بأن يشن تنظيم الدولة الإسلامية هجوما إرهابيا، بينما تسابق قوات الدول الغربية الزمن لإجلاء أكبر عدد ممكن قبل انقضاء المهلة المحددة في 31 أغسطس آب.

وزادت الضغوط لاستكمال إجلاء آلاف الأجانب والأفغان الذين ساعدوا الدول الغربية خلال الحرب التي استمرت 20 عاما، ومن المقرر أن تغادر جميع القوات الأمريكية وقوات التحالف المطار الأسبوع المقبل.

وفي تحذير صدر مساء أمس الأربعاء ناشدت السفارة الأمريكية في كابول المواطنين تجنب الذهاب إلى المطار، وقالت إن الموجودين هناك بالفعل يتعين عليهم الرحيل على الفور مشيرة إلى “تهديدات أمنية” غير محددة.

وأصدرت بريطانيا تحذيرا مماثلا نصحت فيه الموجودين في منطقة المطار بالانصراف، وقال وزير القوات المسلحة البريطاني جيمس هيبي إن المعلومات عن احتمال شن تنظيم الدولة الإسلامية هجوما انتحاريا أصبحت “أكثر مصداقية”.

وذكر هيبي في تصريحات لراديو هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) “لا أستطيع أن أشدد على أن الوضع يائس بما فيه الكفاية. فالتهديد حقيقي، وشيك، ومهلك. لن نقول هذا ما لم نكن قلقين حقا بخصوص إتاحة هدف لا يمكن تصوره للدولة الإسلامية”.

كما حثت أستراليا مواطنيها وحاملي تأشيرات الدخول إلى أراضيها على مغادرة المطار، بينما أنهت بلجيكا عمليات الإجلاء بسبب خطر الهجوم. كما أصدرت الحكومة الهولندية تحذيرا وقالت إنها تتوقع إقلاع آخر رحلة إجلاء هولندية للخارج من أفغانستان اليوم الخميس، تاركة وراءها بعض المؤهلين للسفر إلى هولندا.

وقال دبلوماسي غربي في كابول إن المناطق الواقعة خارج بوابات المطار لا تزال “مزدحمة بشكل لا يصدق” على الرغم من التحذيرات.

ويقوم مقاتلو طالبان بحراسة محيط المطار، وثمة عداوة بينهم وبين تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان وهو التنظيم الأفغاني المتحالف مع الدولة الإسلامية.

وقال مسؤول في طالبان طلب عدم ذكر اسمه “يخاطر حراسنا بحياتهم عند مطار كابول، إنهم يواجهون تهديدا أيضا من تنظيم الدولة الإسلامية”.

جاءت هذه التحذيرات على خلفية الفوضى في العاصمة الأفغانية ومطارها الذي يشهد عملية إجلاء جوي ضخمة لمواطنين أجانب وعائلاتهم وبعض الأفغان منذ سيطرة طالبان على المدينة في 15 أغسطس آب.

وبينما تعمل القوات الغربية في المطار بشكل محموم لتحريك عمليات الإجلاء بأسرع ما يمكن، لا يزال الألوف يحتشدون خارج المطار في محاولة للفرار بدلا من البقاء في أفغانستان تحت حكم طالبان.

وذكر مسؤول الطيران المدني بالمطار أحمد الله رفيق زاي أن الناس يواصلون التجمهر أمام البوابات على الرغم من التحذيرات من هجوم محتمل.

وقال لرويترز “الناس لا يريدون التحرك، إنهم مصممون على مغادرة هذا البلد إلى حد أنهم لا يخشون حتى الموت”.

* تحويل التركيز إلى القوات

قال دبلوماسي في إحدى دول حلف شمال الأطلسي إنه على الرغم من أن طالبان مسؤولة عن الأمن خارج المطار فلا يمكن تجاهل تهديدات الدولة الإسلامية.

وأضاف “لا تريد قوات الدول الغربية تحت أي ظرف شن هجوم أو تنفيذ هجوم دفاعي ضد أحد”.

وقال الدبلوماسي الغربي إن عمليات الإجلاء تباطأت أمس الأربعاء، لكنها ستكون أسرع اليوم الخميس.

ولم يتضح عدد الباقين من المسموح لهم بالمغادرة، لكن مسؤولا غربيا قال إن هناك نحو 1500 من حملة جوازات السفر الأمريكية والتأشيرات يحاولون الوصول إلى المطار.

وذكر البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن اطّلع أمس الأربعاء على تهديدات الدولة الإسلامية وكذلك خطط الإجلاء الطارئة.

وكان بايدن قد أمر بإخراج جميع القوات من أفغانستان بنهاية الشهر الجاري التزاما باتفاق الانسحاب المبرم مع طالبان على الرغم من أن حلفاء أوروبيين يقولون إنهم في حاجة لمزيد من الوقت لإجلاء الناس.

وعلى مدى 11 يوما منذ سيطرة طالبان على كابول، نفذت الولايات المتحدة وحلفاؤها واحدة من أكبر عمليات الإجلاء جوا في التاريخ إذ نقلوا ما يزيد على 88 ألفا منهم 19 ألفا يوم الثلاثاء. ويقول الجيش الأمريكي إن هناك طائرة تقلع كل 39 دقيقة تقريبا.

وصرح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بأن ما لا يقل عن 4500 أمريكي وعائلاتهم نقلوا من أفغانستان منذ منتصف أغسطس آب.

وأعلن الجيش الأمريكي أنه سيحول تركيزه إلى إجلاء قواته في اليومين الأخيرين قبل 31 أغسطس آب.

وقالت طالبان إنه يتعين على القوات الأجنبية مغادرة البلاد بحلول نهاية الشهر. وحثت الحركة الأفغان على البقاء، وقالت إن من يحملون تصريحا بالمغادرة سيظل بإمكانهم ذلك عند استئناف رحلات الطيران التجارية بعد رحيل القوات الأجنبية.

وقالت طالبان إنها ستحترم حقوق الإنسان ولن تسمح للإرهابيين بالعمل في البلاد.

وقال رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي إن حكومات مجموعة العشرين يجب أن تلتزم بضمان الحفاظ على الحريات الأساسية والحقوق الأساسية للمرأة.

من جهتها قالت وزيرة الدفاع الألمانية أنجريت كرامب كارينباور اليوم الخميس إن تهديدا ملموسا بشن تنظيم الدولة الإسلامية هجوما إرهابيا على مطار كابول يعرقل جهود الإجلاء هناك.

وصرحت للصحفيين في برلين بأن “وزارة الخارجية نصحت خلال الليل الناس في كابول بعدم الذهاب إلى المطار من تلقاء أنفسهم”، مضيفة أن هذا يحد أكثر من فرص وصول الراغبين في المغادرة إلى المطار.

وقال المفتش العام للجيش الألماني إبرهارد تسورن إن الجيش نقل جوا أكثر من 5200 من كابول حتى الآن منهم 4200 أفغاني و505 ألمان.

وذكرت مصادر أمنية أن ألمانيا ستنهي رحلات الإجلاء اليوم الخميس على الأرجح.

سيرياهوم نيوز 6 – رأي اليوم