آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » من أشهر الشعراء الروس اليوم؟

من أشهر الشعراء الروس اليوم؟

ليسوا كبوشكين وليرمنتوف وأخماتوفا. من هم شعراء روسيا اليوم؟ وأين نجد أعمالهم؟

 

روسيا

عماد الدين رائف

عماد الدين رائف

اليوم 15:31

 

إذا كانت مجموعات قصائد ألكسندر بوشكين وميخائيل ليرمنتوف وآنّا أخماتوفا موجودة على أرفُف مكتبات جميع القراء الروس، فلماذا تخلو هذه الأرفف من مجموعات الشعراء المعاصرين، فيما خلا استثناءات نادرة؟ لماذا غدا اقتناء المجموعات الشعرية في روسيا مرتبطاً بما هو “قديم”، على الرغم من أن كل مرحلة لا تخلو من الشعراء الذين يكثّفون المعاني في قصائد تحكي لغة العصر، وتتناول موضوعات متعددة. من شعراء اليوم، وأين نجد أعمالهم؟

 

إلى الانترنت دُر

دميتري فودينيكوف

دميتري فودينيكوف

نعيش في عصر هيمنة التقنيات الرقمية، ودُور النشر هي عبارة عن شركات تبغي الربح، وليس الربح فحسب، بل المضمون والسريع، حتى أن البعض يصرّح علانية في المواقع الإلكترونية بعدم قبول المجموعات الشعرية، وقد يجد القارئ عبارة “حتى لو كنت تنظم الشعر مثل بوشكين، فلا ننشره”.

 

بصورة عامة، بات من المتعذر نشر ديوان شعري وَرَقي، لأنها عملية تتطلب دفع مبالغ مالية أولاً، وغالباً ما يحتاج الشاعر إلى البحث بصورة مستقلة عن أماكن للتوزيع. كما أن عملية النشر على حساب الشاعر، في حد ذاتها، معقدة وبعدد نُسَخ قليل جداً. وبالتالي، يلجأ المبدعون، وبينهم الشعراء المبتدئون، إلى وسائل التواصل الاجتماعي لنشر إنتاجهم في انتظار “اللايكات” والشهرة.

 

كما أن معظم الشعراء الحاليين يسكبون إنتاجهم في مواقعهم. بات العثور على أعمالهم أسهل لأن الجميع يستخدم الانترنت، والبحث دائماً في متناول اليد. لكن، أليس على الباحث أن يعرف أسماءهم؟ بالإضافة إلى أن الشبكات الاجتماعية تفيض بمعلومات ذات جودة متباينة بين الغث الكثير والسمين القليل، وإيجاد قصائد جيدة مسألة صعبة للغاية. لكن، يسهل على القارئ الاتصال بالمؤلف إذا رغب، أو على الأقل أن يضيف تعليقاً على القصيدة المنشورة.

 

بالنسبة إلى الشعراء الحاليين، نادراً ما يكون الشعر مهنة، فالنشر في الإنترنت لا يُكسب المال، بل التعليقات في أحسن الأحوال. كما أن النسبة الأكبر من المتلقين يفضّلون الصور ومقاطع الفيديو على الكلمات، فهي مواد سهلة الفهم ولا تحتاج إلى تفكير. لكن الشعر المنظوم المقفى يبقى مطلوباً في روسيا اليوم، وخصوصاً القصائد المتعلقة بالمناسبات والأعياد والأفراح والأحزان. تبثه الإذاعات، وتُدرجه المواقع الإلكترونية، ويحفظه الناس ويتداولونه في السهرات العائلية وفي صفحات التواصل الاجتماعي. ولكل مناسبة أشعارها. وهذه الأشعار تتزايد، عاماً بعد عام، كما أن للمناسبات الخاصة قصائد ينظمها شعراء غبّ الطلب، لديهم مواقع إلكترونية وأسعار تتغير وفق حجم القصيدة المطلوبة والوقت الممنوح للشاعر لإنتاجها. أمّا القصيدة النثرية فلديها محازبوها، وتبقى، في نظر الجمهور، نثراً يندرج تحت باب الخواطر، وإن دافع عنها أصحابها بشدة. والمتعارف عليه أن أصحاب هذه القصيدة لو كان في استطاعتهم النظم لَما لجأُوا إلى النثر.

