| ناصر النجار
بعد انتظار طال 17 عاماً حقق منتخبنا الكروي للناشئين بطولة غرب آسيا بمشاركة تسعة منتخبات تعتبر من نخبة منتخبات غرب آسيا.
الفوز بالبطولة كان عنوانه التحدي والإصرار والتصميم على حضور فاعل ومؤثر في البطولة، كما يدل على جدية التحضير والاستعداد للبطولة وهذا ما لمسناه في المباريات حيث كان منتخبنا بشهادة جميع المراقبين الأفضل تكتيكياً بين كل الفرق المشاركة، وبان تأثيره الفاعل في الشوط الثاني أكثر من الأول وذلك بسبب لياقة الفريق العالية وقدرة المدرب على قراءة أوراق الفريق المنافس، وهذا ما وجدناه بلقاءي البحرين والأردن عندما تأخر منتخبنا في الشوط الأول وعاد إلى المباراة في الثاني وكسبهما بشطارة.
ركلات الترجيح كانت دليلاً على حسن تحضير الفريق، فلاعبونا تصدوا لست عشرة ركلة في دور نصف النهائي وفي المباراة النهائية، ولم تبتعد كراتهم عن المرمى، حتى الركلة الوحيدة الضائعة كان القائم الأيمن سبباً بضياعها، وبالمقابل كانت شجاعة الحارس والثقة الكبيرة بنفسه وكان سبباً مهماً بفوز منتخبنا بالبطولة لتصديه لثلاث ركلات واحدة أمام الأردن وركلتي في المباراة النهائية.
الشيء اللافت أن منتخبنا تصاعد رتمه مباراة بعد أخرى رغم ضغط المباريات وكثافتها وقد لعب منتخبنا أربع مباريات تنافسية في سبعة أيام، وهذا له مدلول إيجابي يصب في خانة التحضير الجيد والجاهزية المعقولة، ولا ننسى أن المنتخب كان ببدلائه مميزاً، فالمنتخب ضم في صفوفه فريقاً متجانساً لا يختلف أساسييه عن بدلائه أبداً.
هذا النصر الكبير هو نصر لكل السوريين، فالمنتخب رسم فرحة كبيرة على وجوه عشاق كرتنا وحقق شيئاً مهماً كنا نفتقده في هذه السنوات العجاف التي طالت وأتعبتنا ونتمنى أن تكون فاتحة خير لمستقبل أكثر ازدهاراً ليس بكرة القدم وحدها بل بكل أصناف الحياة.
منتخبنا الوطني للناشئين بات بسمة كرتنا، وما الفوز ببطولة غرب آسيا إلا خطوة أولى على الطريق الصحيح يمكن البناء عليها، لذلك لا بد من استغلال هذه الفرصة والعمل على تبني هذه الجوقة من اللاعبين وتعزيز مكانة القواعد الكروية من خلال المزيد من العناية والدعم والرعاية ليس على مستوى الاتحاد بل على كل المستويات وفي كل مكان ينطق بكرة القدم.
ضغوط ولكن!
اجتمعت مع المدرب فراس معسعس في فترة التحضير الأولى وقد كانت الضغوط تمارس عليه أثناء انتقاء لاعبي المنتخب في الفترة التحضيرية، الضغوط كانت متنوعة منها عبر الهاتف ومنها عبر وسائل التواصل، الجميع كان يرى في اللاعبين الذين يلوذون بهم أنهم الأفضل والأصلح، لذلك (يقول فراس) فتحت الباب للجميع، فكل شخص معني بكرة القدم سواء مدرب أو إداري أو إعلامي رشحوا لي مجموعة من اللاعبين يرونهم جيدين، وقلنا لهم: التجربة أكبر برهان، وبالفعل تم استدعاؤهم للمنتخب في فترة الاختبارات والانتقاء، ولم أكن أنظر في عملية التقييم على أن هذا اللاعب هو ابن فلان أو ينتمي للنادي الفلاني، أو هو توصية أحدهم، كنا مع فريق العمل نبحث عمن يخدم المنتخب ومن كان المنتخب بحاجته، لذلك أقولها بصدق جميع اللاعبين في المنتخب فرضوا أسماءهم من خلال مهارتهم وموهبتهم وانسجامهم.
