| آلاء الخطيب
إحياءً للتراث السوري أقامت وزارة الثقافة برعاية الدكتورة لبانة مشوح ومديرية المسارح والموسيقا في دمشق مهرجان الأغنية السورية التراثية الثاني على مسرح قصر العظم بمشاركة مغنين من مختلف المحافظات السورية وفرقة التراث السوري للموسيقا بقيادة نزيه أسعد بإشراف وإعداد إدريس مراد بهدف الحفاظ على التراث الموسيقي السوري وفعاليات المهرجان تستمر على مدى ثلاثة أيام تشمل مجموعة متنوعة من الأغاني التراثية التي تعكس غنى النسيج الثقافي والاجتماعي الذي يميز الشعب السوري على مدى العصور.
روح المناطق وإحساس عال
أربعة عشر مغنياً شاركوا بالمهرجان وكل شخص منهم غنى بيئته لإعطاء روح وإحساس المنطقة وشارك بالمهرجان في اليوم الأول بشار نظام قدم التراث الساحلي وماري هوسبيان قدمت التراث الأرمني وسليمان حرفوش غنى تراث حمص وهيا الشمالي تراث حلب وفي اليوم الثاني فادي علي قدم تراث الجولان ولانا هبراسو قدمت أغاني شامية من التراث وأغنيتين من التراث الشركسي وريناس اليوسف غنى التراث المردلي وإسكندر عبيد التراث الفراتي لمنطقة دير الزور واليوم الثالث آلان مراد التراث الكردي وعائلة من ثلاثة أصوات قدمت التراث الرقاوي يوسف الجادر ووائلة رمضان وشغف الجادر وشادي رزوق القدود الحلبية.
الحفاظ على التراث السوري
وللحديث عن أهمية المهرجان التقت «الوطن» إدريس مراد حيث قال: أهمية المهرجان تكمن في محاولة الحفاظ على التراث السوري العريق الممتد لخمسة آلاف سنة وتحفيز المغنين الشباب لمواكبة هذا التراث وتشجيعهم للحفاظ عليه وتعريف الجمهور السوري بهذا التراث الغني الملون لاختلاف البيئات واللغات الموجودة بالبلد وبهذا المهرجان حاولت أن أعطي مساحة لكل الألوان التراثية من التراث الفراتي والمنطقة الوسطى والبادية وحمص والمنطقة الساحلية والسويداء والرقة والشام والجولان بالإضافة للغات الموجودة في سورية السرياني والأرمني والكردي والشركسي والآشوري وقدمنا التراث كما هو بدون تغيير مع توزيع طفيف للحفاظ عل الهيكلية الأساسية للغناء وتطوير وتحديث للتراث وأدرجنا بعض الآلات التراثية السورية الغائبة مثل الجمبش وهي من الآلات الموسيقية القديمة جدا وكثير من المغنين السوريين من المنطقة الشمالية الشرقية قدموا أغانيهم على ألحانها التي كانت تستعمل على زمن الطمبور مما حفزنا لإدخالها للمهرجان.
نشر التراث للجيل الجديد
وبحوار خاص لـ«الوطن» مع المغني فادي العلي قال: هذا المهرجان لكل محافظات سورية ونطرح به التراث السوري دون الإضافات والمساس بأصل التراث وغنيت «حطي على النار يا جدة» و«يا ظريف الطول» و«بكرا منعاود» «محبوب قلبك» كمشاركة.
لم أجد صعوبة في غناء التراث لأننا تربينا عليه وتتميز أغاني التراث بأنها تختلف عن الأغنية الحديثة التي تعتمد على الإيقاع السريع ومشغولة على الكلمة التي تحوي عنصر المفاجأة وهذا غير موجود في التراث وأنا أشجع هذه المهرجانات لنشر التراث للجيل الجديد.
بلقاء «الوطن» مع لانا هبراسو التي قدمت «تحت هودجها» و«قالولي كن» وشاركت «بمحبوب قلبك» وأغنيتين شركسيات قالت: أنا أحب التواجد الدائم مع الأستاذ نزيه أسعد وإدريس مراد ولي الشرف في إحياء التراث بالمهرجانات والتعلم منه وأتمنى أن يبقى التراث محافظاً على وجوده وأصالته حتى مع التجديد ليناسب الوقت الحالي ورأيت تفاعلاً جميلاً من الجمهور مما يعطيني الحافز والتشجيع للاستمرار بتقديم هذا النوع من الأغاني.
لم يبق لنا إلا التراث
ريناس يوسف لـ«الوطن» قدمت أغاني من التراث المردلي التي أساسها من مدينة المرديل الكردية التركية ومنها أغنية «والله هالبنت تجنن» «ووصلة قامشلية» «ضلك حبيني» وأغنية «صبيحة» و«تحبين الله لا تخونين» باللهجة المردلية القريبة من العربية والكردية
وأنا كفنان سعيد جدا بالحضور مع الجمهور وإيصال أغان يمكن لا يعرفها الكثير وهدفي ألا يموت تراث الجزيرة السورية وثقافته واعتبر أننا لم يبق لنا بعد هذه الأحداث إلا هذا التراث فمن واجبنا الحفاظ عليه.
مسح شامل للفلكلور
المايسترو نزيه أسعد أخبر «الوطن» أن فكرة المهرجان ليست جديدة وهو تراكم لمجموعة أفكار قديمة عملنا عليها أنا والأستاذ إدريس مراد مع مجموعة موسيقيين وباحثين لنعمل نوعاً من المسح الكامل والشامل للفلكلور السوري وموسيقى الأقليات السورية وهذه التجارب قديمة منذ عشر سنوات وأقمنا مهرجانات ناجحة وجرى استقطاب لعازفين من جميع المحافظات وأقمنا مهرجانات في دار الأوبرا ومسرح الحمرا وهذا المهرجان هو خلاصة كل المحاولات السابقة وبه تنوع موسيقي وإيقاعي وغنائي ومزجنا بين الآلات القديمة والحديثة ما أعطى لوناً جديداً والآلات القديمة لها عراقة وأصالة وكل آلة موجودة على المسرح عزفت النغمة التي من بيئتها فآلة الناي للموال الديري وآلة الجمبش لمنطقة شمال سورية منطقة الآشوريين واعتبر هذا المهرجان ناجحاً ومميزاً.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن