الأمثال تُضرب ولا تقاس على الذين يعرفون الحياة، ولكن لا حياة لمن تنادي، غير أن التصرف بالعقل سبق كل الهواجس التي يستخدمها الذين يعملون بدون عقل في هذه الدنيا، وللآباء والأمهات دور في تعليم الفرد والمجتمع قانون الحياة من أجل أن يكون الفرد قدوة في مجال عمله وفي مناحي تصرفه في المجتمع نحو مستقبل أفضل في حصانة الروح والعقل يتخذ من الحكمة طريقاً، وعندها ينجو من هفوات الأخطاء المجتمعية السائدة.
أب قبل أن يموت قال لابنه: هذه ساعة (جد جد جدك) عمرها أكثر من 200 سنة، لكن قبل أن أعطيك إياها اذهب إلى محل الساعات في أول الشارع وقل له: أريد بيعها وانظر يا ولدي كم سعرها.
ذهب الابن ثم عاد إلى أبيه وقال: لقد دفع الساعاتي لي يا أبي (5) دنانير ذهبية لأنها كما شاهدها ساعة قديمة، قال له أبوه: اذهب إلى محل (الأنتيكة) أو سوق الساعات القديم، ما يسمى عند العرب (سوق هرج) كل بضاعته قديمة.
ذهب الابن ثم عاد لأبيه وقال: دفعوا فيها (5) آلاف دينار ذهبي، قال الأب: اذهب يا ولدي إلى المتحف واعرض الساعة للبيع، ذهب ثم عاد وقال لأبيه: يا أبي لقد أحضروا خبيراً كبير السن وقيّمها وعرضوا عليّ (50) ألف ليرة ذهبية مقابل بيع الساعة.
قال الأب: يا بني أردت أن أعلّمك أن «المكان الصحيح يقدّر بشكل صحيح، فلا تضع نفسك في المكان الخاطئ وتغضب إذا لم يقدّروك».
وأخيراً، رحم الله امرأ عرف قدر نفسه، وسلم من كلام الناس ووصل إلى الحقيقة في هذا الزمن الذي يحوّل الصح إلى خطأ.
(سيرياهوم نيوز-تشرين)