| مهند الحسني
مني منتخبنا الوطني للشباب بكرة السلة تحت 18 سنة بخسارة ثالثة في نهائيات أمم آسيا المقامة في العاصمة الإيرانية طهران وجاءت الخسارة أمام نظيره القطري وانتهت بفارق 17 نقطة وبواقع 83-66 بعد مباراة متوسطة المستوى الفني مع أفضلية واضحة للقطريين الذين فرضوا سيطرتهم على أغلبية مجريات اللقاء باستثناء الربع الأخير الذي أجرى فيه المدرب القطري العديد من التبديلات وأشرك الصف الثاني.
البداية قدم منتخبنا أداء جيداً وكان نداً قوياً للمنتخب القطري وحسبنا أن مستواه سيتصاعد من حصة لأخرى وكاد أن يتفوق بالنتيجة الرقمية على المنتخب القطري لولا تسرع بعض لاعبينا حيث آلت نتيجة الحصة الأولى لمنتخب قطر 21-19.
في الثاني شهد أداء منتخبنا تراجعاً غير مبرر وتاهت أغلبية كراته دون فائدة تذكر، ولم يتمكن مدربنا يوسف أزغن من وضع حد لحالتي الشطط والارتباك اللتين ظهرتا على أداء المنتخب، على حين المنتخب القطري استغل هذه الحالة ولعب بطريقة جيدة وسيطر على مجريات اللعب فردياً وجماعياً وسجل لاعبوه من جميع المسافات والاتجاهات على حساب تواضع دفاع منتخبنا ليوسع القطريون الفارق إلى خمس عشرة نقطة وينتهي الربع لمصلحتهم بواقع 31-15، في الثالث تكافأ الأداء بعض الشيء من الطرفين مع أفضلية نسبية للقطريين الذين استمروا في هجومهم لكنهم أضاعوا الكثير من الكرات السهلة على حين أن منتخبنا نجحت تبديلات مدربه في استعادة المبادرة، ولعب بطريقة أفضل وخاصة من الناحية الدفاعية وسط تراجع قليل في أداء القطريين الذين أنهوا الربع لمصلحتهم 16-12.
في الأخير ومنذ بدايته نجح القطريون في فرض سيطرتهم، ووسعوا الفارق بعدما سجلوا بسهولة الأمر الذي دفع بمدربهم بعد أن اطمأن للنتيجة وللفارق إلى إشراك بعض لاعبي دكة الاحتياط الأمر الذي استفاد منها لاعبونا الذين لعبوا بأريحية دون ضغوطات ونجحوا في الوصول لسلة القطريين ومن ثم التسجيل وتألق اللاعب العملاق عمر مكناس في الريباوند وسجل ليقلص الفارق إلى 14 نقطة لكن القطريين سجلوا من خارج القوس في الثواني الأخيرة ليصل الفارق مع نهاية المباراة إلى 17 نقطة ونتيجة الربع تذهب لمصلحة منتخبنا 20-15.
يذكر أن منتخبنا افتتح مبارياته في البطولة بخسارة ثقيلة أمام منتخب الفيلبين بفارق كبير من النقاط وصل إلى 64 نقطة وبواقع 112-48، كما خسر في لقائه الثاني أمام منتخب الصين تايبه بفارق 21 نقطة وبنتيجة 60-81.
قاد مباراة منتخبنا أمام قطر في بطولة آسيا كل من الحكام الإيراني صادق غنبري داماناب ومعه الهندي راكيش رامالينغايا والكوري الجنوبي كام جاي تشيون.
تعقيب
خرجنا من المولد بلا حمص بثلاث خسارات علقمية كانت كافية لترك بصمة ضبابية على سلتنا الوطنية التي شهدت تراجعاً مخيفاً في عهد الاتحاد الحالي الذي غنج بكل ما لذ وطاب من دعم لا محدود، وإمكانات مادية مفتوحة بلا حساب أو مساءلة وعلى مبدأ( أطلب وتمنى) ورغم كل ذلك أخفق منذ توليه في وضع خطة إعداد جديدة لمنتخباته، ولا نعرف ما طريقة العمل ومن يديرها ويتولاها بهذه الطريقة الفجة التي لا تنم عن رؤية صحيحة في إدارة العمل، ونسي المنظرون شعاراتهم وأقوالهم المأثورة بأنهم سيصلون بسلتنا لكأس العالم ونسوا بأن الوصول للنهائيات العالمية بحاجة إلى التخطيط الصحيح والمتابعة الدقيقة مع توفر النيات الصادقة لا إلى تفرد بالقرارات والعمل العشوائي.
على الرغم من خروج قطارات الفحم الحجري من الخدمة في بلادنا، واستبدالها بقطارات كهربائية حديثة وأكثر سرعة، وأفضل أداء، وأقل تلويثاً للبيئة، ألا أن الحفاظ على التراث التاريخي لدمشق فرض الإبقاء على قطار دمشق الزبداني المتعارف على تسميته بالبابور، وما أشبه منتخبات كرة السلة بالدور الأثري الذي لم يبق لها قيمة ولا قدر ولا هيبة ولا سمعة بعد أن أصبحت في غياهب النسيان، وكذلك حال بعض أعضاء اتحاد كرة السلة الحالي الذين أثبتوا أنه لا حاجة حقيقية لهم، ولا دور فاعلاً ينتظر منهم، وبأن أفكارهم باتت عبئاً على كرة السلة وبأن دورهم بات مكشوفاً وحاجزاً في سبيل تطور اللعبة وبأنهم حاجز حقيقي على سكة التطوير والتحديث المطلوبة في كرة سلتنا لإعادة إعمارها لتساير المعايير، والمتطلبات الحديثة.
لا يمكن أن تصل منتخبات السلة لأهدافها وهي تسير على سكة لقطار الفحم الحجري التي برع الاتحاد الحالي في صناعتها، ولا يمكن أن نقبل من مسؤول رياضي أيا كانت صفته بأن تشطح فيه الأحلام ويحضر لنجاح قادم مبني من وهم، ولا أن يلصق سبب أي خسارة بالظروف المحيطة.
من لا يملك الإرادة، والثقة للتغيير، وتوفير الاحتياجات، فليجلس في منزله، ومن لم تسعفه التزاماته الشخصية للقيام بواجباته تجاه المنتخب، فليتابع عمله وزيارته للمقاهي بعيداً عن أروقة كرة السلة، وليترك الساحة للمخلصين من أبناء اللعبة المندفعين المتحمسين.
أيها السادة مشاركتنا انتهت في نهائيات آسيا، وخرجنا وبجعبتنا ثلاث خسارات نعتقد أنها كافية لإقالة الاتحاد والقائمين على إعداد المنتخبات أو حتى مساءلتهم عن هذه الانتكاسات المؤلمة، فهل سنشهد تحركاً من القيادة الرياضية تجاه حال منتخبات السلة أم إن الحال سيبقى على ما هو عليه، وحينها سنذكركم بالمثل الشعبي القائل( الساكت عن الحق شيطان أخرس).
سيرياهوم نيوز3- الوطن