آخر الأخبار
الرئيسية » عربي و دولي » من يدعم إسرائيل في جرأتها غير المسبوقة على مصر؟ لماذا تشير أصابع الاتهام لأطراف خليجية تسعى لإنهاء دور “القاهرة” إلى الأبد؟ وما مغزى تصريح رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ” إسرائيل على وشك أن تضحي بالجائزة الأكبر في تاريخها”؟

من يدعم إسرائيل في جرأتها غير المسبوقة على مصر؟ لماذا تشير أصابع الاتهام لأطراف خليجية تسعى لإنهاء دور “القاهرة” إلى الأبد؟ وما مغزى تصريح رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ” إسرائيل على وشك أن تضحي بالجائزة الأكبر في تاريخها”؟

يبدو أن العلاقات المصرية- الإسرائيلية في طريقها إلى نقطة ” اللاعودة”، فها هو ضياء رشوان رئيس الهيئة المصرية العامة للاستعلامات يعلنها على الملأ: “إسرائيل على وشك أن تضحي بالجائزة الأكبر في تاريخها وهي العلاقات مع مصر”.

وأضاف خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب، مساء أمس الجمعة، أن التضحية بالعلاقات مع مصر يمثل الخطر الأكبر على إسرائيل، مشيرا إلى أن مصر عملت على الوساطة سعيا لوقف إطلاق النار، لكنها حافظت على مبادئها تجاه القضية الفلسطينية، وهو ما لم يرض إسرائيل.

ولفت” رشوان” إلى أن هناك محاولة منذ البداية لتطويع الموقف المصري إما بالتهديد بتهجير الفلسطينيين أو توجيه اتهامات لمصر بدعم حماس وصولا إلى ادعاءات بتزوير مستندات، مشيرا إلى أن كل ذلك يأتي في سياق محاولة إلهاء مصر عن دورها في الوساطة أو أمنها القومي، مؤكدا أن مصر تنتبه وتضع خطا أحمر ضد أي تهديد لأمنها أو ضد تصفية القضية الفلسطينية.

ما بين جرأة إسرائيلية بالأفعال ، وردود مصرية بالأقوال تتداعى الأسئلة الكثيرة.

برأي د.إسماعيل صبري مقلد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية فإن من الواضح تماما بما لا يمكن للعين أن تخطئه ان إسرائيل تتعمد تصعيد وتيرة التوتر والتأزم المتصاعد في علاقاتها مع مصر، وهي الأزمة التي تنبثق في أساسها من محاولتها الدفع بالنازحين من غزة الي خارجها باتجاه الحدود المصرية، مشيرا إلى أن هذا هو الحل الذي لا حل غيره امامها.

ويضيف أن حكومة نتنياهو تتصور أن ضغطها علي مصر من اجل السماح لهؤلاء النازحين بالدخول الي اراضيها، سوف يساعد علي تفريغ غزة وإخلائها من الفلسطينيين بأقصي سرعة ممكنة ، وهو ما سوف يفتح الباب واسعا امامها لاستكمال تنفيذ مخططها الشيطاني فيها والذي يقوم علي محاولة تفكيكها وتقسيمها الي مجموعة من المناطق والقطاعات المدنية والعسكرية وادارنها بصورة تتيح لها السيطرة الكاملة عليها مستقبلا والي الابد، وهو ما تعتقد اسرائيل انه سوف ينسف حل الدولتين من جذوره ويحول دون قيام دولة فلسطينية حقيقية وقابلة للحياة بعد سلخ غزة منها لتبقي بعدها الضفة الغربية وحدها، والتي يبقي مصيرها هي الاخري مجهولا في ظل التطورات الخطيرة المتسارعة في الاراضي الفلسطينية المحتلة.

ويوضح أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية أنه في ضوء كل ما يجري في غزة الآن من ابادة جماعية ممنهجة ومن قتل عشوائي وتدمير شامل لكل مرافق وشرايين الحياة الطبيعية في هذه المدينة المنكوبة وبقطع كل اشكال المساعدات الانسانية عنها بالإبقاء علي المعابر الي غزة مغلقة الي امد غير معلوم ، فإنه لن يكون أمام سكانها من خيار يتصرفون به سوي إما المخاطرة بحياتهم بالبقاء فيها وسط هذا الجحيم من القصف والنيران، وإما النزوح خارج القطاع للنجاة بانفسهم من موت محقق،وهي لا تجد مكانا غير مصر تحاول ان تدفعهم اليه في سباق مع الوقت وللضرب علي الحديد وهو ساخن كما يقولون، لافتا إلى أن هذا هو ما يعقدون عليه رهانهم في تل ابيب الآن، ويتصورون انهم قادرون عليه بدعم الادارة الامريكية الحالبة غير المشروط لهم.

