على ماذا يدلل ذلك، ولماذا المسارعة فوراً إلى اتهام حزب الله،واختيار هذا التوقيت بالذات؟
وما هو المطلوب في مواجهة هذا الاتهام المشبوه بأهدافهوغاياته؟
أولاً، إنّ المسارعة فور إعلان نبأ الاغتيال، الى توجيه الاتهام إلىحزب الله، يجعل ايّ مراقب محايد يرسم علامات استفهام كبرى،ويتساءل بشأن ما إذا كانت الجريمة نفذت بتدبير من جهاتمشبوهة، لإدراك هذه الجهات ومعرفتها المسبقة أنّ أصابعالاتهام ستوجه إلى حزب الله، انطلاقاً من انّ لقمان اغتيل فيمنطقة يحظى فيها حزب الله بنفوذ شعبي كبير، وانّ لقمانمعروف في معارضته الشرسة لحزب الله ومقاومته ضدّ الاحتلال،الأمر الذي يحقق لهذه الجهات هدفها الذي تسعى إليه، وهوالصادق التهمة بحزب الله، والتحريض عليه، ومحاولة النيل مندوره الوطني المقاوم، والقول بأنه تحوّل، حسب زعمها، منحزب مقاوم للعدو الصهيوني، إلى سلطة «قمع وهيمنة وإقصاءوإرهاب» لكلّ من ينتقده ويعارض رأيه ويقف ضدّ سياسته…
ثانياً، انّ اختيار توقيت عملية الاغتيال يبدو انه تمّ في محاولةلإخراج قوى ومجموعات «الأنجيؤز» من مأزقها، التي باتت فيه،على خلفية فشل تحركاتها من ناحية، وتمكينها من إحداثاختراق في بيئة المقاومة عبر توفير أجواء من التعاطف معهاتمكّنها من كسب تأييد الشباب تحت عناوين رفض سياسة «قمعوإرهاب المعارضين»، بعد أن وصلت هذه القوى والمجموعاتإلى طريق مسدود، وأخفقت في تنفيذ الخطة الأميركية لإحداثالانقلاب السياسي على السلطة وإقصاء حزب الله وحلفائه عنها.. وظهر هذا الفشل بشكل واضح مؤخراً من خلال عجز هذه القوىوالمجموعات في تحركاتها الأخيرة في إعادة إحياء الاحتجاجاتالشعبية باستغلال تفاقم المعاناة الاجتماعية والمعيشية الناتجةعن انفجار الأزمة الاقتصادية والمالية، التي فاقمها وسرّع منانفجارها، الحصار المالي والاقتصادي الأميركي الغربي…
ثالثاً، انّ وقوف جهات مشبوهة وراء الجريمة مرتبطة بالمخططالأميركي الصهيوني، إنما يعود إلى سعي هذه الجهات إلىتحقيق أمرين ظهرا بوضوح من وراء الحملة ضدّ حزب الله،وطالما هدف إليهما هذا المخطط، وهما:
الأمر الأول، إثارة الفتنة والتحريض ضدّ المقاومة، وهو أمريندرج ضمن خطة الانقلاب الأميركية، وتؤشر إليه الحملةالمسمومة التي أعقبت الجريمة وتستهدف المقاومة، في محاولةمكشوفة لاستثمار الدم، لإعادة الزخم لتحركات مجموعات«الأنجيؤز»، المموّلة أميركياً وغربياً، باعتراف المسؤولالأميركي السابق ديفيد هيل في شهادته أمام الكونغرس في وقتسابق من العام الماضي.
الأمر الثاني، العمل على محاولة إحداث اختراق في البيئةالشعبية للمقاومة، وكسب مناصرين إلى جانب المجموعاتالمذكورة تحت عنوان اتهام حزب الله بممارسة الهيمنة والقمعلحرية الرأي والتعبير. واستطراداً تعزيز شعبية هذه المجموعاتتحضيراً للانتخابات النيابية المقبلة بهدف إحداث تحوّل فيموازين القوى النيابية في البرلمان لمصلحة الفريق المواليللسياسة الأميركية…
انطلاقاً مما تقدم يمكن التأكيد على ما يلي:
1 ـ إنّ أيّ جهة سارعت إلى توجيه الاتهام إلى حزب الله، بالوقوفوراء جريمة الاغتيال، بشكل مباشر، أو غير مباشر، إنما تسهم عنقصد، أو غير قصد، في خدمة المخطط الأميركي، الذي يقف وراءالعقوبات على شخصات مؤيدة للمقاومة، وفرض الحصار الماليوالاقتصادي على لبنان وزيادة معاناة اللبنانيين بهدف تأليبهموتحريضهم ضدّ حزب الله ومقاومته..
فليس خافياً، انّ واشنطن تسعى، عبر القوى والجماعات المواليةلها وبعض وسائل الإعلام المموّلة أميركياً، تسعى إلى تحميلحزب الله المسؤولية عن هذه المعاناة، لإقصائه وحلفائه عنالمشاركة السلطة، وفرض تشكيل حكومة أميركية الهوى، تنفيذأهداف الولايات المتحدة لناحية عزل المقاومة ونزع سلاحها،الذي يحمي لبنان وثرواته من الاعتداءات والأطماع الصهيونية… ويقلق كيان العدو، واستطراداً إعادة لبنان إلى زمن «قوته فيضعفه»، وخاضعاً للسيطرة والهيمنة الأميركية… وتحقيق أطماعكيان العدو في ثروات لبنان من خلال فرض ترسيم للحدودالبحرية والبرية مع فلسطين المحتلة يلبّي هذه الأطماع…
2 ـ انّ تاريخ حزب الله ومقاومته الوطنية والإسلامية، يؤكد أنه لايمكن بأيّ حال من الأحوال أن يكون وراء ارتكاب عملية الاغتيال،أو تسهيل حصولها، لأنّ ذلك يتعارض مع سياسته التي تعطيالأولوية لوأد الفتنة وقطع الطريق على المشاريع والمخططاتالأميركية الصهيونية لإشعالها، وفي هذا السياق فإنّ حزب اللهاتبع سياسة التسامح مع العملاء بعد التحرير عام 2000، رغمالفظاعات والجرائم التي ارتكبوها خلال مرحلة الاحتلالالصهيوني للجنوب، ومنع الانتقام منهم، وذلك حرصاً على حمايةالوحدة الوطنية في المناطق المحررة، وقطع الطريق على الفتنةالتي سعى إليها العدو لتعكير وإجهاض الانتصار الاستراتيجيوالتاريخي الذي حققته المقاومة بإلحاق الهزيمة بجيشالاحتلال الصهيوني.. كما أنّ حزب الله اعتصم بالصبر،
سيرياهوم نيوز 6 – البناء