دعا المبعوث الأميركي الى دمشق توماس باراك الخميس الى حوار بين سوريا واسرائيل، البلدين اللذين يعدان في حالة حرب، على أن يبدأ ذلك بـ”اتفاق عدم اعتداء بين الطرفين”.
وفي تصريح بثته قناة العربية السعودية، أعرب باراك من دمشق عن اعتقاده بان “مشكلة اسرائيل وسوريا قابلة للحل وتبدأ بالحوار”، مقترحا البدء بـ”اتفاق عدم اعتداء” بين الطرفين.
ورفع مبعوث الولايات المتحدة إلى دمشق توماس باراك، الخميس، علم بلاده على مسكن السفير الأمريكي في دمشق، بحضور وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني.
وقالت وزارة الخارجية السورية على حسابها بمنصة “إكس”: “بحضور وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني، مراسم رفع علم الولايات المتحدة الأمريكية في دار السكن بالعاصمة دمشق من قبل المبعوث الخاص الأمريكي توماس باراك”.
وأرفقت الوزارة المنشور بعدد من الصور تظهر رفع باراك، العلم الأمريكي بحضور الشيباني.
والسبت الماضي، وعلى هامش زيارته إلى تركيا، التقى الرئيس السوري أحمد الشرع، مع باراك، الذي يشغل أيضا منصب سفير الولايات المتحدة لدى أنقرة.
وفي 23 مايو/ أيار الجاري، أعلن باراك، توليه مهمة مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى سوريا، إلى جانب منصبه الحالي، معربا عن فخره بتولي هذه المهمة.
وسبق أن أكد المبعوث الأمريكي أن بلاده تقف مع تركيا ودول الخليج وأوروبا، إلى جانب الشعب السوري “ليس بالجنود أو الخطابات أو الحدود الوهمية، بل جنباً إلى جنب مع الشعب السوري نفسه” وفق منشور سابق على “إكس”.
وتابع: “مع سقوط نظام الأسد، فتحنا باب السلام، وبرفع العقوبات (الأمريكية)، نسمح للشعب السوري بفتح هذا الباب واكتشاف طريق نحو الرخاء والأمن المتجددين”.
وفي وقت لاحق، أفادت الرئاسة السورية، على حسابها بمنصة “إكس”، أن الرئيس أحمد الشرع، استقبل باراك، في قصر الشعب بدمشق، دون أن تذكر مزيدا من التفاصيل.
فيما بينت الخارجية السورية، في منشور آخر عبر حسابها بمنصة “إكس”، أن وزيرها أسعد الشيباني، ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة، ورئيس جهاز الاستخبارات العامة حسين سلامة، حضروا مع الرئيس الشرع لدى استقباله باراك.
وكان روبرت فورد آخر دبلوماسي شغل منصب السفير الأميركي في دمشق، حين اندلع النزاع السوري منتصف آذار/مارس 2011. وبعد فرض بلاده أولى العقوبات على مسؤولين سوريين، أعلنته دمشق من بين الاشخاص “غير المرحب بهم”، ليغادر سوريا في تشرين الأول/أكتوبر من العام ذاته.
وأوردت وكالة سانا الخميس أن وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني وباراك “افتتحا دار سكن” السفير الأميركي في دمشق.
وشاهد مصورو فرانس برس العلم الأميركي مرفوعا داخل حرم منزل السفير الأميركي، الواقع على بعد مئات الأمتار من السفارة الاميركية في منطقة أبو رمانة، وسط اجراءات أمنية مشددة.
وجاء ذلك بعد ساعات من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسميا تعيين باراك الذي يشغل منصب السفير الأميركي لدى أنقرة، موفدا الى سوريا.
وقال ترامب وفق منشور لوزارة الخارجية، على منصة أكس “يدرك توم أن ثمة إمكانات كبيرة للعمل مع سوريا على وقف التطرف، وتحسين العلاقات، وتحقيق السلام في الشرق الأوسط”.
وأضاف “معا، سنجعل الولايات المتحدة والعالم آمنين من جديد”.
وجاء تعيين الموفد الأميركي بعيد لقاء ترامب الرئيس الانتقالي أحمد الشرع في 14 أيار/ مايو في الرياض، حيث أعلن رفع العقوبات التي فرضت على دمشق خلال حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وسبق للشرع والشيباني أن التقيا باراك في نهاية الاسبوع في مدينة اسطنبول على هامش زيارة رسمية الى تركيا. وقال بيان عن الرئاسة السورية الأحد إن الاجتماع جاء “في إطار جهود الحكومة السورية الجديدة لإعادة بناء العلاقات الاستراتيجية” مع واشنطن.
وإثر اندلاع النزاع عام 2011، تدهورت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، خصوصا بعد فرض واشنطن عقوبات على مسؤولين سوريين بينهم الأسد.
ومطلع تموز/يوليو 2011، تحدى فورد، السفير الأميركي حينها، السلطات بزيارته مدينة حماة (وسط) التي كان الجيش قد حاصرها إثر تظاهرة ضخمة. وأمطره المتظاهرون بالورود الحمراء، ما أثار غضب دمشق التي اتهمت واشنطن بالتدخل في التحرك ضد السلطات ومحاولة تصعيد التوتر.
وسرعان ما عدّت الخارجية السورية فورد من بين عدد من السفراء الأجانب “غير المرحب” بهم، قبل أن يغادر سوريا “لأسباب أمنية” مطلع تشرين الأول/أكتوبر 2011.
ومنذ إطاحة الأسد في الثامن من كانون الاول/ديسمبر، تحسّنت العلاقات تدريجا بين البلدين.
وكان وفد دبلوماسي أميركي برئاسة مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف زار دمشق، حيث التقى الشرع بعد أقل من اسبوعين على وصول قواته الى العاصمة السورية.
وتتطلع الإدارة السورية الجديدة إلى دعم دولي وإقليمي لمساعدتها في معالجة تداعيات 24 سنة من حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد (2000-2024).
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، أكملت فصائل سورية سيطرتها على البلاد، منهية 61 سنة من حكم حزب البعث الدموي، بينها 53 سنة من سيطرة أسرة الأسد.
وأعلنت الإدارة السورية الجديدة في 29 يناير/ كانون الثاني 2025، أحمد الشرع رئيسا للبلاد خلال فترة انتقالية تستمر 5 سنوات.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _راي اليوم