غانم محمد
للمرّة المليون وأكثر، نعيد ونقول إن التوجّه نحن أتمتة حياتنا اليومية أمرٌ إيجابي من حيث الشكل، ومن حيث الفكرة، بل وتأخّرنا في هذا الصدد، لكن عندما قررنا ذلك فعلناه في الوقت الخطأ، وفي الظروف الخطأ…
لنتذكّر أن الكهرباء تزورنا ساعة واحدة في أحسن الحالات كل خمس ساعات، ولنتذكّر أيضاً أن نصفنا هو ممن طحنته التكنولوجيا دون أن يستطيع تدجينها، وأن قسماً كبيراً منّا يعتمد على هواتف (أبو شحيطة) ولا تخدّمه في هذا المجال.
ولنتذكّر أيضاً، أن أي تحوّل لا يصحّ أن يكون فجائياً وكاملاً (100%)، وإنه يصحّ إذا ما كان تدريجياً واختيارياً لمن يحب مع الإبقاء على ما هو موجود لوقت كافٍ.
القسم الكبير منّا ذهب إلى مراكز تسدد بالنيابة عنه فواتيره، وبالتالي فإن ما فعلناه هو ترحيل معاناة التسديد من مكان إلى آخر، وربما بثمن أعلى من مراكز التسديد الرسمية.
نقترح أن يبقى التسديد اليدوي (النقدي) في مراكز الهاتف متاحاً لمن يرغب بذلك، مع استمرار تطوير تجربة الدفع الالكتروني، إلى أن نتحول تلقائياً…
في السياق ذاته، فإن قسماً كبيراً من العاملات في مراكز الهاتف يعملن في التسديد، فماذا سيفعلن بعد التحول الكلي للدفع الالكتروني، وهل سيخرجن لإصلاح الشبكات مثلاً؟
نعتقد أن القرار بحاجة للمراجعة، ولدراسة آثار أول جولة من تطبيقه، في ظل عدم امتلاك الجميع لقدرة الدفع الكترونياً، وعدم جاهزية البنية التحتية لهذا الأمر.
(خاص لموقع سيرياهوم نيوز)