آخر الأخبار
الرئيسية » قضايا و تحقيقات » من دس السم لـ”أبو الرعد”؟.. وهل سيناريو اغتيال “أبو عمار” يتكرر؟.. وكيف تم إخراجه من جنين؟.. غموض وجدل حول المطارد”أبو الرعد” وعائلته تُفجر المفاجئة.. فرضية الاغتيال بالسم تعود والمتهم الأول إسرائيل وتساؤلات حول دور السلطة

من دس السم لـ”أبو الرعد”؟.. وهل سيناريو اغتيال “أبو عمار” يتكرر؟.. وكيف تم إخراجه من جنين؟.. غموض وجدل حول المطارد”أبو الرعد” وعائلته تُفجر المفاجئة.. فرضية الاغتيال بالسم تعود والمتهم الأول إسرائيل وتساؤلات حول دور السلطة

منذ أن أعلنت عائلته وصوله للمستشفى في حالة حرجة، والتدهور السريع الذي طرأ على وضعه الصحي وتأزمه يومًا بعد يوم خاصة بعد رفض جسده الهزيل التفاعل مع العلاج المقدم له من قبل الأطباء، وحالة من الجدل والغموض تدور داخل الأوساط الفلسطينية، حول الاسم الذي بات الأبرز خلال الساعات الماضية وهو العقيد الفلسطيني المتقاعد  والمطارد لإسرائيل فتحي أبو خازم (أبو رعد).

“أبو رعد” يرقد الآن في إحدى مستشفيات الضفة الغربية المحتلة، ويحاول الأطباء جاهدين التعامل مع وضعه الصحي الخطير، لكن حتى اللحظة لا جدوى من ذلك، فوضعه يزداد تأزمنًا حتى وصلت لحد المناشدات العاجلة للسلطة الفلسطينية للتحرك وإرساله لتلقي العلاج داخل الأردن.

المفاجأة المدوية كانت حين أعلنت عائلة “أبو رعد” قبل أيام، أنها لا تستبعد فرضية محاولة اغتياله عبر دسم السم له، في تكرار لسيناريو اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات “أبو عمار” عن طريق تسميه، الأمر الذي فتح باب الجدل واسعًا حول ضلوع إسرائيل في هذه الجريمة ومن الذي سهل وصول السم لأ بو رعد.

العائلة التي نقلت “أبو رعد” إلى المستشفى الاستشاري برام الله ، قالت إن الفحوصات الطبية أثبتت إصابة “أبو الرعد” بتسمم في الدم، وحالته تزداد سوءًا، وفي منشور له عبر صفحته على فيسبوك، قال شقيقه أمين خازم،  إن أبو رعد في حالة صحية حرجة، وإنه موجود بأحد المراكز الطبية بمدينة رام الله، مضيفا “الطب عجز عن علاجه”.

  • هل اغتالته إسرائيل؟

وتابع أمين “العائلة تسعى إلى نقل أبو رعد، عبر التنسيق مع جهات مختلفة، إلى أحد المستشفيات بالأردن لعلاجه هناك”، محملاً في الوقت ذاته الاحتلال المسؤولية الكاملة عن “تسميمه الذي بات مؤكدا طبيا وبالنسبة لهم كعائلة” وقال “أصابع الاتهام موجهة للاحتلال”.

وأكد أمين -في تصريح صحفي له- أن تدهورا قويا طرأ على وضع أبو رعد الصحي مما استدعى إعادته لغرفة العناية المكثفة بالمستشفى الاستشاري العربي بمدينة رام الله بعد يوم من مغادرته المستشفى، حيث بات يعاني من انتفاخات وتورمات بمختلف أنحاء جسده وتسمم بالدم.

يذكر أن فتحي خازم نقل لمدينة رام الله للعلاج بعد أن كان مطاردًا لقوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث رفض تسليم نفسه بعد استشهاد ابنه رعد الذي نفذ عملية في تل أبيب والتي أدت لمقتل ثلاثة إسرائيليين.

ويتهم الاحتلال، خازم، بالتحريض لصالح المقاومة في مخيم جنين، وقد ظهر في عدة مقاطع فيديو يدعو للوحدة والنضال ضد الاحتلال الإسرائيلي.

ومنذ استشهاد نجليه رعد في نيسان وعبد الرحمن في أيلول 2022، تحول أبو رعد لرمز للمقاومة الفلسطينية بمدينة جنين والضفة الغربية، لا سيما بعد رفضه تسليم نفسه للاحتلال حتى يتسلم جثمان نجله رعد ويواريه الثرى بيديه.

وتفاعل الفلسطينيون مع إعلان العائلة بشأن أبو الرعد، إذ نشر بعضهم الأدعية وعبارات الدعم، وآخرون اتهموا الاحتلال والسلطة بالوقوف خلف تسميمه، مستذكرين جريمة اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات.

الصحفي علاء الريماوي نشر فيديو عبر حسابه بموقع فيسبوك، قال فيه إنه لا يستبعد وقوف الاحتلال خلف تسميم فتحي خازم عبر نقل فيروس له؛ كون أبو الرعد مثل حالة رمزية للمقاومة في الضفة الغربية وأعطى اعتبارا حقيقيا لمسألة القدرة على جمع الناس من حوله.

وأوضح الريماوي أن الاحتلال يعتمد في السنوات الأخيرة شكل من أشكال التسميم أو نقل الفيروسات الخاصة، مثل ما حدث مع المناضل عمر البرغوثي “أبو عاصف” الذي كان يشكل حالة رمزية بأسرته وذاته وحضوره وشخصه، وأيضا القيادي وصفي قبها.

