*سعاد سليمان
بعد انقطاع .. عاد الموز يتربع على عرشه في عربات بيع الفاكهة وسط السوق , وفي مركز المدينة .
أدهشني المشهد , وأدهشني أكثر سعر الكيلو منه !!
هناك أيضا .. عربات لبيع الفستق الحلبي , و .. حتى عسل الزلوع ..
لكن لا وجود لليتر واحد من الزيت النباتي في أي محل ..
كل الزيوت إن وجدت مخبأة تحت الطاولات , والأسعار كيفما يشاء بائعها ..
يمكنك كمواطن سوري أن تعيش بلا فستق حلبي , وبلا موز , أو عسل ..
لكن .. الزيت .. والخبز .. والغاز .. !!
ولأن الحاجة أم الاختراع :
الغاز المنزلي .. تم استبداله لدى العديد من الأسر .. والاختراع هنا .. في العودة إلى الطبيعة ..وتاريخنا القديم .
أعرف أكثر من أسرة تعيش وسط المدينة , وبيوتها بين البيوت المتزاحمة , تطبخ , وتغلي قهوتها على نار الحطب منذ أكثر من شهرين بانتظار رسالة الغفران – عفواً رسالة الفرج , أو الفرح – وقد تحولت هذه الأسر بأطفالها إلى جامعي حطب !!
أما الرجل الذي يحب التراث , ومن حسن حظه أنه احتفظ ببابور الكاز النحاسي من جدته , أو والديه , وكان يزيّن به زاوية في بيته .. أعاد إحياءه , لكنه لم يجد زيت الكاز , وكان الحل في مادة النفط يشتريها من بائع الدهان , أو في دمج مواد كان الحديث عنها كمعادلة في الكيمياء التي أمقت !!
على الكورنيش البحري .. وبينما كان الاحتفال بعيد السياحة يلامس السماء الزرقاء انطلاقا من البحر الأزرق ..
كان على الجانب المقابل أطفال يبحثون في القمامة المنتشرة في كل مكان , عن أشياء يمكن بيعها – لإعادة التدوير – كزجاجة لم تكسر بعد , أو عبوة من معدن , أو بلاستيك , وحتى قطعة خبز ..
هناك أيضا في موقع الاحتفال ..
أدراج مكسرة .. ومشالح لم تكتمل بعد , دون أبواب ولا سقوف , وجدت منذ سنوات , وقد تحوّلت إلى مراحيض مفتوحة للعموم ..
تنتشر روائحها تحملها الريح , وتمضي .. ولا تمضي !!
في عيد السياحة .. الكل ينظر إلى البحر , والسماء المزينة بمناطيد , وعجائب .. ويتحدثون عن أسعار عجيبة لمن يرغب في استخدامها ..
لا تخافوا .. من كان هناك من مسؤولين يحتفلون بالعيد لم يشاهدوا الخراب , ولم تخرّب المشاهد عيدهم !!
(سيرياهوم نيوز4-10-2021)