جمع مهرجان الكفر للشعر والزجل الذي نظمته مديرية التراث اللامادي في وزارة الثقافة ومديرية ثقافة السويداء على مدى ثلاثة أيام في عدد من المراكز الثقافية بين الزجل والشعر والفن التشكيلي والمحاضرات والفقرات الفنية.
المهرجان الذي أقيم بدورته الثانية تخليداً لذكرى معركة الكفر ضد المستعمر الفرنسي تضمنت فقراته عرضاً فنيا ً تراثياً راقصاً لفرقة كاناثا للفنون الشعبية في صالة الجمعية الخيرية ببلدة الكفر إلى جانب حفل فني زجلي لجمعية شعراء الزجل في سورية تناوب فيه الشعراء سامر غزال وشادي موسى و أحلام برناوي و أيمن العطار مقدمين قصائد وطنية ووجدانية تغنت ببطولات الأجداد وأبناء الوطن و البيئة الطبيعية والإنسانية السورية و علاقة الشاعر بأهله ووطنه إلى جانب عرض عن تاريخ وبيئة بلدة الكفر ومواقف أهلها الوطنية قدمه الشاعر الدكتور سليمان الخطيب.
كما شملت فعاليات المهرجان في يومها الثاني محاضرة عن الزجل في بلاد الشام للشاعر ناظم أبو عاصي استضافتها النافذة الثقافية ببلدة الكفر بالتزامن مع محاضرة عن الزجل نشأته وأنماطه وأبرز أعلامه في قصر الثقافة بمدينة السويداء قدمها رئيس جمعية الأدب الشعبي واصدقاء التراث معين العماطوري.
وأحيا الشعراء ناظم أبو عاصي و أيمن العطار و ناصر المعاز أمسية زجلية في المركز الثقافي العربي بمدينة شهبا استمد فيها الشعراء موضوعاتهم من لوحة للفنان التشكيلي نضال خويص تمثل فلاحا خلال موسم الحصاد ويحمل بيديه سنابل القمح في دلالة على الالتصاق والتجذر بالأرض لتعكس صورة الفلاح ابن الجبل مع تشكيل قدمه الفنان خويص على عجالة للوحة من وحي المناسبة عبارة عن بورتريه للمجاهد سلطان الأطرش قائد الثورة السورية الكبرى.
في حين استضاف المركز الثقافي العربي في بلدة القريا حفلا ً زجلياً أحياه الشعراء بسام ورور و سليمان خلف و زيد غلاب و مظفر الصحناوي وشادي شعبان ونيروز أبو كرم ورحاب خداج وتناولوا فيه موضوعات وطنية وغزلية وتراثية مع تمازج مع الشعر النبطي.
فيما اختتمت فعاليات المهرجان بأمسية زجلية لجمعية شعراء الزجل في سورية في قصر الثقافة بمدينة السويداء ضمت الشعراء مروان البحري و طعان تجرة و علي عطايا بمشاركة الشعراء أيمن العطار والدكتور سليمان الخطيب و رحاب خداج علا فيها الحس الوطني والإنساني والاجتماعي قبل أن يختموا بالغزل.
مدير ثقافة السويداء باسل الحناوي لفت في تصريح لمراسل سانا الثقافية إلى أن الهدف من المهرجان هو نشر هذا اللون الجميل من الشعر وتعريف الناس به و بشعرائه و وتشجيعه كونه من الفنون الأصيلة بالمنطقة من خلال خطة وزارة الثقافة لحماية التراث اللامادي وتسجيله وحفظه لما يشكله من أهمية في تسجيل وتدوين وتوثيق بطولات وأمجاد الأجداد وأبناء الوطن في معارك الشرف والفخار وحياتهم الإنسانية والاجتماعية.
منسقة المهرجان رئيس قسم التراث اللامادي في مديرية التراث اللامادي ربيعة غانم أشارت إلى أن المهرجان أضحى تقليداً سنوياً ثقافياً في مسعى لتطوير الرؤى الجميلة لشعر الزجل وجمع شعرائه لإعلاء كلمته الطيبة التي تلامس وجدان الناس.
نائب رئيس جمعية شعراء الزجل في سورية الشاعر مروان البحري أكد أهمية وجود مهرجان لإعلاء كلمة الزجل ونشرها والتشجيع عليها باعتباره تراث مهم وعريق لسورية و هو لغة الناس الموزونة و حكي القلب للقلب .
ونوه الشاعر علي عطايا من ريف دمشق بأهمية مهرجانات الزجل في تذكير الجيل الصاعد بأحد أهم ألوان الشعر الشعبي في بلانا وإحياء هذا اللون من الشعر المحكي و تجديده كموروث اجتماعي مهم.
الشاعر الدكتور سليمان الخطيب وجد في مشاركة شعراء الزجل في المهرجان وتقديمهم قصائد تخص الوطن بكلمات وألحان نابعة من ينابيع القلب والإحساس تأكيد لأهمية شعر والزجل وضرورته الحياتية و إحياء التراث.
رئيس جمعية الأدب الشعبي وأصدقاء التراث معين العماطوري أشار إلى أن المهرجان يسلط الضوء على نشأة و أنواع وأنماط الزجل ودوره في تقديم صورة دلالية تنم عن البيئة المحلية بما يتماهى مع الأحداث اليومية والواقعية وبما يسهم في تأريخ اللحظة الآنية بصور شعرية مغناة تعكس قدرة وثقافة الشاعر.
ديار نصر
سيرياهوم نيوز _ سانا