ا. د. جورج جبور
*ذات يوم في خريف 2014 صدر تشكيل وزاري جديد في سورية.*
*تولى وزارة الثقافة الاديب عصام خليل، الذي عرفته من خلال عمله في اتحاد الكتاب العرب.*
*اقترح علي صديق عزيز به حماسة دائمة مقدرة لزيارة المسؤولين ، اقترح علي زيارة الوزير الجديد. وافقت.*
*كانت حفاوة الوزير بنا فائقة.*
*توجه الي خاصة بالحديث رغم ان مجلسه كان غاصاً بالمسؤولين الثقافيين.*
*بل اخذ يعيد على مسامع الحضور حكاية اعتدت على اسماعها للاصدقاء منذ عودتي من التدريس في القاهرة عام 1979.*
*ملخص الحكاية هو اعتمادي على بيت من درر شعر الاستاذعبد الحق حداد، ابن صافبتا، ينتقد به شخصية سياسية فيقول:*
*” كل العروبة عنده…..”*
*ولكي لا اتجنى على ابن للوطن, اقدره، احيل حبكة البيت الى انتقاد لي فأقول:*
*كل العروبة عنده— اي عندي– يوم وزارة الثقافة، ويضاف” عند توسع” يوم اللغة العربية.*
*غمض السياق ولن اشرح بل اتابع. توجه الي الوزير بطلب نصحي له في مهمته الجديدة. اجبت جازما: أجعل ليوم تأسيس الوزارة وهو قريب اسماً جذابا” يوم وزارة الثقافة”. وافق فورا. وتبع الموافقة ثناء من الحضور جميعا. شهد بالحادثة في راس مقال منشور في ” البعث الاسبوعي” الاديب الدكتور نزار بني المرجة. شهد، ضمن جو من الصمت العام.*
*فعل الوزير عصام خليل ما نصحنه به. قال لي لاحقا انه نال موافقة رئيس مجلس الوزراء في جلسة المجلس ، وان رئيس الوزراء حث الوزراء على الاقتداء بما رؤي انه سابقة حسنة . وبالمناسبة لم تكن هي المرة الأولى التي احث بها وزيرا على اعتماد فكرة يوم لوزارته. كان حث.*
*وكانت استجابات.*
*لكنها لم تنفذ.*
*عصام خليل استجاب ونفذ . يشكر. لكنه نسي ان يدعوني الى أول حفل يشهر به اليوم في دار الأسد. اخذ فكرة عرضت عليه..لم يشكر مقترحها ، اي والدها ،علنا او برسالة خاصة.*
*ساءني الأمر. وقع علي ، منفردا، أن أعلن أنني مقترح اليوم. شرحت الأمر لمن قامت ، مشكورة ومقتدرة،بترجمة فورية لي ذات مؤتمر، وقد غدت وزيرة للثقافة . تكرمت فسلمتني رسالة شكر حين زرتها مهنئا.*
*ثم في وقت لاحق الغي يوم التأسيس، بل اغني. تطور من يوم الى ” ايام الثقافة السورية”. تطور جميل. ما تزال لدي الرسالة — الوثيقة. هل ثمة اصل لها في وزارة الثقافة؟ لا ادري. متى أعلن التطور من يوم الى ايام؟*
*أيضا لا ادري.*
*لكنني علمت من خلال مكالمة هاتفية اجريتها مؤخراً مع معاونة السيدة الوزيرة انها لا تعرف أنني كنت في اصل اليوم الذي غدا الايام الثقافية السورية.*
*اكتب صباح الاثنين 11 ت ثاني 2024 فأقول:*
*تولد أفكار جيدة من خارج رحم مؤسسة معنية تأنف المؤسسة من تبنيها، لأنها عادة ما تراها منافسة غير مشروعة.*
*يفوت الربح من جودة الفكرة بسبب انانية المؤسسة وهي في الأساس مؤسسة عامة ، اي للخدمة العامة ، وليست مخصصة لحفظ الشرف المهني للقائمين عليها.*
*تهاني المبكرة بأيام الثقافة السورية ، وتهاني للوزيرة الجديدة التي لم ازرها بعد. حين أفعل ، سأحدثها أيضا عن زيارة قام بها شخصان وصديقان لهما ، في نيسان عام 2005 ،الى منزل أول وزير للثقافة ، الاستاذ رياض المالكي ، رحمه الله.*
*اما المناسبة فكانت ذكرى مرور خمسين عاماً على حادث اغتيال، خضع ويخضع لاعادة نظر، كان له اثره الكبير في مجمل الحياة السياسية السورية، بل العربية .*
——————-
*دمشق. الاثنين 11 ت ثاني 2024.*
(سيرياهوم نيوز-2)