آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » من عصر الانحطاط الأول                       إلى        عصر الانحطاط الراهن والاخطر

من عصر الانحطاط الأول                       إلى        عصر الانحطاط الراهن والاخطر

 

 

بقلم:مالك صقور

 

 

ليس وحدهم أساتذة التاريخ، وأساتذة الأدب والطلاب يعرفون متى بدأ عصر الانحطاط الأول الذي. مازال مستمرا…وكيف، ولماذا؟ فإن كنا قرأنا عن عصر الانحطاط في الكتب، فإننا نعيشه الآن.. وهل عصر الانحطاط( كمصطلح) الذي درسناه في الأدب، كان انحطاطا وانحدارا في الأدب، والشعر والنثر وتفشي السجع وتغلب الصنعةوالابتذال على. الأصالة وحسب؟!! أم كان انحطاطا عاما شمل الإقتصاد والسياسة، والحياة الاجتماعية، والأخلاق.؟ ثم حلت نهضة،وانحسرالانحطاط أو خمد تحت الرماد لكنه بقي حيا……

ومع ذلك يمكن القول، وكما قلت سابقا مرارا: إن المسافة أصبحت شاسعة، والفرق هائل، المفارقات مرعبة، المفاجآت صاعقة وموجعة، بين ما كان وما هو كائن مع الخوف من القادم ومما سيكون!!!

 

بلى! يا قارئي العزيز، لا تظنن أن هذا الانحطاط على صعيد الثقافة والأدب والشعر والنثر، وإن الأمر يخص المثقفين فحسب، بل للأسف،. يشمل كل مناحي الحياة: الاقتصادية، والسياسية والاجتماعية والعسكرية… وثم من يقول إن هذا الانحطاط الذي انتصر فيه الفساد واستفحل بكل أشكاله هو انحطاط عالمي.. ولكن يبدو أن نصيبنا منهكبير، وكبير جدا.. لا سيما في سورية الوطن الأغلى..

أقول:

فمن الأحلام الوردية الثورية الزاهية في تحقيق السلام والسلم العالمي، والتعايش السلمي، والتعاون والتآخي بين الشعوب إلى حروب قذرة، هنا وهناك خاصة في مشرقنا، حروب حرقت الأخضر واليابس وولدت الأزمات بالجملة والفرق… أزمات طالت كل شيئ، انهارت القيم والأخلاق، وصار الناس ينهشون بعضهم بعضا..

 

ومن الأمنيات الحارة في الاستقلال والسيادة الوطنية.، وبناء دولة المواطنة، دولة المؤسسات، دولة التقدم والاشتراكية إلى مخطط مرعب هدفه تحطيم السيادة الوطنية، وتقسيم البلاد، ونهب ثروات الوطن: القمح والقطن الثروات الباطنية، النفط والغاز والمعادن والآثار، وتعطيل المؤسسات وإلغاء القطاع العام، وانتصار الحصحصة والخصخصة وتفشي المحسوبيات.

 

ومن الآمال القومية والأماني القوية لتحقيق الوحدة العربية وبناء وطن حر وشعب سعيد، يرفل بالصحة والسعادة، وتكافؤ الفرص، يؤمن العمل والعلم للجميع، من أجل بحبوحة في العيش الكريم، ومن أجل مستقبل لا تخاف منه الأجيال الشابة إلى احتلال غاشم جديد من نوع آخر بأدوات تجار الأزمات وتجار الحروب، وبذرائع وحجج باطلة زائفة أدت إلى تدمير ممنهج مبرمج، وتخريب منظم لكل مقدرات الشعب. ومن الدين الحنيف، دين التسامح والمحبة، دين التوحيد ومعرفة الله، والتآخي بين الأديان، ومن “كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر” من دين يحرّم قتل الإنسان لأخيه الإنسان ..إلى عصابات إرهابية همجية ألبست براقع ، وراحت تبطش باسم الدين بالإضافة إلى مندسين على الشريعة والدين لاعمل لها إلا الفتاوى التي ما انزل الله بها من سلطان زائد التحريض على القتل وسفك الدماء في العراق وليبيا واليمن وسورية..