وأضاف: “هذا يعطي انطباعا أن الاحتلال خلق معادلة التصفية الصامتة للشخصيات المؤثرة في الأراضي الفلسطينية، من خلال المرض(..) هذا يعيد للاعتبار ما جرى مع خالد مشعل في الأردن، ويعيدنا للتساؤل حول ما حدث مع الشهيد ياسر عرفات”.

بدوره قال الكاتب إبراهيم المدهون: “يتعرض والد الشهيدين أبو الرعد خازم لمحاولة اغتيال بالسم من قبل المخابرات الإسرائيلية، فهذه طريقتهم، لحظة عجزهم وخوفهم، فقد قتلوا عشرات القادة والمؤثرين بهذا الأسلوب”، مبينا أن محاولة اغتياله تهدف لإخماد الانتفاضة وقتل روح الثورة الذي يشعلها ويقودها أبو الرعد بعدما أصبح الموجه والعنوان.

  • غموض وتساءلات

واستطرد المدهون قائلا: “حينما رأيت الحاج أبو الرعد خازم في مهرجان فتح أدركت انه استهدف، وان هيأته ليست طبيعية، وأن أشهرا قليلة لا تفعل بالإنسان كل ذلك التغيير، إنه السم، القتل البطيء، الاغتيال الهادئ”.

وفي السياق، قال الناشط علاء شعث إن اسرائيل تطارد ابو الرعد خازم من شهور، ونفذت عمليات خاصة لأجله، وتتهمه علنًا بقيادة المقاومة في جنين، لافتا إلى أن “أساليبها في الاغتيال لا يقتصر على الرصاصة، فهي التي تشتهر في سلاح البيولوجيا من خالد مشعل وياسر عرفات ووديع حداد”.

وأضاف أن بصمات إسرائيل مدسوسة في تهديد حياة مطارد لها (فتحي خازم) تسعى في قتله.

يذكر أن “أبو الرعد” بات أيقونةً ونموذجًا وملهمًا يعتز به كل فلسطيني، إذ تجد آلاف الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تنشر صورته وتشيد به، فهو والد الشهيدين، وصاحب منزلين مدمرين، إضافة إلى أنه أصبح مطاردًا، بل يعده الاحتلال المطلوب الأول في جنين والأخطر، فيما وصفته وسائل إعلام عبرية بأنه الشخصية الأكثر تأثيرًا في الضفة الغربية.

لكن ما حدث مؤخرا معه يفتح باب الشكوك والتساؤلات حول مصيره، فقد أصيب قبل عدة أسابيع بوعكة صحية مفاجئة استدعت نقله الى أحد المستشفيات، وتولت شخصيات أمنية رفيعة من السلطة نقله إلى مركز طبي، وفق ما أورده موقع (الشاهد).

خازم الذي كان يواجه صعوبات في التنقّل حتى داخل جنين ومخيّمها، نُقل إلى مستشفى إتش كلينيك في رام الله، حيث وُصفت حالته بـ”الصعبة” وهو ما أثار تساؤلات حول ما إنْ كان وضْعه طبيعياً، أم أن حالته استُغلَّت لإبعاده عن المخيم كوسيلة من وسائل محاربة المقاومة هناك، بعدما عجزت عن إقناعه بتسليم نفسه للاحتلال.

ومنذ أن ألمّ المرض بجسد أبي الرعد، إذ أصيب بارتفاع مفاجئ في السكّر، والتهاب رئوي حادّ، ما استدعى نقله إلى المستشفى، حيث تولى اللواء نضال أبو دخان قائد الامن الوطني نَقل خازم بسيّارته إلى المستشفى المملوكة لحسين الشيخ.

هذا الأمر دفع محبي المناضل خازم لطرح تساؤلات، أبرزها ما يلي، هل ما حصل له طبيعي أم أنه نتيجة أمرٍ ما تعرَّض له الرجل؟ وكيف لمطارَد في مِثل حالته يَصعب حتى تنقّله داخل مدينة جنين، أن يُنقل إلى رام الله التي يحتاج الوصول إليها ساعتين بالسيارة، والمرور على حواجز الاحتلال والمستوطَنات، من دون أن يستدعي ذلك تدخّلاً وتنسيقاً من أعلى المستويات ورؤساء الأجهزة الأمنية وصولاً إلى رئيس السلطة نفسه؟.

ونقلت صحيفة الاخبار اللبنانية، في وقت سابق عن أحد أفراد عائلة خازم اشارته إلى أنه منذ فترة طويلة تحاول السلطة إقناع خازم بتسليم نفسه، بهدف إنهاء حالة المقاومة في المخيم والقضاء عليها.

وأشار الى أن الرجل تعرّض لوعكة صحّية شديدة وانهيار جسدي، وأن أشخاصاً حوله كانوا يرعونه أصرّوا على إخراجه من المخيّم للعلاج، من دون أن يستبعد أن تكون السلطة قد استغلّت الموقف لتنفيذ خطّتها.

ويبقى السؤال هنا… هل تم اغتيال “أبو رعد” عن طريق دس السم له؟.. ومن ساعد على تنفيذ ذلك؟

سيرياهوم نيوز 4-راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

سوريا والعالم.. بين الانفجار والهدنة

قد تكون الأسابيع القادمة هي الأكثر خطورة والأكثر أملاً أيضاً في تاريخ سوريا المعاصر منذ أن بدأت بالوجود بعد الحرب العالمية الثانية، فهناك مؤشرات عديدة ...