مع استمرار فلاحي محافظة الحسكة بقطاف محصول القطن، طالب المكتب التنفيذي لاتحاد فلاحي المحافظة باستلام الإنتاج من الفلاحين من قبل الدولة، ممثلة بالمؤسسة العامة لحلج وتسويق الأقطان ضمن المحافظة، بسعر جيد للإنتاج ومجزٍ للفلاح.
ترك أثراً طيباً
وذكر رئيس المكتب التنفيذي للاتحاد عبد الحميد الكركو أن اتحاد الفلاحين في محافظة الحسكة، رفع مذكرة إلى المكتب التنفيذي لاتحاد فلاحي سورية في دمشق، ولكافة الجهات المعنية بزراعة القطن، يطالب فيها بتكليف المؤسسة العامة لحلج وتسويق الأقطان باستلام الإنتاج من الفلاحين ضمن المحافظة، إلى جانب إصدار الحكومة تسعيرة جيدة ومجزية للكيلو الواحد من الإنتاج.
مبيناً أن الحكومة حددت في الموسم الماضي 2023 سعراً مجزياً لإنتاج القطن، وهو 10 ملايين ليرة للطن الواحد، الأمر الذي أثار ارتياح الفلاحين وأدخل الفرحة إلى قلوبهم وقلوب أسرهم، وذلك لأن الحكومة تركت هامش ربح جيداً للفلاح في التسعيرة المحددة، ما ترك أثراً طيباً في نفوسهم، وأشعرهم بالاهتمام الكبير الذي تبديه الحكومة بالقطاع الزراعي عموماً وزراعة القطن بشكل خاص من جانب، وحرصها على تحسين مستوى معيشة الفلاح من جانب آخر، تقديراً لما يبذله من جهود عظيمة للصمود في الأرض، وتقديم الإنتاج الزراعي دعماً للاقتصاد الوطني، وبما يسهم في مواجهة حرب التجويع التي يشنها الاحتلال والإرهاب على الشعب السوري.
فرحة لم تكتمل
لكن للأسف الشديد هذه الفرحة لم تكتمل، بسبب عدم استلام الإنتاج من الفلاحين وتركهم تحت رحمة التجار والسماسرة، الذين اشتروا الإنتاج بأبخس الأسعار، الأمر الذي تسبب للفلاحين بخسائر كبيرة، انعكست سلباً على زراعة المحصول في الموسم الحالي 2024، بدليل عدم زراعة كامل المساحة المخططة. من هنا شدد الكركو على وجوب تكامل السعر الجيد للإنتاج من جهة، مع استلامه من قبل الدولة ضمن المحافظة من جهة ثانية.
الكركو: اتحاد فلاحي الحسكة اقترح في المذكرة التي رفعها 13 مليون ليرة ثمناً للطن الواحد
اقترح رفعها إلى 13 مليوناً
وأوضح أن اتحاد فلاحي محافظة الحسكة اقترح في المذكرة التي رفعها 13 مليون ليرة ثمناً للطن الواحد من إنتاج القطن في الموسم الحالي 2024. وبيّن الاتحاد العوائد الإيجابية لاستلام الإنتاج ضمن المحافظة، بسعر جيد ومجزٍ، يتضمن هامش ربح مقبولاً للفلاح، على منتجي القطن بشكل خاص، وعلى قطاع الزراعة في المحافظة بشكل عام. مؤكداً أن هذه الإجراءات تعد بمثابة تشجيع للفلاح على الاستمرار بزراعة هذا المحصول الهام، كما أنه يزيد من التنافسية التي تؤدي إلى زيادة المساحة المزروعة بالقطن، الأمر الذي من شأنه أن يسهم في استعادة “الذهب الأبيض” لعرشه محلياً ووطنياً.
وأضاف الكركو: إن هذه القرارات في حال إصدارها ستعكس مدى اهتمام الحكومة بالقطاع الزراعي عموماً، وزيادة القيمة المضافة للقطن السوري لإعادته إلى سابق عهده من النجاحات، في ظل ما تمتلكه سورية من ميزات تنافسية في إنتاج القطن على مستوى العالم، رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.
توافر إمكانية شراء الإنتاج
وأشار إلى توافر إمكانية شراء الإنتاج من الفلاحين ضمن المحافظة، ومن ثم شحنه إلى محالج القطن في المحافظات الداخلية. تماماً مثل شحن كمية 75 ألف طن من القمح من إنتاج الموسم الحالي، من قبل المؤسسة السورية للحبوب من محافظة الحسكة إلى المحافظات الداخلية. لافتاً إلى أن المؤسسة العامة لحلج وتسويق الأقطان كانت تستلم إنتاج القطن من الفلاحين ضمن المحافظة في المواسم السابقة، وفق طريقة الشراء والشحن المباشر.
تضم صوتها إلى صوت الفلاحين
من جانبه، ذكر مدير الزراعة المهندس علي خلوف الجاسم أن المديرية تشجع على استلام إنتاج القطن من الفلاحين ضمن المحافظة، وتحديد سعر مجزٍ لهذا الإنتاج، وتضم صوتها إلى أصوات الفلاحين المطالبين بذلك، لما لهذه الإجراءات من أهمية على واقع زراعة القطن في محافظة الحسكة، من أجل وقف التراجع الواضح في زراعة المحصول في السنوات الأخيرة، وتشجيع الفلاحين على زيادة المساحة المزروعة بهذا المحصول الزراعي الهام.
مبيناً أن الكمية المقطوفة من القطن في مختلف مناطق زراعته في المحافظة بلغت حتى الآن 7270 طناً.
الجاسم: إنتاج القطن هذا الموسم قُدّر بـ 18500 طن، من المساحة المزروعة البالغة 4775 هكتاراً
18500 طن
وأوضح الجاسم أن مديرية الزراعة قدرت إنتاج القطن هذا الموسم بـ 18500 طن، من المساحة المزروعة البالغة 4775 هكتاراً. علماً أن المساحة المخططة تبلغ 5450 هكتاراً. مرجعاً عدم زراعة المساحة المخططة بالكامل إلى مجموعة من العوامل، أبرزها عدم وجود مركز لاستلام الإنتاج ضمن المحافظة، وعدم توافر مستلزمات الإنتاج وحوامل الطاقة، وتوقف فروع المصرف الزراعي التعاوني عن تمويل ودعم القطاع الزراعي، إضافة إلى الظروف السائدة في المحافظة، وقلة الأيدي العاملة في هذا المجال بسبب الهجرة.
وأكد الجاسم أنّ إنتاج الموسم الحالي من محصول القطن في المحافظة جيد وخالٍ من الأمراض والآفات الزراعية.
يذكر أن زراعة محصول القطن في محافظة الحسكة كانت تحتل موقعاً ريادياً في سورية، سواء من حيث المساحة المزروعة، التي تجاوزت في بعض المواسم الـ50 ألف هكتار، أو على صعيد الكمية المنتجة التي تجاوزت 250 ألف طن.