شهدت دمشق اليوم، حفل توقيع وتدشين للمشاريع الإنسانية التي سينفذها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في سوريا، والمتعلقة بقطاعات الصحة والأمن الغذائي والإصحاح البيئي والمياه والدعم المجتمعي وإعادة التأهيل وتحسين سبل العيش والتعليم ودعم القطاع الزراعي وبناء القدرات.
دعم سعودي مستمر
وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح قال في كلمة له خلال الحفل المنعقد في فندق الفورسيزون: “يشرفني، وبالنيابة عن راعي الحفل السيد رئيس الجمهورية أحمد الشرع، أن أرحب بكم جميعاً في هذا الحدث الإنساني البارز الذي يجسد عمق الإخوة والتعاون بين البلدين، ويعبر عن روح التضامن الإنساني في مواجهة التحديات”.

وأكد الصالح أن هذه المشاريع ستكون دعماً وأملاً لكل السوريين الذين يواجهون ظروفاً صعبة، ويكافحون من أجل إعادة بناء وطنهم، معرباً عن شكره وتقديره للسعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، ولمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية على الدعم المتواصل للشعب السوري.
وأوضح الصالح أن سوريا مرت بظروف قاسية خلفت دماراً واسعاً في المنازل والبنى التحتية وأنقاضاً تعيق التعافي والاستجابة الإنسانية، إضافة إلى مخلفات حرب تهدد حياة المدنيين وتقوض استعادة حياتهم الطبيعية، فضلاً عن انهيار سبل العيش في ظل ظروف اقتصادية قاسية تثقل كاهل السوريين.
وأشار الصالح إلى أنه رغم كل التحديات بدأت الحكومة السورية العمل في كل القطاعات الخدمية والتنموية لتأمين احتياجات المواطنين وبناء مؤسسات تلبي تطلعات الشعب السوري وتعبر عن تضحياته، ولفت إلى أن مركز الملك سلمان كان له دور فاعل في قطاعات الإغاثة، وتأمين المأوى والتعليم والصحة، ودعم سبل العيش.
وشدد الصالح على أهمية الانتقال إلى مرحلة جديدة من التعاون، تقوم على تعزيز الشراكات الإنسانية وتوسيع مجالات العمل المشترك لتحقيق التنمية والتمكين الاقتصادي، بما ينعكس إيجاباً على المجتمعات المتضررة، ولتكون هذه الشراكة ركيزة رئيسية في قيادة الملف الإنساني على المستوى الوطني، وأشار إلى أن ما نشهده اليوم هو إعلان عن مرحلة جديدة من التعاون الإنساني.
مشاريع تدعم جهود التعافي المبكر
نقل المستشار بالديوان الملكي السعودي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية عبد الله بن عبد العزيز الربيعة في كلمة له خلال الحفل تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان للشعب السوري، وتمنياتهما باستئناف مسيرة البناء من أجل سوريا الآمنة والمنفتحة على محيطها العربي.

وأوضح الربيعة أن مركز الملك سلمان نفذ منذ تأسيسه أكثر من 454 مشروعاً لصالح الشعب السوري، تجاوزت قيمتها 5 مليارات و250 مليون ريال سعودي، وأشار إلى أن الدعم المقدم لسوريا لم يقتصر على المشاريع الحديثة، بل امتد لعقود من المواقف الداعمة، سواء من خلال استضافة السوريين في المملكة ومنحهم الحقوق المتكاملة في التعليم والرعاية الصحية، أو عبر إرسال القوافل الإغاثية إلى سوريا ومخيمات اللجوء في دول الجوار.
وأكد الربيعة أنه بتوجيهٍ من القيادة السعودية، سيتم تدشين حزمة جديدة من المشاريع الإنسانية في قطاعات حيوية، وذلك في إطار دعم جهود التعافي المبكر وتخفيف معاناة المتضررين، لافتاً إلى أن المركز يواصل دراسة مشاريع إضافية ذات أولوية وأهمية، بما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار ودعم البنى التحتية والخدمات الأساسية في سوريا.
وأعرب الربيعة عن شكره وتقديره للرئيس أحمد الشرع ولأعضاء الحكومة السورية على التسهيلات المقدمة لفرق المركز والطواقم الطبية، مشيداً بتعاون الجهات الرسمية والمتبرعين والمتطوعين الذين يسعون لإنجاح المهام الإنسانية، ومتمنياً لسوريا وشعبها مزيداً من الأمن والتعافي.
أجهزة غسيل كلى وعمليات نوعية
وزير الصحة مصعب العلي، أوضح في تصريح لـ سانا أنّه ضمن مشاريع مركز الملك سلمان وصل إلى سوريا 454 جهاز غسيل كلية جديداً ووُضعت في الخدمة في مشافي دمشق والمشافي القريبة، كما جرى توزيع عدد منها على باقي المحافظات وفق الاحتياجات، وأشار إلى أنّ المركز دعم أيضاً عدداً من العمليات الجراحية النوعية، منها جراحة زراعة القوقعة والحلزون، وجراحة المفاصل القلبية.

من جانبه، بيّن محافظ ريف دمشق عامر الشيخ أنّ ريف دمشق من أكثر المحافظات المتضررة بفعل القصف والتدمير جراء سياسات النظام البائد، موضحاً أن المحافظة اليوم حظيت بمشاريع متعددة، تضمنت إنشاء مركز صحي في منطقة قدسيا سيخدم عدداً كبيراً من الأهالي، إضافة إلى مشروع تأهيل آبار مياه الشرب في منطقة دوما، ومشروع تأهيل آبار العقدة الثامنة المؤلفة من 12 بئراً، والتي ستؤمّن المياه لنحو 300 ألف مواطن في منطقة داريا.
مشاريع دعم وإعادة تأهيل
شملت المشاريع التي تم توقيعها خلال الحفل؛ تأهيل شبكات الصرف الصحي في منطقة القابون بدمشق، وتأهيل آبار في ريف دمشق، ومشروع صرف الكفالات النقدية للأيتام عبر مشروع بسمة أمل لرعاية الأيتام في ريف دمشق وحمص وإدلب، ومشروع دعم سلسلة إنتاج القمح في ريف حلب الشرقي، ومشروع سبع سنابل في شمال سوريا لدعم 750 أسرة في محافظتي إدلب وحلب، ومشروع التأهيل وإزالة الأنقاض في محافظتي دمشق وريف دمشق، ومشروع التأهيل ورفع القدرات وإعادة تأهيل المقر الخاص لوزارة الطوارئ وإدارة الكوارث، ومشروع تأهيل وترميم 34 مدرسة في محافظات حلب وإدلب وحمص.
أما بالنسبة للمشاريع التي سيتم تأهيلها فتتضمن مشاريع طبية، تشمل تجهيز 17 مستشفى مركزياً في اللاذقية وحلب وإدلب، وتأمين أجهزة الغسيل الكلوي، و61 مشروعاً تطوعياً لـ 45 تخصصاً، ومشروع تشييد وتجهيز مركز صحي للرعاية الصحية بدمشق، فيما تشمل مشاريع إعادة التأهيل مشروعاً لإعادة تأهيل المخابز المتضررة في سوريا، وتأمين المأوى وإعادة تأهيل المنازل، ومشاريع رعاية الأيتام، ومشروع تسيير جسر بري بالمساعدات النوعية.
وكان مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية اختتم مشروعه الطبي التطوعي لتركيب الأطراف الصناعية، وإعادة التأهيل في سوريا في الـ22 من آب الجاري.






اخبار سورية الوطن 2_سانا