ويخلص إلى أنه ومن هنا يأتي هذا التوتر المتصاعد وبهذه الدرجة من الحدة غير المسبوقة في العلاقات الاسرائيلية المصرية.. التوتر الذي يغذيه ويزيد من اشتعاله وتأزمه، كل هذا التحرش والاستفزاز من قبل إسرائيل لمصر وهو ما يمكن ان يتهدد الأسس التي قامت عليها علاقات الدولتين ببعضهما منذ ان اختارتا السلام بدلا من الحرب طريقا الي المستقبل، سلام يقوم في اساسه علي مبدأ التعايش الآمن وعلاقات حسن الجوار.

ويشير إلى هذا الوضع أن يتهاوي من أساسه بفعل هذه السياسات الاسرائيلية المتهورة والمتسمة بالحماقة والرعونة والاندفاع بلا تدبر للعواقب والمضاعفات، مشيرا إلى أن القيادة السياسية في مصر تضع كل هذه الاحتمالات بما فيها أسوأها في اعتبارها ، وهي تدرك وعن وعي تام بخطورة الموقف الراهن بكل ابعاده واحتمالاته ، ومن انه سوف يكون لكل واحد من تلك الاحتمالات حساباته وتبعاته وتكاليفه خاصة عندما يتعلق الامر بثوابت الامن القومي للدولة المصرية،وهي ثوابت لا تقبل التفريط فيها او المساومة عليها بأي شكل من الأشكال.

 

الأطراف الخليجية

ولم يستبعد “مقلد” أن يكون وراء كل هذا الاستفزاز الاسرائيلي المتصاعد لمصر، وبهذ الجرأة الزائدة من إسرائيل، تحريض عليه من أطراف خليجية معينة لم يعد أمرها خافيا على أحد، في لعبة التنافس علي قيادة المنطقة والصراع علي الأدوار، وذلك وفق ما يسمح به أو يرسمه لها أو يدفعها إليه ويشجعها عليه المايسترو الكبير في واشنطن الذي يمسك بيده من هناك كل خيوط اللعبة في الشرق الاوسط كما في غيره من مناطق العالم.

كان مصدر رفيع المستوى قد أكد أن مصر لن تقف مكتوفة الأيدى أمام الأزمة الإنسانية الكارثية الطاحنة بقطاع غزة.

وأضاف المصدر لـ«القاهرة الإخبارية» أن معبر رفح هو معبر مصرى ــ فلسطينى، ومصر ستعيد إدخال المساعدات من خلال آلية يتم الاتفاق عليها بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، مشيرا إلى أن مصر ستظل تتصدى لأى محاولات لتصفية القضية الفلسطينية أو لعزل قطاع غزة عن العالم.

كما أكد أن مصر تحرص على ثوابت القضية الفلسطينية وتصر على عدم القبول بسياسة الأمر الواقع التى يحاول الجانب الآخر فرضها على الأرض، وأكد أيضا حرص مصر على سرعة إيجاد حلول مؤقتة لإدخال الوقود إلى قطاع غزة لتشغيل المستشفيات المتوقفة عن العمل.

التصريحات المنسوبة إلى مصدر رفيع أثارت جدلا، حيث رأى بعض الدبلوماسيين السابقين منهم السفير فرغلي طه أن بيانات وتوضيحات مصر في تلك الأمور الحساسة يجب أن تصدر عن المتحدث باسم الرئاسة أو المتحدث باسم الخارجية، ولا يجوز أن تأتي على لسان من هم دون ذلك.

 

 

سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

قادة العدو يتجادلون: التسوية أفضل من الحرب

  مع تواصل المواجهات بين المقاومة والعدو على الحدود الجنوبية، برز أمس تطور سياسي من داخل الكيان، بإعلان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير حربه يؤاف ...