آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » من ضفاف النيل ناصر رمضان عبد الحميد  يشدو لدمشق

من ضفاف النيل ناصر رمضان عبد الحميد  يشدو لدمشق

 

بقلم سعدالله بركات

كلّما زرت القاهرة، منذ زيارتي الأولى مطالع 1990،على أوّل طائرة سورية تحطّ في مينائها الجوي بعد انقطاع لعقد ونيّف،  كنت استحضر، أهازيج اليفاع “الوحدة ما يغلبها غلاّب”، و” مهما صار على الأوطان الترعة* لازم نحميها ” بما يغبطني  من شعور أنّي في” الإقليم الثاني”  سيما وأني لمست وعاينت مشاعر الودّ الخاصة لسورية ..

مضى على آخر زياراتي للقاهرة 23 عاما ، وها أنا أعود لفضائها على جناح الحرف وأزهاره ، مذ تكرّم الأديب  والشاعر ناصر رمضان عبد الحميد  ، بمبادرته المشكورة،  ومن دون سابق معرفة ، بدعوتي للكتابة في مجلّة “أزهار الحرف ” الإلكترونية التي يرأس تحريرها في مصر، عاودني ذاك الشعور الخاص ، وانتابني فرح غامر بأني أطلّ على” الإقليم الجنوبي ” ،، أمّ الدنيا ،، الواسعة بمداها وناسها  والقراء ..قبل أن أكتشف أنه يغنيّ ل ،، عيني دمشق،، الشام :

((لعيني دمشق حنيني القديم         بعمر الدهور بصدري يقيم
حنين ينادي فيسري الوفاء.            بدقات قلبي كمسرى النسيم
فهل لي سوى أن ألبي النداء.          وأسرع خطوي لأخت النجوم
دمشق الجمال دمشق الجلال.          أخو الشعر يصبوا لها ويهيم
وفي الشعر شجوي وسلوى فؤادي.   إذا ما أظلت خيالي هموم
لعيني دمشق أغني نشيدي.             حنينا لها كأم رؤوم))

كيف لا والشام هي،، الإقليم الشمالي،، من دولة الوحدة الموؤودة بجريمة الإنفصال الموصوفة :

((دمشق هي السؤدد المرتجى.          هي الحب والمنتدى والنعيم
فإن كنت في مصر يوما ولدت.         فلي في دمشق جوار كريم
رضعت من النيل حب العروبة.       فهي غرامي وحلمي القديم
بمصر حضارة ماض عريق.         وفي الشام أهلي وخير عميم
وفي الشام تاريخ مجد الفتوح.         من الشرق للغرب تحيا تدوم
ولا بد أن ألتقي ودمشق.               لأدرك في الملتقى ما أروم
ففي الشام قوم كرام الأصول.        صلاب الصمود كبار الحلوم
يهبون عند الشدائد نارالصون العرين وسحق الخصوم))
عشق الشام وألقها ، متعشّق ، معشوشب نضر ، في حنايا قلب شاعرنا ووجدانه :
((وفي سوريا معطيات جمال.         تذكّرنا دائما بالنجوم
بها الحسن في الغيد فوق الحدود.     وفوق الطبيعة فوق اللزوم
جمال الوجوه وسحر العيون.         وقد الغصون وصوت رخيم
وسحر الطبيعة عند الصباح.         ووقت الأصيل بتلك الكروم
ففي الغوطتين اخضرار وماء.       وظلّ وريف و عطر شميم
وفوق الغصون غريد البلابل.        يشجي الخلي ويغري الحليم
سآتيك يا جلّق العنفوان.              أمتّع طرفي وأنسى الهموم
وأتلو على سمعك الأغنيات.         وأهديك عقد القريض النظيم))

الشجن الوطني والقومي ، متأصل وعريق في وجدان الشاعر،، ناصر ،،  ويراعه ، فهو” ناصري” الهوى عروبي الهويّة :

((والغرب من يرعى
الدواعش كالفهود
…….
لبنان عانى منهم
والشام ما زالت
تناضل وحدها
الحرب الكؤود
صنعاء تبكي من معاناة
اليتامى والجدود))

في رصيد شاعرنا ، أكثر من 55  إصدارا، ما بين الشعر والنثر والنقد، كما صدرت له المجموعة الكاملة (شعر) في 5 أجزاء وتضم 17 ديوانا ، وهو عضو فاعل ونشط  في عديد الملتقيات الأدبية على الساحتين العربية والعالمية ..

==========

*الترعة : قناة السويس ، والأهزوجة لمدرّس الانكليزية  ” جورج ” آل” الصيدناوي ” طالما ردّدناها معه في احتفالاتنا المدرسية في ساحة البلدة صدد – حمص
(خاص لموقع سيرياهوم نيوز2)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

فيروز سرحال ضلّت طريقها إلى مارون بغدادي!

شفيق طبارة   البندقية | بعد ظهر حار في جزيرة ليدو في البندقية، في صالة كورينتو، إحدى الصالات التي تعرض أفلام «مهرجان البندقية السينمائي»، خيّمت ...