آخر الأخبار
الرئيسية » الأخبار المحلية » من وحي كلام سيادته لعمال معمل الغاز الرجل الرئيس.. الرئيس الرجل…

من وحي كلام سيادته لعمال معمل الغاز الرجل الرئيس.. الرئيس الرجل…

باسل علي الخطيب

لطالما خطر على بالي السؤال التالي: هل يستطيع السيد الرئيس النوم؟ يتعرض أحدنا لمشكلة ما تحرمه النوم لعدة أيام، فكيف وبلادك التي أنت رئيسها تتعرض لحرب شعواء تستهدف إزالتها من الجغرافيا ومن التاريخ؟ لا تقيسوا هذه الحرب بالنسبة للسيد الرئيس بعدد السنوات والأشهر، بل قيسوها بعدد الساعات والدقائق تفكيراً وعملاً، قيسوها بعدد الشهداء الذي يحمل آلامهم وآمالهم، قيسوها بذاك العقل الذي يعمل على مدار الساعات والأيام، قيسوها بتلك الإنحناءة الجميلة على قامته، كأني بسوريا – كل سوريا- محمولة على ذاك الجبل الأشم، قيسوها بتلك الدموع التي لم تنزل على الملأ حزناً على من استشهد، قيسوها بعدد تلك الغصَّات التي حبستها رجولة الكبار إياهم، قيسوها بعدد تلك القرارات السريعة التي كان يجب أن تتخذ وعليها يتحدد مصير بلد بكامله، تخيلوا معي للحظة الرجل عندما يخلد إلى نفسه، ترى بماذا يفكر؟ أي عقل سيحتمل ما احتمله عقل السيد الرئيس؟ أي صورٍ ستمر على شاشة تلك الذاكرة؟ فكيف إن كان من يتحمل ذاك العبء هو رجل يحمل في داخله كل تلك المروءة، كل تلك الهمة، كل ذلك الأمل، كل ذاك العذاب. منذ اللحظة الأولى التي أحرق البوعزيزي نفسه كان الهدف قصر المهاجرين في دمشق أو بالأحرى ساكن ذاك القصر: السيد الرئيس، كل فورات ماسمي بالربيع العربي في تونس ومصر وليبيا كانت مجرد بروفات للوصول إلى سوريا، لأن ساكن ذاك القصر هو الضمان الوحيد ألا تقع هذه المنطقة وإلى الأبد في أيدي الشياطين. الأيام الأولى – قد تتفاجؤون – كانت الأهم والأخطر على طول هذه الحرب، كان تصرف السيد الرئيس هو المفصل في إنقاذ الدولة، الرؤية كانت ضبابية جداً، كان كل شيء من حولنا في حالة فوضى ، أحداث وأحداث تتوالى كأنها قصف صاروخي مركز، أضف إلى ذلك وهو الأهم أن الخيارات أمام الدولة والقيادة كانت محدودة جداً. كان تصرف السيد الرئيس آنذاك هو ذاك السور الذي ارتفع فجأة ليصدَّ الهجمة ، تصرف السيد الرئيس آنذاك كسيدٍ، لم يتصرف كرئيس جهورية أو كرجل دولة فحسب، بل تصرف كقائد، تصرف من موقع القوة، من موقع الحق، تحمل المسؤولية بكل شجاعة وهو يدرك مسبقاً أن كل ضباع العالم ستنقّض عليه. كان أعداؤنا ينتظرون أن نتصرف على مبدأ ردود الأفعال، كان هذا هو الفيصل أن السيد الرئيس لم يتصرف على مبدأ ردود الأفعال، كان دائماً المبادر رغم كل الضجيج والصخب الذي حوله، كان دائماً يسبق أعداءه بخطوة، كانت طريقته في التعامل هي العقل البارد والقلب الساخن، هكذا كان على طول أيام هذه الحرب، كان يظهر دائماً في الوقت المناسب، في الوقت الذي يحتاجه الشعب أو تحتاجه الدولة تماماً، يخاطب أهله وناسه، يعطي الجميع جرعات كبرى من الثقة والأمل والشجاعة، ولكن ليس على