وعندما انبثق طوفان الأقصى المبارك اختفى هؤلاء المتأسلمين الذين كانوا يحرضون على( الجهاد).. وإن كان ثمة جهاد حقيقي يرضي الله والدين والأخلاق والضمير هو الجهاد الآن في فلسطين.. وفي غزة لنصرة أعدل قضية على وجه الأرض. لقد اختفى( مشائخ الفتن، المتأسلمين ) تناسوا أولى القبلتين وثاني الحرمين ومسرى الرسول الأعظم( ص)ومعراجه، كما تناسى مسيحيو العالم مدينة الله وبيت لحم والجلجلة

كنيسة القيامة تناسوا حتى السيد المسيح عليه السلام..

من وضع الأمن والأمان، والاستقرار واحترام المواطن، يعيش بكرامة، بعيدا عن العوز والفاقة والحاجة.. إلى فتح الأبواب مسرعة للسماح لغول الغلاء المتوحش الذي أذل الناس واهانهم في البقالات، وأمام معتمد الخبز وإمام معتمد الغاز، وفي وسائط النقل الداخلي التي تسمى( سرافيس) الواطئة المنحطة التي يدخلها الناس منحني الظهور، مطأطي الرؤوس.. ويخرجون منكسري الظهور مطأطئيالهامات.. هذا، من غير ذكر المواد الغذائية الضرورية التي باتت حلما لذوي الدخل المحدود والمتقاعدين منهم والذين لا يستطيعون شراء الأدوية التي بسبب غلائها الفاحش وما هذا إلا عقوبة أو انتقام . وهكذا أصبح “المواطن” بين المطرقة والسندان… مطرقة الغلاء وسندان التجار وإهمال الحكومة..

من شعار الأرض لمن يعمل بها، ومن دعم الفلاح والمزارع وتنمية وتشجيع الفلاح ..إلى حصار الفلاح فلم يعد يستطيع إن يروي أرضه، ولا يستطيع أن يشتري السماد. ولا المحروقات وفوق ذلك يأتي السمسار ويلهف الباقي. لذا يضطر الفلاح لبيع أرضه.. والسؤال:منالشاري؟!!!!

من ثقافة التنوير والعلم والمعرفة والتربية الصحيحة السليمة واحترام المعلم والحفاظ على هيبة المدرسة وهيبة المعلم الذي سيربي النشئ الجديد، المعلم الذي سيعلم ويخرج المعلم والأستاذ والقاضي والمحامي والطبيب والمهندس والضابط .. إلى إضعاف هيبة المعلم والمدرسة، والاستهتار بمدارس الدولة وتشجيع التعليم الخاص في جميع المراحل، حيث انتصرت الطبقية المقيتة وبرز التميز الطبقي بأبشع إشكاله،وانتصر الفارق الطبقي بحدة. وهنا، حدث الخلل الكبير والمزلزلفي عملية التربية المدرسية والتعليم الجامعي.. بين طالب لا يملك ثمن الدفتر والقلم وبين طالب يدفع الملايين بالجملة، سواء في المدارس الخاصة التي تسمى معاهد أو الجامعات الخاصة التي تفرخ جميع الاختصاصات. والأنكى من هذا كله إن المدرسين هم أنفسهم الذين يدرسون في مدارس الدولة وجامعاتها وفي المدارس والجامعات الخاصة..

هذا غيض من فيض من المشهد العام، أوافقني القارئ الكريم أم لم يوافق!!!

لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة الآن، بعد كل هذه المعاناة، والذي يجب أن يفكر فيه، ويفكر في الجواب عنه كل بني آدم، وكل قارئ: من السبب؟ والسبب؟ من الملام؟ ومن المذنب؟ ومن المسؤول عن هذا التدهور في الأخلاق وهذا الخراب العام؟ وأخيرا، أيها السادة: ما العمل؟!؟!

مع أمنياتي لكم جمعيا بالصحة والسلامة.

(خاص لموقع سيرياهوم نيوز)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدقة من اموال الموازنة .. ؟!

  سلمان عيسى مثل كل موسم، تركب الحكومة رأسها وتقسم انها لن تحرك سعر شراء القمح مليما واحدا فقد اقرت بحضور معظم أعضائها سعر الشراء ...