آخر الأخبار
الرئيسية » تربية وتعليم وإعلام » من ناشطة في حقوق الطفل إلى وزير التربية

من ناشطة في حقوق الطفل إلى وزير التربية

 

نسرين جهاد حسن

في لحظة حساسة من تاريخ بلدنا، وبعد كل السنوات الصعبة التي مرت على شعبنا واجه فيها الموت والتشريد واليتم والفقر والجوع، بقي رهان الأسرة السورية في أي بقعة كانت على أولادها .. ولسان حال السواد الأعظم بالرغم من كل ما حصل يقول:
مستعدون أن نجوع ليتعلم أولادنا، نبيع كل ما نملك ليتعلم أولادنا.
كل الشعب السوري بدون استثناء، يضع التعليم في مقدمة أولوياته، وفي عز أحزان أي أب أو أم يستطيع نجاح الأبناء أن يجبر الكسر ويطيّب الجراح.
في هذه اللحظات الفارقة، وفي الأشهر الأولى بعد التحرير وسقوط نظام الأسد، ظلت الأعين جميعاً متجهة بعد الأمن والأمان إلى وزارة التربية … هل سيكمل الأبناء عامهم الدراسي كما يجب؟ هل سيتغير التعليم؟ هل سيفرض على أبنائنا ما لا يتلاءم مع طبيعة المجتمع السوري؟
هل ستسير امتحانات الشهادات على ما يرام؟ هل ستتمكن وزارة التربية من ترميم المدارس المدمرة إذا عدنا من المخيمات إلى مدننا وقرانا.
هل وهل وهل … كلها تساؤلات كثيرة طرحها الناس ومازالوا يطرحونها ولكن ماهو الواقع فعلاً؟ ماذا أنجزت الوزارة وماذا لم تنجز بنظر الناس؟
في الحقيقة أنجزت الوزارة الثبات والاستمرار في العملية التعليمية في عام كان من أصعب الأعوام التي مرت على سوريا، بقيت المدارس مفتوحة، بمعلميها وكوادرها، بقيت المديريات تعمل بكل موظفيها، حافظت الوزارة على المنهاج دون تعديل في المادة العلمية.
لم تتوقف العجلة ولكنها صارت أبطأ … وفي نظر البعض انحرفت قليلاً عن الطريق.
أبطأ لجهة أنها أنجزت جميع الاستحقاقات بشكل متأخر، تأجيل متكرر في الامتحانات، تأخير في صدور النتائج، تأخير قي صدور الاعتراضات على النتائج، تأخير في صدور معدلات القبول و أيضاً التأخير في التكليفات والتنقلات..
أين قصرت الوزارة أو انحرفت؟
انتشرت شائعات كثيرة حول عمليات تسريب في الامتحانات ومن ثم شائعات حول تلاعب في الاعتراضات ومبالغ مالية تدفع وهذه الشائعات جميعا برسم السيد الوزير والوزارة.
انتشرت مؤخراً أقاويل حول تغيير في سياسة التعليم يفضي إلى إضافة حصص لمادة الديانة ليصل عدد الحصص إلى ٤ أسبوعياً و هذه الأقاويل أيضا برسم السيد الوزير وبرسم الوزارة
قصّرت بعض الكوادر في تقييم الحالات الخاصة في امتحانات الشهادات وامتنعوا عن تحويلها إلى المركز الصحي وأهملوا كل الملفات الطبية الموثّقة حول حالة الطالب وكان معيارهم الوحيد: “اكتبلي اسمك عالورقة هون”
فإن كتب اسمه فهو لا بحتاج مركز صحي ! ما هذه الاستهانة بالعلم وبمستقبل أبناء الناس !
هذا غيض من فيض ولكن كل هذا الغيض هو مقدمة لدعوة..
أنا أدعوكم معالي الوزير لإجراء حوار علني حول واقع التعليم في سوريا ورؤية وزارة التربية و أرجو أن تضم هذه الجلسة لفيفاً من قيادات المجتمع المدني ولفيفاً من المختصين في وزارة التربية والأكاديميين، كي نتشارك معاً في تلمّس الفجوات ووضع المقترحات.
لقد كنت يوماً معلمة في مدارس سوريا قبل أن يطردني نظام البعث، وكان أكبر أحلامي هو تطوير أدواتي في الصف ونظرة الفرح في عيون تلاميذي.
ومازلت أحن إلى تلك المعلمة… و إلى رسالتها … وأستمد منها كل طاقتي للعمل والاستمرار

(موقع اخبار سوريا الوطن-2)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

ارادتها كانت أقوى بكثير من إعاقتها الجسدية: المهندسة”غفران محمد أحمد” تتخرج من كلية الهندسة التقنية بجامعة طرطوس وتستعد لحياتها المهنية

  متابعة:هيثم يحيى محمد “غفران محمد أحمد” ابنة قرية بيت الشيخ يونس في منطقة صافيتا بمحافظة طرطوس ولدت بدون ذراعين لكنها أبت الاستسلام لهذه الإعاقة ...