بعد ساعات دامية سقط خلالها العشرات من القتلى والجرحى، وأوصلت البلاد إلى شفا الكارثة الأمنية، بدأ العراق بالأمس يتحرك مبتعداً عن فتنة كبرى كادت تطيح بما تبقى له من أمن واستقرار.
وبعد نحو 24 ساعة من الاقتتال وجَّه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، مناصريه بالانسحاب من المنطقة الخضراء، ليستجيب المتظاهرون على الفور ويغادروا المنطقة.
الصدر وخلال مؤتمر صحفي عقده في منطقة الحنانة في النجف الأشرف عبر عن حزنه لما يحدث في العراق، وقدم اعتذاره إلى الشعب العراقي، وقال: «العراقي هو المتضرر الوحيد مما يحدث، والوطن الآن أسير للفساد والعنف، وكنا نأمل في أن تكون هناك احتجاجات سلمية وليس بالسلاح، وأن الثورة التي شابها العنف فهي ليست ثورة، وأنا الآن انتقد ثورة التيار الصدري».
ووجه الشكر للقوات الأمنية والحشد الشعبي التي وقفت على الحياد، ولفت إلى أن الدم العراقي حرام وأن اعتزاله هو شرعي ونهائي، وأكد الصدر في بيان نشره صالح محمد العراقي، عدم السماح بفساد جديد يقوده الفاسدون.
ومع توجيهات الصدر، بدأ أنصاره بالانسحاب من المنطقة الخضراء، وقال موقع «السومرية نيوز»: إن «أنصار التيار الصدري من المعتصمين وغيرهم بدؤوا، ظهر (أمس) الثلاثاء، بالانسحاب من المنطقة الخضراء ومحيطها استجابة لنداء مقتدى الصدر»، مشيراً إلى أن الصدريين أعلنوا إنهاء اعتصامهم أمام البرلمان الذي استمر أكثر من شهر.
وعلى خطٍّ موازٍ وجه رئيس الوزراء – القائد العام للقوات المسلحة العراقية، مصطفى الكاظمي، بفتح الجسر المعلق وسط بغداد المغلق أمام حركة المركبات، كما وجهت قيادة العمليات المشتركة، بفتح جميع الطرق المغلقة في العاصمة بغداد، وقررت رفع حظر التجوال في بغداد والمحافظات.
وفي ردود الأفعال على موقف الصدر، أكد الكاظمي، أن دعوة الصدر إلى إيقاف العنف تمثل أعلى مستويات الوطنية والحرص على حفظ الدم العراقي، ونقلت «واع» عن الكاظمي قوله في تغريدة له عبر صفحته «تويتر»: إن «كلمة الصدر تُحمِّل الجميع مسؤولية أخلاقية ووطنية بحماية مقدرات العراق والتوقف عن لغة التصعيد السياسي والأمني والشروع في الحوار السريع المثمر لحل الأزمات».
الرئيس العراقي برهم صالح، أثنى على دعوة الصدر أنصاره إلى الانسحاب من الشارع، لأجل كبح جماح الفوضى، واصفاً الموقف بـ«الشجاع».
وذكر صالح، في كلمة إلى الشعب العراقي، أن استمرار الوضع الراهن سيمكن الفساد أكثر ويهدد الدولة، معتبراً أن إجراء انتخابات مبكرة وفقاً لتفاهمات وطنية يعد مخرجاً من الأزمة.
بدوره أكد رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، أن موقف الصدر بحجم العراق، فيما أشادت الزعامات السياسية العراقية، بالموقف، كما أشادت هيئة الحشد الشعبي، بموقف الصدر، داعية في الوقت نفسه إلى العمل وفق القانون والدستور.
وقالت الهيئة في بيان لها أمس: «تود الهيئة التأكيد بأن مقاتليها لا يزالون منهمكين في أداء واجبهم المقدس في ملاحقة فلول وبقايا التنظيمات الإرهابية في مختلف قواطع العمليات، وقد تمكنت في ذروة الأحداث التي شهدتها البلاد خلال الساعات من تحقيق إنجاز أمني جديد وتوجيه ضربة موجعة لفلول داعش الإرهابي في محافظة نينوى والتي سنوافيكم بتفاصيلها لاحقاً».
الإطار التنسيقي في العراق دعا مجلس النواب وسائر المؤسسات الدستورية إلى العودة إلى ممارسة مهماتها الدستورية.
وقال الإطار التنسيقي، في بيان: إنه يرى «ضرورة الإسراعِ في تشكيل حكومة خدمة وطنية، تتولى المهمّات الإصلاحية ومحاربة الفساد ونبذ المحاصصة».
سيرياهوم نيوز3 – الوطن