سمير حماد
حركات التغيير على مدى التاريخ هي ابنة المثقف والمبدع , المثقّف الذي أفنى قلمه وبذل ماء الكلام وعرقه, وهو يحثّ على الحرية والديموقراطية , وباحثاً عن الحداثة والتجديد ….هذا المثقف الرافض للظلم والاستبداد والسرقة والاحتيال والسّفالة والتّبعيّة , المثقف الحقيقي العضوي الديموقراطي , هو الذي يصرخ بأعلى صوته , أنا مع التغيير , مع الجماهير , التي ستكنّس التاريخ من الأوساخ التي تراكمت عليه منذ مئات السنين ….ليس سهلا على المثقف , عندما يمارس دوره كمحرّض ومشاكس , ومتابع وكاشف ومستكشف ومتطلّع للحريّة , والديموقراطية والحداثة والتقدّم , أن يقف مع النقيض , أعني السّلفيّة والتكفير والأصولية , والجرائم والانتهازية والنفاق , والفساد والحرق والتدمير , المثقف لا يقبل بأي تغيير لأجل التغيير , بل التغييرالذي ينشده , هو ذاك الذي يخدم أهدافه , لا يدمّرها , وينهض بالمجتمع , ولا يعيق نموّه , ويرفع شأن الجماهير دون أن يذلّها , يقول كلمة الحقّ لايخشى فيها لومة لائم ….حاملا صليبه دائماً , لايهمّه إن كان من حشب أوحديد …مؤمنا بمقولة السيد المسيح…. من صنع النبيذ ليس من يشربه ….
(اخبار سوريا الوطن-2)