طريقة التطمين الزائف أو الشعارات الرنانة أو العنتريات الفارغة أو العاطفية المنومة ، إنما يصارح بالحقيقة بكل شفافية موضحاً شارحاً مفسراً بكل علمية ومنطقية، بلغة جميلة سلسلة مباشرة، كنا نرى فيه الدولة في كل مرة يظهر فيها، كنا نتأكد أن تلك الدولة موجودة، أنها مازالت قوية، مازالت حاضرة. الثقة بالنفس ليس موضوعاً تختلقه أو تستطيع أن تصطنعه، الثقة بالنفس هي طريقة حياة، السيد الرئيس شخصية عامة، كل شيء تحت الضوء، الأعداء يحصون عليه أنفاسه، يحاولون أن يجدوا ولو مجرد مثلبة واحدة في نظراته، في مشيته، في ملابسه، يكاد أولئك المسؤولون في الغرب أن يجنوا، أنه كيف لقائد دولة صغيرة أن يتحدى ذاك الجبروت ذاك الطاغوت، كيف لهكذا رجل أن لاينحني، أن لاييأس، أن لايستسلم، تلك المشية الواثقة والهامة العالية هي انعكاس لإنسان كبير الثقة بنفسه، بشعبه، بجيشه. سبق وقلنا ان معنى كلمة سورية هو بلاد السادة، هذا الشعب هو شعب سيد لن يحكمه إلا رجل من طينة السادة، ليس صدفة ان يلتقي في شخص السيد الرئيس المعنيين الحسي والمعنوي لهذه الكلمة : السيد – الأسد، الرجل لم يعد بالنسبة للغالبية العظمى من الشعب السوري رئيساً فحسب، بل أضحى بكل بساطة قائداً، القائد أو الزعيم يتطلب مواصفات تتخطى مواصفات الرئيس أو مميزات المنصب، الرئيس تأتي به صناديق الاقتراع، تزيحه الصناديق، القادة لايأتي بهم احد ولا يذهب بهم أحد، تصنعهم المواقف الجلل العظيمة و القضايا الكبرى الخطيرة حيث يظهر معدن الرجال، وكلما كانت القضية أخطر وأعظم كلما زادت متانة وصلاية وبريق ذاك المعدن، القائد لايعرف التردد، كانت كل قرارات السيد الرئيس حاسمة جازمة قاطعة من دون تردد أو نبرة عالية، تكفي النظرة الواثقة وتلك الكلمات التي تخرج من الفم واثقة متسلسلة سهلة شفافة. لم تتعرض شخصية أو عائلة من افتراءات وأباطيل وإشاعات وتهديدات كما تعرض له السيد الرئيس وعائلته الكريمة، لقد مررنا أثناء هذه الحرب بالعديد من المنعطفات الخطيرة، بل أنه يمكن وصفها بالمرعبة، ولو قدر ومر بها بلد اخر لكان انهار حكماً، أو أن تلك الاختبارات قد مرت بها قيادة اخرى أو رئيس اخر لكان أصيب اقله بالإحباط واليأس. بقيت الدولة السورية، بقيت الجمهورية العربية السورية، تلك الدولة التي نراها في شخصه الكريم، ذاك الرجل يختصر في شخصه كل ماتمثله الدولة من سيادة واستقلال وعدالة، وكل ماتمثله سوريا من كرامة وعزة وشموخ وأنفة، هذا الرجل يعرف متى يبتسم ومتى يقطب حاجبيه، يتحدث ويتكلم ليس بصفته رئيساً للبلاد فحسب بل بصفته مواطناً سوريا،ً يتألم كما يتألم أي مواطن سوري، يحزن لما خسرته سوريا من خيرة أبنائها، ويفرح لما أنتجته الأزمة من رجال عاهدوا الله على الدفاع عن وطنهم، يتحدث بلغة السيادة والقرار الحر، تلك السيادة وذاك القرار الذي تدفع سوريا وشعبه ثمنه غالياً وغالياً، كلامه واضح وشفاف وبكلمات وعبارات بسيطة يرسم معالم المرحلة المقبلة لسورية، التي