 

للشعر عشاقه الذين يبحثون باستمرار عن شيء للقراءة، ويُمضون الساعات، في أحد أشهر المواقع الإلكترونية المتخصصة في روسيا، “ستيخي.رو” (شعر). وهو موقع يهدف إلى “إتاحة الفرصة لجميع المؤلفين في نشر أعمالهم بحرية عبر الإنترنت، والعثور على القراء”، وافتُتح في 18 كانون الثاني/ يناير 2000، جنباً إلى جنب مع موقع “بروزا.رو” (نثر).

 

وينتمي الموقعان إلى “النادي الأدبي الروسي”، الذي أنشأه رئيس “اتحاد الكتاب الروس” ديمتري كرافتشوك. نجد اليوم في موقع “شعر” نحو 880 ألف “شاعر”، وأن عدد القصائد أو المواد المنشورة يزيد على 59 مليوناً. ويزور هذا الموقع نحو 200 ألف متصفح يومياً. وتجدر الإشارة إلى أن موقع “شعر” حظي باعترافات رسمية متفاوتة، إلى أن حصل، عام 2013، على دبلوم “المحافظة على تقاليد الأدب واللغة الروسيين” من الوكالة الفيدرالية للصحافة والاتصال الجماهيري.

 

يساهم القراء أنفسهم في غربلة الأسماء والمواد، وتعزز هذه المساهمة الجمعيات والنوادي الأدبية، وفروع اتحادي “كتاب روسيا” و”الكتاب الروس” في المقاطعات (لدى الفروع مطبوعاتها المحلية ودورياتها)، بالإضافة إلى المسابقات والجوائز التي تمنحها المؤسسات الثقافية الرسمية والخاصة. ويصدر عن موقع “شعر” كتاب سنوي بعنوان “أنطولوجيا الشعر الروسي”. ومن الجوائز الأدبية: “شاعر السنة”، ومسابقة “روسيا المقدسة”، وجائزة “الإرث”، وجائزة “روسياي”، و”شريط غريغوري”، وغيرها.

 

 

تتقاطع غربلة الأسماء والمواد، من مصادر متعددة، عند عدد من الأسماء يمكننا أن نقسم أصحابها إلى مجموعتين:

 

المجموعة الأولى تتكون من الشعراء الذين أثبتوا أنفسهم في الساحة الأدبية في روسيا الحديثة، ومنهم: الكاتبة والمترجمة أولغا سيداكوفا، وهي من ممثلي الشعر غير الخاضع للرقابة. لم تنشر أعمالها في العهد السوفياتي، وفي جعبتها اليوم أكثر من 30 كتاباً في الشعر والنثر.

 

وتبرز كذلك إيلينا فانايلوفا، التي تتمتع أشعارها بكثير من القوة الداخلية، والشاعر والصحافي ديمتري بيكوف، الذي تنتشر عباراته اللاذعة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وتؤثر في أوساط متعددة، والشاعرة ليدا يوسوبوفا المتميزة بالشعر الوثائقي، بحيث تحول الحياة اليومية إلى أدب يكشف ظلم النظام القضائي وقسوة الأشخاص الذين يرتكبون جرائم كل يوم.

 

وفي هذه القائمة أيضاً الكاتب والشاعر أليكسي سالنيكوف، صاحب القصائد الغنائية الرمزية، والشاعرة ماريا ستيبانوفا ذات الأسلوب الإبداعي القائم على تجارب الكلام الفني. ويضاف إليهما ديمتري فودينيكوف، الذي ينشر قصائده منذ 10 أعوام، عبر موقع “فيسبوك” بعد أن لُقب بـ”ملك الشعراء” عام 2007.

 

وهناك الشاعرة لينور غوراليك، ذات الحبكات السحرية، والتي لُقّبت بـ”أوركسترا مكونة من شخص واحد”. ومنهم كذلك الشاعرة أوكسانا فاسياكينا التي تناصر في قصائدها حقوق المرأة وضحايا العنف.

