علي عبود
توقفت منذ سنوات عن قراءة التعليقات على المواد المنشورة لأصحاب الفكر والثقافة والكتاب في مجالات مختلفة على صفحات الفيس، باستثناء من أعرفهم شخصيا أو بالأسم، فقد اكتشفت مثل غيري إن غالبية التعليقات تعود لأشخاص مجهولي النسب، وينضوون تحت فصيلة الحمقى والأغبياء والتافهين، أو الخبثاء أتاح لهم الفيس بوك صفحات مجانية للتسلية والإستهزاء بالأخرين بمن فيهم العلماء والخبراء!
وإذا كانت بعض التعليقات سخيفة جدا، وتعكس تفاهة أصحابها، ومقدار مايتمتعون به من غباء مستفز، فإن تجاهلها لايضر أحدا، لكن الأمر يختلف تماما عندما تلحق تعليقات وبوستات الأغبياء والتافهين والحمقى الأذى النفسي والجسدي بآخرين أو تشوه سمعتهم، عندها يصبح السؤال مشروعا: من يحاسب هؤلاء الحمقى والأغبياء والتافهين؟
المسألة لاتتعلق بالرأي الآخر المختلف الذي من حقه إنتقاد كل المنشورات والبوستات التي يراها غير صحيحة، فهي تبقى تعليقات أو مداخلات مفيدة لأنها غالبا تتضمن معلومات لاتفاهات وسخافات..الخ.
وأنا شخصيا استفيد من التعليقات المخالفة لآرائي، واحترمها جدا طالما تستند إلى وقائع ومعطيات موثقة، لا إلى مواقف مقولبة تحركها مصالح ضيقة أو إنتقامية من جهات محددة دون غيرها.
ويبقى أخطر المعلقين وناشري البوستات على الفيس، هم الخبثاء الذين يعرفون تماما مايفعلون وما يقترفون من موبقات، فهم يستثمرون الفيس لتمرير آراء اقل مايقال فيها انها تستهدف النسيج الاجتماعي للسوريين بذرائع واهية!
وبما أن الحمقى والأغبياء والتافهين لم يحترموا ماحلّ بآلاف السوريين في زلزال 6 شباط، من موت وإصابات ودمار، وانهيارات نفسية لن يشفون منها قبل عدة سنوات، فإننا نستغرب عدم تحرك الجهات المعنية لملاحقتهم، وهم المصرّون على إلحاق المزيد من الضرر بالسوريين بنشر بوستات كاذبة، أو الإستهزاء بخبراء الكوارث والزلازل بعبارات مهينة تتوفر فيه شروط القدح والذم!
لم تمض سوى ساعات على الكارثة حتى بدأ عدد من التافهين والحمقى والأغبياء بتوزيع تعليقاتهم السخيفة على كل ماينشر من معلومات مفيدة، وقيّمة عن الكوارث، وكيفية التعامل معها، بل أن بعضهم المهووس بجمع اللايكات على أنقاض المنكوبين، تمتّع مثل المرضى النفسيين بنشر بوستات جزم فيها بحدوث زلزال أكبر على صدع البحر الميت من شأنه تدمير أكبر عدد من المدن في المنطقة والدول المجاورة..
وهؤلاء اما أغبياء وتافهون، وعلى درجة لاتحتمل من السخف إلى درجة لم يتابعوا فيها آراء العلماء في مختلف بقاع الكرة الأرضية، أو هم من فصيلة لاتمت للإنسانية بصلة كي ينشروا أخبارا مفبركة تبثّ الرعب والهلع في كل الخارطة الجغرافية لسورية، بل والمنطقة!
وما يدعو إلى الريبة أننا قد نكون أمام خبثاء وليسوا تافهين وأغبياء ومستهترين بأرواح الناس فقط، فهم كي يوحوا بمصداقية منشوراتهم نسبوها إلى أشخاص يدّعون التنبؤ الجيولوجي، مع أنهم لو كانوا حريصين على التوثيق فعلا لرجعوا إلى المعلومات التي يدلي بها يوميا إلى وسائل الإعلام خبراء المراكز الوطنية والإقليمية والعالمية للزلازل!
كل الخبراء في العالم يؤكدون: الزلزال الأكبر حدث وانتهى، وارتداداته الكثيرة والأقل قوة وشدة مؤشر على عدم حدوث زلزال كبير آخر في المنطقة، في حين يفبرك الحمقى والتافهون والأغبياء، وربما الخبثاء أيضا، منشورات تبث الرعب في الناس: هناك زلزال كبير قادم سيدمر دول المنطقة!
كنا ولا نزال ننتظر توقيف هؤلاء التافهين والأغبياء والحمقى ولو لمدة يوم واحد لتحذيرهم من نشر أخبار ملفقة، وإحالتهم إلى القضاء بجريمة إلحاق الضرر الجسدي والمعنوي بالسوريين المنكوبين!
ولا يقتصر الأمر على أغبياء الفيس عن بعد فقط، فأنا متأكد إن الكثيرين منا لديهم تجارب مع أغبياء الفيس عن قرب مع الجيران، في مبناهم أو مع محيطهم في منطقة السكن المنغمسين ليل نهار على شاشات موبايلاتهم لمتابعة كل ماهو تافه وسخيف ومفبرك والترويج له في أوساطهم الضيقة على أنه حقائق موثقة.
الخلاصة: شكرا للفيس على كشفه لشريحة واسعة من أصحاب الصفحات الحقيقية أو الوهمية أوالمزيفة التي يتنافس أصحابها على نشر بوستات وتعليقات تكشف كم هم تافهون وحمقى وأغبياء، وخبثاء، وواحد من هذه التعليقات التافهة والجاهلة على منشور يطالب بمساعدة الدول المغيثة لسورية بمعدات ثقيلة وتقنيات لإنقاذ المحاصرين تحت الأنقاض، أوحى وكأنّ هذا الغبي يعيش في كوكب أخر مثل باريس أو لندن أو واشنطن فتساءل بفهلوية: لماذا لاتوجد هذه المعدات في سورية؟
(سيرياهوم نيوز1-خاص)