في الحقيقة كان اتحاد كرة القدم متعاوناً معنا بشكل كامل، ولم يفرض علينا الاتحاد سواء كمؤسسة أو كأشخاص أي لاعب، وترك لنا حرية الاختيار بشكل كامل ونهائي.
حتى اللاعبين المغتربين فقد اخترنا من مجموعة اللاعبين الذين حضروا من يشكل إضافة للمنتخب وعدد الذين تم اختيارهم أربعة لاعبين فقط، وليس بالضرورة أن يكون أي لاعب مغترب في الخارج أفضل من مواهبنا الكثيرة في الأندية، فهناك اللاعب الجيد الموهوب، وهناك اللاعب العادي، لذلك كانت خياراتنا تتركز على حاجة المنتخب من اللاعبين المميزين في كل المراكز.
مراحل وخطوات
من الطبيعي أن تكون مراحل الإعداد الأولى غير موفقة على صعيد النتائج، وجدنا أن المنتخب يضم مواهب عديدة وخامات واعدة لكنها تحتاج إلى الصقل والخبرة، ولاعبونا لم يلعبوا سابقاً أي مباراة خارجية ولم يلعبوا في ملاعب خارج سورية وأمام جمهور، لذلك كنا منذ البداية بحاجة إلى كثافة مباريات على أن تكون المباريات قوية ومع منتخبات قوية لنتمكن من تحقيق الخطة الموضوعة، المعسكر الأول في لبنان وهو أمر طبيعي أن تلعب مع منتخب متقارب معك في كل شيء، المرحلة الثانية كانت في أوزبكستان وواجهنا منتخباً كبيراً وناضجاً من صنف كبار آسيا، وكنا بأشد الحاجة لمثل هذا المعسكر لنكتشف الأخطاء والثغرات بالمواجهات القوية ولنعمل على إصلاحها.
بالتأكيد وكما وصلنا أن البعض كان يمتعض من النتائج الأولية التي حققها المنتخب في المراحل التحضيرية، وكانوا يشنون هجوماً عنيفاً على المنتخب، وخصوصاً أولئك الذين لم يجدوا أن رغباتهم ومصالحهم قد تحققت في المنتخب، وأنا بطبيعة الحال لا أتأثر بما ينشر لأنني لا أطلع عليه، ولا أحب في مراحل العمل والتحضير الخوض في وسائل التواصل الاجتماعي لأنها تؤثر سلباً في العمل بشكل عام.
الخطوات القادمة
لدينا في الشهر القادم التصفيات الآسيوية ولا شك في أنها تحتل درجة أكبر من الأهمية وقوة المنافسة من بطولة غرب آسيا، والمنتخبات المشاركة في مجموعتنا منتخبات قوية ومن نخبة آسيا، ومنتخباً وقع في المجموعة الأقوى وسنواجه فيها منتخبات إيران والأردن صاحبة الأرض والجمهور وكوريا الشمالية وهونغ كونغ، ونحتاج إلى تحضير أكبر وأوسع ومباريات قوية قبل دخول التصفيات.
مقارنة
قبل أقل من عام وبتشكيلة قريبة من الحالية شارك منتخبنا الصغير بقيادة المدرب المصري تامر حسن الأطرش ببطولة غرب آسيا التي استضافتها سلطنة عمان وخرج منتخبنا من الدور الأول بخسارتين أمام السعودية بهدفين لصفر، وأمام الأردن بهدف وحيد وفاز على الإمارات بهدف وحيد، وقبلها لعب أربع مباريات ففي معسكر لبنان تعادل مع المنتخب اللبناني بهدفين لمثلهما وفاز عليه بهدف وحيد، وفي معسكر العراق خسر مع المنتخب العراقي مرتين، الأولى بهدف والثانية بهدفين لهدف، ولعب أيضاً مع أكاديمية اسباير في قطر فتعادل بهدف لهدف وخسر بهدفين لهدف.
