آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » منحوتات بازلتية تنبض بالجمال ضمن ملتقى سيلينا السادس في عيون الوادي

منحوتات بازلتية تنبض بالجمال ضمن ملتقى سيلينا السادس في عيون الوادي

رشا المحرز ولارا أحمد

خمسة عشر نحاتاً أيقظت أزاميلهم الجمال المختبئ تحت قشور الصخر فطوعوه بمطارقهم، ورسموا بأناملهم ملامح منحوتات، معلنين ولادة منجز ثقافي جديد ضمن ملتقى سيلينا السادس الذي حمل عنوان (جبال الصوان).

الملتقى الذي انطلق في الـ 20 من الشهر الحالي يختتم أعماله اليوم بمشاركة 15 نحاتاً من مختلف المحافظات، جمعهم الشغف في قرية عيون الوادي بريف حمص، فأتوا يشحذون طاقاتهم الفنية والفكرية من سحر الطبيعة الخلاب ودفئ المكان، ويسكبوا سحرهم على حجار البازلت، فيظهر اللب بتفاصيله وجماله وروحه الغافية في العمق.

وأشار مدير الملتقى النحات علاء المحمد في تصريح لـ سانا الثقافية إلى أن الملتقى تفرد هذا العام بالنحت على حجر البازلت المحلي، وتنوعت حجوم المنحوتات بين الكبير والمتوسط، وتوافق عددها مع أيام الملتقى، مبيناً أن النحاتين المشاركين قدموا أعمالهم الفنية هدية للمكان لتزيين جبل غابات الفن بعد تجهيزه بمصاطب لاستقبال الأعمال الفنية، تمهيداً ليكون مقصداً سياحياً، وفكرياً، وجمالياً على مستوى سورية.

وبين المحمد أن الملتقى يسعى كل عام لتكريس صناعة الجمال، والتلاحم مع الطبيعة، لكونها المصدر الأساسي لعطاء الفنان، والجزء الأمثل والأجمل الذي انتقى منه النحات مفردات عمله الفني، وترك بصمته على الصخر بما يحمله من ديمومة وأبدية.

واستمد النحات غاندي خضر فكرة منحوتته من الحضارة القديمة، حيث الثور رمز الإخصاب في الأرض والتجدد والقوة عند الآلهة قديماً، لافتاً إلى أنه مستمر بمنهجه الفني، مع إدخال حالات جديدة مبنية على شيء فكري لكون النحات في حالة بحث دائم عن الجديد.

ورأى النحات إياد بلال أن ما يميز الملتقى اختياره الحجر الحمصي المحلي البازلتي بمواصفاته الفريدة، وقيمته التعديلية العالية، لافتاً إلى أن عمله استمرار لبحثه التشكيلي “فن الوجوه”، وعلاقته بالإنسانية مستثمراً عشوائية الحجر، فزاوج بين ثنائية فكر الفنان، وفكر الطبيعة، وحاكى وجوهاً إنسانية تمتلك القليل من الحب والفرح في رسالة للمكان والعالم.

ودخل الدكتور سمير رحمة في حالة حوار مع الكتل البازلتية العشوائية، ليستخرج الجمال بشكله الأمثل، مشيراً إلى أن البيئة الثقافية الغنية المحتضنة للملتقى مريحة بكل معطياتها، ما ترك وقعاً خاصاً في نفوس النحاتين، حيث إن تنوع الطبيعة أعطى الفنانين صوراً متنوعة وغنية عن مستوى النحت السوري الحالي، ما يدعم الحالة الثقافية للمجتمع، ويقرب الفن التشكيلي، وخاصة النحت للجمهور من خلال الملتقيات المفتوحة.

ومن وحي الأسطورة، والفن السومري، استمد الفنان أسامة عماشة منحوتته مستخدماً فيها العديد من العناصر الزخرفية، مبيناً أن منحوتته تجسد امرأة برؤيته الخاصة، جردها من شكلها التقليدي الكلاسيكي، اختزلها ورمز لها بالسمكة، وأطلق عليها اسم ولادة يوحنا، وهي على شكل بيضوي، صنعت من البازلت الحمصي الذي يعتبر من وجهة نظره حجراً بكراً له جماله الخاص، ومادة نبيلة، وجميلة من حيث اللون والتكوين.

وشارك الفنان وضاح سلامة بعمل تراوحت أبعاده بين المتر ونصف المتر عرضاً، والمترين طولاً، وهو عبارة عن سفينة أسطورية على ساريتها عصفوران، تحمل في معانيها حكاية عشق، ودعوة للحب من وجهة نظر الفنان، وثقافة يحتاجها المجتمع، ليعمر ويحيا من جديد.

سيرياهوم نيوز 6 – سانا

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المؤسسة العامة للسينما تعيد تأهيل صالات الكندي

تماشياً مع رغبة المؤسسة العامة للسينما في تقديم أفضل ما يمكن من أساليب العمل السينمائي، وتأكيداً لضرورة تأمين حالة عرض متقدمة ومتميزة لجمهورها، فإنها عملت ...