غصون سليمان:
تهدف السنوات الأولى من عمر الطفل على صعيد التعليم المبكر الى تنمية استعداده العقلي والمعرفي،والاجتماعي والعاطفي ليصبحوا مهيئين لدخول المدرسة ،حيث للسنوات الثماني الأولى أهمية كبيرة باعتبار التأثيرات المترتبة على الرعاية والاهتمام اللذين يلقاهما الطفل في هذه المرحلة تستمر طوال حياته،فقدرة الطفل على التعلم تبدأ لحظة ولادته. من هنا تأتي أهمية الحقيبة التدريبية لمنهاج رياض الأطفال والإحاطة بكل تفاصيل الخصائص النمائية التي تميز طفل الروضة في مرحلة ماقبل المدرسة.
وفي هذا السياق تشير الموجهة التربوية عروبة بلال “مديرية تربية دمشق” إلى أهمية الحقيبة الخاصة بدليل المهارات الحياتية لمرحلة الطفولة المبكرة التي تنفذها وزارة التربية– المركز الإقليمي لتنمية الطفولة المبكرة بالتعاون مع مؤسسة الآغا خان خلال الفترة من ٨-١٢/آب/٢٠٢١ .
حيث الهدف من هكذا انشطة هو تزويد الطفل بالمهارات والمعلومات عن طريق اسلوب التفاعل وجعل الطفل يحفظ بطريقة رشيقة ،ويجرب قدراته ومهاراته من خلال الايتعاد عن التلقين ،وهذا مايترتب على مربيات الروضة إتقان مهارات التواصل والتعاطي مع هذه الشريحة التي تحتاج كل الرعاية والحب مع ملامسة مشاعره في حالات الحزن والفرح وغيرها من تداعياته النفسية ،بحيث لايجبر الطفل على شيء عنوة ،وألا تظهر ملامح القسوة أو الغضب في الوجه ،وألا يعلو الصوت أمام ناظريه ،فهناك وصلات عصبية في دماغ الطفل تحدد مزاجية السنوات الخمس الأولى والتي يترتب عليها الكثير في المستقبل من سلوك ايجابي أو سلبي .
واشارت بلال الى خصوصية واهمية تعليم أبنائنا مهارات الحياة في سن مبكرة مايستدعي تكثيف الدورات للشريحة المستهدفة من المعلمات والمدرسات والمربيات وهذا ماتعمل عليه وزارة التربية “مركز الطفولة المبكرة “حيث اقيمت دورات متقنة خلال العام الفائت من مرحلة التعليم الأساسي إلى الثانوية العامة ،مضيفة أنه إذا لم يكن هناك أفكار ورؤى متنوعة حول الطفولة ربما يكون من الصعب اقناع الطفل فيما بعد بشيء نحتاجه نحن ولايقدر هو أبعاده وأهميته ،لذلك من الضروري والهام تعزيز ثقة الطفل بذاته ومحاولة زرع كل ماهو ايجابي في داخله وفق ميوله ورغباته ولجوء الطفل الى التجريب وابداء الرأي، وتحفيز مؤثرات حب المشاركة واللعب والتعبير، لضمان مستقبل آمن وناجح له ولأسرته ومجتمعه، وبالتالي نكون ابتعدنا قدر الامكان عن اسلوب التلقين والاصغاء غير المجدي واكتسبنا نماء سليما لشخصية الطفل.
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة