مع الساعات الأولى التي تلت حدوث الزلزال كانت كوادر منظومة الطوارئ والإسعاف في محافظة طرطوس إلى جانب الفرق الأخرى من مختلف المحافظات، لإنقاذ الضحايا بالمناطق المنكوبة في حالة كرست الحس الإنساني الجمعي لدى السوريين.
رئيس منظومة الطوارئ والإسعاف بمديرية صحة طرطوس الدكتور فراس حسامو تحدث في لقاء خاص مع سانا عن الحس الإنساني والأخلاقي الذي قدمه الطاقم الإسعافي، خلال مشاركته بعمليات إسعاف ضحايا الزلزال بمحافظتي اللاذقية وحلب كنموذج للجهوزية العالية والدائمة التي يتميز بها عناصر المنظومة المؤلفة من 250 من ممرضين ومسعفين وسائقين، إلى جانب الكادر الفني والإداري مع سياراته الـ 25 المجهزة بأحدث تجهيزات السلامة الإسعافية، مشيرا إلى توجه خمس سيارات إسعاف إلى اللاذقية وأربع إلى حلب بكامل طواقمها، حيث شاركت بإسعاف الضحايا إلى المشافي في المناطق المنكوبة، إضافة إلى مشاركتها بتشييع الضحايا إلى مناطقهم.
وأكد حسامو أن المنظومة بحالة الاستنفار بعد انتهاء المهمة في تلك المناطق تحسباً لأي طارئ، لكون الزلزال يعتبر من الكوارث الممتدة، ما يتطلب وضع خطة للتعامل مع نتائجها لاحقاً وليس فقط مجرد الاستجابة المؤقتة، منوهاً بالتعاون بين كوادر منظومة الإسعاف السورية ككل في هذه الكارثة، واعتبارهم جنودا حقيقيين في حالة تأهب واستعداد دائم تحسباً لأي طارئ للحفاظ على حياة المواطنين في أصعب الظروف.
لحظة الترقب والانتظار التي كان يراها السائق غيث عيسى على وجوه أهالي الضحايا وفرحة العثور على الأحياء منهم لاتزال حاضرة أمامه، كما كان لوقع خبر انتشال من فارقوا الحياة من مشاعر الحزن والألم الممزوجة بارتياح، ما يمكنهم من دفنهم بشكل لائق كي لا يبقوا مجهولي المصير تحت ركام زلزال دمر أحلام الكثيرين.
الممرض وائل محمد لفت إلى أن كادر المنظومة معتاد على التعامل مع حالات الطوارئ والحوادث، وهو مدرب بشكل يؤهله من أداء مهمته بنجاح, وإن كان حجم الدمار الذي أحدثه الزلزال كبيراً في المباني يبقى الموقف الإنساني هو الأعظم, ومن هنا كان الهم الأكبر لديهم إخراج الضحايا من تحت الأنقاض سواء أكانوا أحياء أم فارقوا الحياة, ولن يغيب عن ذهنه العمل الإغاثي لإنقاذ عائلة بأكملها بعد أن انهار البناء الذي تسكنه فوقها في حلب، والأب الذي ينظر بلهفة وأسى منتظراً إخراج ولده من تحت الركام.
تقديم العلاج النفسي وتهدئة الناجين وذوي الضحايا كانت من مهام مسعفي المنظومة، إضافة إلى العلاج الطبي الإسعافي كما قال الممرض عاصم هولا الذي كان من الطواقم المشاركة بعمليات الإسعاف في اللاذقية قائلا: ” إن المسعفين عملوا في كثير من الأحيان كمنقذين جنباً إلى جنب مع عناصر الدفاع المدني في الحالات التي تحتاج إلى جهد العنصر البشري في الأماكن التي لا تستطيع آليات الإنقاذ الوصول إليها”, ولم يخف هولا تأثره بنجاة طفلة بعمر 11 عاماً وهي بحالة جيدة وإسعافها إلى مشفى تشرين باللاذقية، في حين قضى باقي أفراد أسرتها الخمسة تحت الأنقاض, وفرحة انتشال رجل مع زوجته الحامل وطفلهما بعد مرور سبع ساعات على الكارثة، معتبراً أن كل ناجٍ من هذه الكارثة قد ولد من جديد.
السائق سعيد محمد تحدث عن بعض الحالات التي شاهدها خلال مشاركته بعمليات الإنقاذ محافظتي حلب واللاذقية، ومنها دموع الفرح التي رافقت كل من تواجد لحظة إخراج طفلة تحت الركام وهي على قيد الحياة, وقال: “إنه ومع هذا العمل الإنساني غابت مسميات يرة ليكون الجميع بمسمى وعمل ومهمة واحدة هي إنقاذ ضحايا وأرواح لأعزاء أصبحوا لاً للجميع”, منوها بالتعاون الوثيق من قبل منظومة إسعاف حلب، عبر مرافقة عناصرها طواقم إسعاف طرطوس لإرشادهم إلى المشافي من أجل إسعاف الضحايا بأسرع وقت.
سيرياهوم نيوز 4_سانا