 

أما المجموعة الثانية فتتكون من الشعراء الشبان، والمرجح أن ينضموا إلى المجموعة الأولى، وأن تتحول قصائدهم إلى كلاسيكيات تدخل في منهج تعليم اللغة الروسية وآدابها، ومنهم:

 

دميتري فودينيكوف: تتناغم قصائده بصورة مدهشة مع شعراء العصر الفضي في الأدب الروسي الكلاسيكي. وهي عاطفية يشوبها الخجل والقسوة في بعض الأحيان، لكنها مليئة بالألم والصدق. تتميز أشعاره بأنها تبدو مألوفة قريبة جداً من أذهان القراء، لكنها جديدة تماماً في الوقت عينه. يجيد فودينيكوف التعبير بكلمات بسيطة عن الحب والفراق والألم والسعادة.

 

فيرا بولوزكوفا: تتأرجح قصائدها على حافة النثر، لكنها محبوكة بإتقان، إذ تأسر المتلقي بمباشرتها الصادقة مع بعض الحدة. تثير قصائدها آراء متباينة، لكن القارئ يشعر بأنه معني بمضامينها، بحيث تدعوه إلى إعادة التفكير في حياة الفرد، فتجبره على الجدل والتفكير.

 

آليا كودرياشوفا: تثير قصائدها الإعجاب بمباشرتها غير المقنّعة، والتي تترك أثراً مشمساً في نفس المتلقي. لديها قصائد إيقاعية مبهرة تلامس القلب لا العقل، وتملأ الروح بحنان مؤلم.

 

فيرا بافلوفا: تمتلئ قصائدها بالشهوانية والإثارة الجنسية. تبدو فاضحة صريحة للغاية وعارية بخجل، كلماتها مؤلمة تحث على التفكير. يعتقد النقاد أن قصائدها صادقة، يمكن من خلالها إعادة بناء سيرة الشاعرة ونظرتها إلى نفسها والعالم.

 

سيرغي تيموفيف: تتميز قصائد الشاعر اللاتفي، الناطق باللغة الروسية، بنظرتها الفلسفية إلى الحياة، وبالأصالة. تدخل بسهولة ذهن القارئ وتبقى في روحه. يتمتع الشاعر بموهبة نادرة، إذ يجعل القصيدة رحلة رحبة ممتعة، ويبدو أن لديه القدرة على رؤية ما هو غير عادي في الحياة اليومية، وإيجاد الألوان الزاهية في كل ما هو رمادي.

 

آخ أستاخوفا (إيرينا أستاخوفا): اشتهرت في مواقع التواصل الاجتماعي، ويتهمها النقاد بجهل قواعد الشعر المعروفة وأساليبه، وبافتقار قصائدها إلى القيم الفنية السائدة. لكن أستاخوفا تنظم عروضاً وحفلات حيّة في روسيا وخارجها. تتحدث عن الحب وتلك المشاعر المألوفة لدى الجميع. لديها آلاف المعجبين في جميع أنحاء العالم.

 

روبي كور: شاعرة مشهورة بكونها سيدة الشعر الأبيض (الفارغ). ما تقوم به على الورق هو ترتيب الكلمات بصورة متناغمة، بحيث تصل سطورها مباشرة إلى قلب القارئ الروسي، وتملأه بمشاعر جديدة. أدواتها الكلمات، تصبّها في صيغ أنيقة ولاذعة، مثل صرخة نابعة من أعماق الروح المجروحة.

 

سيرياهوم نيوز1-الميادين

x

‎قد يُعجبك أيضاً

وإنّما أولادُنا بيننا.. أكبادُنا تمشي على الأرضِ … في يوم الطفل العالمي.. شعراء تغنوا بالطفولة

  قد تجف أقلام الأدباء وتنضب أبيات الشعراء ولا ينتهي الحديث عن جمال الأطفال وذكريات الطفولة في عمر الإنسان؛ فالطفولة عالم مملوء بالحب والضحك والسعادة، ...