تنطلق أولاً من تطلعات الشعب لتصب في مصلحة الشعب الذي لن يقبل بأي حال الوصاية الأجنبية أو رهن قراره. ذاك عقل لايمكن هزيمته، لذلك كان ذاك الاصرار المجنون على تنحيه أو عدم ترشحه، ذاك العقل هو السلاح الاستراتيجي السوري الأول، ذاك رجل تخطى بكثير عصره وأهل عصره، ينطق بأفكار لايجرؤ أو لايقدر احد على قولها، والسر في ذلك ليس أنه ذو ثقافة عالية فحسب، إنما لأنه يمتلك شجاعة منقطعة النظير، أضف الى ذلك تلك البداهة التي تتجلى في الحق مرفقاً بقدرة مذهلة على التحليل والتركيب، وقدرة مدهشة على إيصال أفكاره هذه إلى الجميع، ذاك عقل يفاجئك دائماً، يفاجئك بشكل صادم عندما يقدم لك انه في خضم ذاك الحصار الفكري هناك الكثير من الأبواب، ذاك عقل جميل يشعرك أن زمن المعجزات لم يولِ، أن زمن الإلهام لم يولِ، ذاك عقل لم و لن يتحمله الامريكيون والصهاينة، ذاك عقل يفقدهم ميزة التفوق التي يتباهوا بها، يجردهم من حصانتهم، يسقط أسوارهم أو أسلحتهم الثقافية أنه لدينا نحن السوريون ذاك الرجل ذاك العقل، ذاك عقل إن قيض له أن يحكم دون حروب تشن عليه او ضغوط أو حصار لتمكن أن يبني أمة عظمى، ذاك عقل لن يصل زعماء وقادة الغرب الى ركبتيه فكيف بزعامات الأعراب، ذاك عقل يخاطب العقل بكل بساطة. منذ اللحظة الأولى التي تم بها المس بسوريا تزلزلت كل المنطقة وصولاً الى كل العالم، تغير الكثير والكثير على مستوى العالم وصولاً الى أن ذاك النظام العالمي القديم قد سقط وبدأت ملامح نظام جديد بالتبلور. إن صمود السيد الرئيس في موقعه وموقفه وصمود جيشنا هو من اسقط الأخوان في مصر وأسقط أسطورة التأسلم السياسي على مستوى المنطقة، لو أن السيد الرئيس تهاون أو ظهرت على قرارته بعض ملامح التردد لدخلت المنطقة – كل المنطقة – في العصر الإخواني لمئة عام. سوريا عمود السماء ومافعله هذا الشعب والجيش والسيد الرئيس على مدى كل سنوات هذه الحرب هو من أبقى هذا العمود صامداً، وفي هذا السياق تأتي الانتخابات الرئاسية القادمة، نحن عندما شاركنا في هذه الانتخابات، نحن لم ننتخب رئيساً فحسب، نحن انتخبنا سورية الدولة والدور والجغرافيا، انتخبنا سوريا التي نحب والتي نريد، كلٌ منا لم يحمل في عنقه صوته فحسب، بل حمل في عنقه وعلى كاهله أصوات كل من راحوا واستشهدوا، أولئك الذين انتصرت بهم سوريا وانتصر بهم السيد الرئيس، حتى يبقى ذاك القصر الرابض على قاسيون آخر قلاع الكرامة على طول هذه الصحراء، وحتى تبقى سوريا أجمل البلاد القديمة وأقدم البلاد الجميلة

(سيرياهوم نيوز6-خاص بالموقع28-10-2022)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

سورية تدين بقوة العدوان الإسرائيلي على بيروت والدعم الأمريكي والغربي لكيان الاحتلال

أدانت سورية بقوة الجرائم الإسرائيلية المستمرة في المنطقة وآخرها العدوان على الضاحية الجنوبية لبيروت، والدعم العسكري والسياسي الأمريكي والغربي لهذه الاعتداءات، مشيرة إلى أن الكيان الصهيوني ...