مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني يؤكد أن إيران لا تسعى للحرب، لكنها “ستمارس حقها الطبيعي في الدفاع عن النفس”، داعياً مجلس الأمن إلى التدخل لوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان.
شدد مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية “لا تسعى إلى الحرب أو تصعيد التوتر في المنطقة، لكنها على استعداد تام للدفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها ضد أي عدوان يهدد مصالحها الحيوية وأمنها”.
وأكد إيرواني أن “إيران ستمارس حقها الطبيعي في الدفاع عن النفس، بما يتفق تماماً مع القانون الدولي، وستبلغ مجلس الأمن بردها القانوني”.
وتعليقاً على الحرب التي تشنها “إسرائيل” على لبنان، قال إيرواني في الجلسة الطارئة لمجلس الأمن، مساء أمس،: “أشكركم على عقد هذا الاجتماع الطارئ المهم. أشعر بالامتنان للتقارير التي قدمها المتحدثون. ونعرب عن عميق تعاطفنا وتضامننا مع الحكومة والشعب اللبنانيين اللذين يتحملان العدوان وجرائم الحرب من دون توقف من قبل الكيان الإرهابي الأكثر شهرة في العالم”.
وأكد أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية “تقف بثبات إلى جانب لبنان، وتلتزم بدعم الحكومة والشعب والمقاومة، وتدين بشدة استمرار تواطؤ الولايات المتحدة وبريطانيا وبعض البلدان الغربية الأخرى في تمكين الكيان الإسرائيلي من ارتكاب جرائم حرب منهجية وحرب إبادة جماعية ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني من خلال توفير الأسلحة المتطورة له”.
وأشار إلى أن الكيان الصهيوني بدأ الآن “حربه وإبادته الجماعية ضد لبنان، وكرر حملته الوحشية ضد الشعب الفلسطيني في غزة هذه المرة في لبنان، بعد أكثر من عام من حرب الإبادة الجماعية التي شنها الكيان الإسرائيلي في غزة، والتي استشهد فيها أو جُرح أو دُفن فيها أكثر من 200 ألف شخص تحت الأنقاض”.
استهداف المدنيين هو جريمة حرب.. وعلى مجلس الأمن التدخل
وتناول إيرواني في كلمته استهداف “إسرائيل” للمدنيين وتدمير البنية التحتية المدنية، مشيراً إلى أن “ذلك أكثر من مجرد انتهاك للقانون الدولي، وهذه جريمة حرب واضحة، وجريمة ضد الإنسانية، وإبادة جماعية”، لافتاً إلى الكيان الإسرائيلي “دمر البنية التحتية الحيوية، وقتل مدنيين أبرياء، ودفع لبنان إلى كارثة إنسانية أعمق، وتجاوز الكيان جميع الخطوط الحمر، وأظهر أنه لا يحترم القانون الدولي”.
وأضاف إيرواني: “شعب لبنان هو ضحية حملة ممنهجة من الإرهاب والعنف، خطط لها الكيان الإسرائيلي مسبقاً لشل هذا الشعب، وإضعاف سيادته، وإلحاق معاناة دائمة به. لقد أصبح الكيان الإسرائيلي الآن يشكل تهديداً خطيراً للسلم والأمن الدوليين. إن أعماله العدوانية وإرهابه المتواصل يهددان المنطقة برمتها، وقد قاد المنطقة إلى حرب واسعة النطاق”.
وأردف: “لا يمكن لمجلس الأمن، المسؤول عن الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، أن يظل غير مبالٍ بهذه الجرائم، إذ إن عليه التزاماً أخلاقياً وقانونياً بالتدخل. ولا ينبغي لهذه المؤسسة أن تسمح لجرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي تحت عنوان الدفاع عن النفس أو الأمن، والتي يثيرها ممثلا الولايات المتحدة وبريطانيا في هذا المجلس، أن تظل من دون رد”، معتبراً أن “إفلات الكيان الإسرائيلي من العقاب بلا حدود في انتهاكه المستمر للقانون الدولي هو وصمة عار على ضميرنا الجماعي”.
ورأى أن “وقاحة مسؤولي الكيان الإسرائيلي زادت بفضل الدعم غير المشروط الذي تقدمه الولايات المتحدة تحت اسم “الدعم الصارم”، وجرائمهم الشنيعة لا يتم تبريرها فحسب، بل يتم أيضاً الإشادة بها باستمرار، ويتم تطبيع فظائعهم من دون خجل في أعين العالم، وهم يعولون على دعم الولايات المتحدة لمواصلة حملتهم الإرهابية والتدميرية”.
هدف “إسرائيل” هو الحرب الشاملة.. والحل هو إنهاء الاحتلال
وقال إيرواني: “رغم أن الحكومة اللبنانية، بما في ذلك حزب الله، وافقت على اقتراح مشترك لوقف إطلاق النار المؤقت لمدة 21 يوماً، فإن الكيان الإسرائيلي رفضه بوقاحة وشن هجوماً واسع النطاق ضد لبنان، مستهدفاً بلا رحمة المدنيين الأبرياء. اغتال الكيان الإسرائيلي الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الذي كان شخصية بارزة في العالم الإسلامي وعاملاً حيوياً للسلام والاستقرار في لبنان، بهدف تدمير أي فرصة لوقف إطلاق النار. لقد كان الأمل الأفضل المتبقي لدفع عملية وقف إطلاق النار”.
وعدّ السفير الايراني “هذا الاغتيال الجبان تذكيراً مريراً آخر بالعمل الفظيع السابق الذي قام به الكيان الإسرائيلي، وهو اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران، هذا العمل الإرهابي الذي دمر في الواقع أي أمل في وقف إطلاق النار في غزة”، مشيراً إلى أن “هذه الأعمال الشنيعة تظهر أن الكيان الإسرائيلي ليس لديه مصلحة في السلام أو وقف إطلاق النار، وهدفه الحقيقي الوحيد هو إثارة حرب شاملة في جميع أنحاء المنطقة”.
وأشار إلى أن “لبنان على حافة الانهيار الإنساني، ويجب على المجتمع الدولي ألا يسمح لهذه المأساة بالتفاقم. ومن الضروري أن تصل المساعدات الإنسانية إلى لبنان من دون عوائق. ويجب على المجتمع الدولي أن يقدم على وجه السرعة الدعم المالي واللوجستي اللازم لضمان وصول الإمدادات الأساسية إلى السكان المتضررين”.
واعتبر أن مصداقية مجلس الأمن في خطر، وطالب باتخاذ إجراءات فورية ووقف إطلاق النار، مضيفاً: “إن وقف إطلاق النار ليس طلباً، بل ضرورة”.
كذلك، طالب إيرواني مجلس الأمن بمحاسبة الكيان الإسرائيلي على ارتكاب حرب الإبادة الجماعية والجرائم ضد شعبي لبنان وفلسطين.
سيرياهوم نيوز١_الميادين