آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » من يصوت للعشاء ..!؟

من يصوت للعشاء ..!؟

 

سلمان عيسى

يحكى ان شيخ قبيلة عنزة و كان اسمه الشيخ مقحم ابن مهيد .. وكان يلقب ايضا ب ( مصوت بالعشاء ) لأنه كان يأمر أبناءه ورجاله بأن ينادوا ويصوتوا لدعوة الناس لتناول العشاء وتقديم العون والمساعدة للجميع، في فترة زمنية كانت الاشد فقرا ومعاناة وقلة في الحيلة ..
فقد صوّت بالعشاء مرتين كانت الاولى عام 1910 في سنة المجاعة المسماة (سنة جلغيف) والتي شهدت أربعين ليلة لم ينقطع فيها نزول الثلج ..
أما التصويت الثاني فقد كان عام 1917م في السنة المسماة (سنة الحقة) والتي صوّت فيها الشيخ مقحم بالعشاء لمدة عام كامل .. هذا العام اسمته جدتي ب ( سنة الجوع ) وقد روت لنا احاديث عن حالات تقشعر لها الابدان شهدتها بام العين .. كان عدد الحضور عند ابن مهيد في ذلك العام يقدّر بالآلاف وقد أمر الشيخ أن تطفأ الأنوار عند وضع الطعام لعلمه بأن هناك نساء فقيرات يحضرن متخفيات لتناول الطعام، وأخذ ما يتيسر منه للارامل و الأيتام ..

في أيامنا لا يوجد من يصوت للعشاء او الغداء او الافطار .. لا يوجد من يطلب اطفاء الانوار لأن هناك نساء واطفال وارامل .. وزارة الكهرباء لدينا تكفلت بنشر الظلمة لا لتستر المحتاجين .. بل هي سياسة اتبعتها منذ اعوام ..
لا يوجد من يتضامن مع الارامل والنساء .. فقد تكفل وزراء باطعامنا اشباه اجبان واشباه البان .. وهناك مديرون ومحافظون اطعموا اهل الريف والفقراء اشباه ( ربطات الخبز ) مع انه مادة مدعومة عندما اطلقوا يد اصحاب الافران الخاصة المسعورة للمال والسرقة وباعونا الربطة الواحدة بسعر سياحي وبنصف ربطة .. مديرون .. او اشباه .. تحكموا .. سرقوا وزوروا .. كنا نتوقع ان نجد في وزارتهم كابن مهيد .. لا ليصوت للعشاء ويطعم الجياع .. بل ليعيد الطحين الى الافران الحكومية ويضبط اوزان الخبز المنهوب .. لكن الجميع اوغل في اغماض الاعين عن سرقات الخبز والطحين .. واطعموا كل الفقراء ما يشبه الطعام .. ما يشبه الخبز .. وصوتوا للغلاء .. !؟

 

 

(خاص لموقع سيرياهوم نيوز2)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المجالس الاستشارية والمجالس التمثيلية: بين المشورة واتخاذ القرار

  حسان نديم حسن في ظل التطورات السريعة التي يشهدها العالم وتنامي أهمية المؤسسات التشاركية، تبرز المجالس الاستشارية والمجالس التمثيلية كأدوات حيوية للإدارة وتقديم الخدمات ...