ينصّ «القانون الدولي الإنساني» في بنده الـ 34، على وجوب احترام وحماية الصحافيين المدنيين العاملين في مهمات مهنية في مناطق النزاع المسلّح، إلا أنّه منذ اندلاع حرب الإبادة على قطاع غزّة حتّى اليوم، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 130 صحافيّاً وإعلامياً فلسطينياً، إلى جانب ثلاثة لبنانيين، علماً بأنّ معظم هذه الاستهدافات كانت مقصودة وغير عشوائية. وعليه، اجتمعت أمس حوالى ستين منظمة دولية، وإعلامية وحقوقية، لتطالب الاتحاد الأوروبي، بـ «تعليق اتفاق التعاون مع إسرائيل، وفرض عقوبات عليها، بسبب انتهاكاتها المتكررة لحريّة الإعلام وقتلها للصحافيين بصورة غير مسبوقة». ومن بين المنظمات التي وقّعت على بيان المطالبة: «لجنة حماية الصحافيين» و«مراسلون بلا حدود» و«هيومن رايتس ووتش» و«الاتحاد الأوروبي للصحافيين».وطلب البيان من وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، ومفوّض التجارة فالديس دومبروفسكيس، تعليق «اتفاق الشراكة الذي يتناول ـ بصورة خاصة ـ المبادلات التجاريّة مع إسرائيل، وبفرض عقوبات محددة الأهداف على المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان». وأطلقت المنظمات في بيانها، على المدة الممتدة من 7 تشرين الأوّل (أكتوبر) 2023، حتّى اليوم، تسمية «الفترة الأكثر فتكاً» بالصحافة منذ عقود، مشددةً على أنّ بعض الصحافيين قُتلوا عمداً، أي إنّهم «استُهدفوا». وتأتي هذه الدعوة قبل أيام من اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل يوم 29 آب (أغسطس). وأشارت المنظمات في بيانها إلى التعتيم الإعلامي الذي تفرضه إسرائيل عبر منع الصحافيين الأجانب عملياً من دخول قطاع غزّة و«الاعتقالات الاعتباطيّة» للعاملين في مجال الإعلام حيث تم توقيف ما لا يقل عن 49 منهم. وجاء في البيان أنّ «المفعول المتراكم لهذه التجاوزات يولد الظروف لفراغ إعلامي، ويفسح المجال كذلك للدعاية والتضليل الإعلامي». وطالبت بالحفاظ على حرية وسائل الإعلام وحماية حياة الصحافيين ووضع حد للإفلات من العقاب.
وأشارت رئيسة مكتب «مراسلون بلا حدود» في بروكسل يولي مايرزاك، إلى أنّ «الحكومة الإسرائيلية تسحق المادة التي تنصّ على احترام حقوق الإنسان والمبادئ الديموقراطية»، وشددت على ضرورة أن يبذل الاتحاد الأوروبي «الشريك التجاري الرائد لإسرائيل» قصارى جهده لضمان توقّف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عمّا وصفته بـ«مذبحة الصحافيين». كما أكدت ضرورة أن يضمن الاتحاد الأوروبي «احترام الحق في الحصول على المعلومات وحرية الصحافة»، عبر تمكين الإعلام من الوصول إلى غزة.
سيرياهوم نيوز١_الأخبار