تشكيلة المنتخب
هاني إسماعيل (حارس)– بديع شملص– حمزة ديوب– سامي درويش (تشرين) بلال موصلي– خضر السلوم– ماهر سوركي (الوحدة)- عبد الملك نقار– عبد الرحمن ديناوي– محمد علي الصلال– محمد كرم هندي (حارس) (أهلي حلب)- عبد الرحمن السراج– محمد نور حمود (الكرامة)- بشار الحريري (المجد)- أسد حسن (حارس)- يوسف شحيبر (جبلة)- أحمد قطان (الحرية)- أنس مظلوم (النواعير)- ليث ناصر (الجهاد)- عبد الهادي الحريري (عمال حماة).
المغتربون: نور الدين أحمد – محمد خاني – أحمد خلف – محمود الحسن.
المشرف على الفريق عضو اتحاد كرة القدم: طلال بركات.
المدير الفني: فراس معسعس.
المدربان المساعدان: أكرم علي وأمجد بركات.
مدرب حراس المرمى: عبد اللـه تركماني.
الإداري: وليد حداد.
نتائج المنتخب
في الفترة التحضيرية لعب المنتخب خمس مباريات خارجية في ثلاثة معسكرات، أولها معسكر لبنان بالفترة من 1 حتى 6 من الشهر السابع، لعب مباراتين مع المنتخب اللبناني فتعادل في الأولى بهدف لهدف وسجل للمنتخب يوسف شحيبر، وخسر الثانية بهدف لهدفين وسجل هدف منتخبنا سامي درويش.
المعسكر الثاني كان في أوزبكستان بالفترة من 15 وحتى 22 تموز ولعب مباراتين مع المنتخب الأوزبكي خسر الأولى بهدفين نظيفين والثانية بخمسة أهداف مقابل هدف واحد وسجل هدف منتخبنا عبد الهادي الحريري.
المعسكر الثالث كان في السعودية بدءاً من 25 آب وحتى 31 آب ولعب فيه مباراة واحدة مع المنتخب السعودي تعادل فيها بهدف لهدف وسجل لمنتخبنا أحمد خلف.
في بطولة غرب آسيا التي انطلقت في الثالث من أيلول واختتمت في 14 منه، شارك فيها تسعة منتخبات وبالقرعة جاء منتخبنا بالمجموعة الثالثة إلى جانب منتخبَي البحرين وفلسطين، فتعادل في المباراة الأولى مع فلسطين بهدف لهدف وسجل هدف منتخبنا عبد الرحمن السراج، وفي المباراة الثانية فاز على البحرين بهدفين لهدف واحد وسجل هدفَي منتخبنا محمود الحسن وعبد الرحمن ديناوي.
في نصف النهائي لعب مع الأردن صاحبة الأرض والجمهور فتعادلنا بهدف لهدف في الوقت الأصلي وسجل هدفنا ليث ناصر وتجاوزنا الأردن بركلات الترجيح 5/4 وانتقل منتخبنا إلى المباراة النهائية فتقابل مع السعودية وتعادلنا معها بهدفين لمثلهما وسجل هدفي المنتخب عبد الرحمن ديناوي، ونال منتخبنا لقب البطولة من خلال ركلات الترجيح 10/9.
جوائز
منتخبنا نال جائزة المركز الأول، كما نال حارسنا هادي إسماعيل جائزة أفضل حارس مرمى في البطولة ومهاجمنا عبد الرحمن ديناوي جائزة هداف البطولة بثلاثة أهداف.
سيرياهوم نيوز١_الوطن